في خطوة اعتبرها المراقبون السياسيون أمراً عادياً بعد الانتخابات التشريعية، قدمت الحكومة المالية، أمس الأول، استقالتها وتم تعيين وزير تخطيط المدن، موسى مارا، رئيسا جديدا للوزراء وكلف بتشكيل فريق حكومي جديد. وبالمناسبة، قال متحدث باسم الرئاسة في دولة مالي، في بيان بثه التلفزيون الرسمي للدولة في ساعة متأخرة من مساء السبت، إن رئيس الوزراء، عمر تاتام لي - وهو ابن الكاتب المعروف إبراهيم لي - قدم استقالة الحكومة كلها التي تشكلت قبل 7 أشهر، للرئيس إبراهيم بوبكر كيتا وتم قبولها. ويعتبر مارا (39 سنة) سياسيا محنّكا خاض انتخابات الرئاسة التي جرت في أوت الماضي أمام كيتا، وفاز هذا المحاسب ورئيس بلدية باماكو ب1,5% من الأصوات في الجولة الأولى تحت لواء حركته «يليما» «التغيير بلغة البمبارا» التي أسسها في 2010، كما يعتبر رئيس الوزراء المالي الجديد، ابن وزير العدل السابق جوزف مارا، الذي اعتقل خمس سنوات خلال السبعينيات من القرن الماضي، إبان حكم موسى تراوري. وتأتي استقالة حكومة موسى مارا وتعيين رئيس وزراء جديد، في ظل الجهود التي يبذلها الرئيس كيتا منذ انتخابه على رأس السلطة في مالي لتنفيذ التزاماته بإعادة الاستقرار والأمن للبلاد، وإطلاق عملية المصالحة التي يعول عليها لرأب الصدع بالشمال، ومن ثم الانطلاق في عملية إعادة الإعمار وتحسين الأوضاع المعيشية للماليين، خاصة في الجزء الشمالي الذي عانى من التهميش في السنوات الماضية وتحول إلى بؤرة توتر بعد ان اتخذته المجموعات الإرهابية والانفصالية قاعدة لممارسة أنشطتها المحظورة وإجرامها المنبوذ. وانتخب كيتا بناءً على تعهد بتوحيد مالي وهو يسعى بجد لتحقيق هذا المبتغى، الذي يشكل في ذات الوقت رغبة ملحة لكل دول المنطقة التي تؤمن بأن أمن مالي واستقراره من أمن واستقرار الساحل والمنطقة برمتها.