حفر 87 بئرا وتأهيل قناة البرين تراهن العديد من المشاكل عملية القضاء على مشكلة التزود بالمياه الشروب وهي مشاكل قد وعد وزير الموارد المائية خلال زيارته الأخيرة للولاية بالقضاء عليها خلال سنة 2018 ، ولكن هذه العراقيل لم تنل من عزيمة القائمين على القطاع بتسطير عديد المشاريع لتلبية احتياجات المواطن من المياه ، والذي يزداد الطلب عليها كل صائفة. هذا ما رصدته «الشعب» في استطلاع ميداني. يواجه قطاع الري بالمسيلة عدة مشاكل منذ عدة سنوات، أكبرها عدم وجود دراسات هيدرولوجية لأغلبية المناطق وكذا غياب المسح الهيدروليكي وعدم التوازن بين إمكانيات الولاية من المياه الجوفية وجمعها، ناهيك عن مشكلة الملكية المتعلقة بالمنفعة العامة وقلة الوسائل والإمكانيات المادية والمساحة الشاسعة والتي تصل إلى 18.175 كلم . ورغم ذلك، إلا أن المشاكل لم تنل من عزيمة القائمين على القطاع في تزويد السكان بهذه الثروة المائية، والدليل زيارة وزير الموارد المائية حسين نسيب الأخيرة، والتي اقر من خلالها عدة مشاريع واعدة أهمها استحداث برنامج كبير يتضمن حفر 87 بئرا جديدا موزعين على كل تراب الولاية، ما سيساهم في توفير المياه الشروب هذه الصائفة بعاصمة الولاية ومدينة بوسعادة . بالإضافة إلى هذا تم تسطير برنامج يقضي بإعادة تأهيل قناة البرين، والتي توفر 18 مليون لتر مكعب من المياه، ويبقى المهم في عملية التزود بالمياه الشروب تسييرها وفق برنامج قطاعي للتنمية يحوي 49 عملية مسجلة في مختلف برامج الاستثمار العمومية منها 47 عملية تصب في إطار البرنامج القطاعي الممركز والعمليتان الباقيتان تصب في البرنامج القطاعي المركزي . كما تم انجاز 24 بئرا السنة الماضية بحجم إجمالي يقدر ب 22 لتر /ثا أي ما يعادل 7700م مربع/ يوم وهذا بكل بن سرور وبلدية الحوامد والمعاريف وبلدية الشلال وبني يلمان وحمام الضلعة . ناهيك عن تجهيز 19 بئرا اخر عبر العديد من البلديات، وهذا في إطار البرنامج التنموي الخاص بالبلديات . كما تم ايصال القنوات الى مركز أولاد عيشة وأولاد ثاقب ببلدية سيدي هجرس وانجاز خزان مائي سعته 250 متر مكعب . سد كدية أسردون الرهان الكبير سطرت وزارة الموارد المائية عدة مشاريع كبرى من شأنها القضاء على مشكلة المياه الصالحة للشرب، وهذا من خلال برمجة العديد من المشاريع الهامة على غرار بناء السدود واستحداث تحويلات كبرى من أقصى المناطق التي يتواجد بها المورد المائي . وهو حال سكان بلديات سيدي عيسى و سيدي هجرس وبوطي السايح وعين لحجل بعد ان تم تزويدهم بالمياه الشروب انطلاقا من سد كدية اسردون بولاية البويرة، بعد ان كانت عملية التموين تتم من حوض البرين بالجلفة على بعد 100 كلم، و بعد الزيارة الأخيرة لوزير الموارد المائية إلى الولاية، أعطى تعليمات صارمة للتكفل العاجل بمشروع تحويل الماء الشروب لفائدة سكان المسيلة من سد كدية اسردون بالبويرة، نظرا لما له من أهمية في تأمين الماء الشروب والري الفلاحي وخاصة في الجزء الشمالي من الولاية بغلاف مالي ممركز ضمن مشروع السد، على أن ينطلق التموين من خزان الديرة المتواجد على مستوى ولاية البويرة بحجم المياه بالممول ب 270 مليون لتر مكعب خلال السنة الواحدة . وبخصوص مشروع التحويلات الكبرى من الصحراء باتجاه الهضاب العليا، فسيتم استلامه تدريجيا انطلاقا من 2017 وفق ما أكده وزير الموارد المائية خلال زيارته الأخيرة للولاية، لافتا الى أن الفرد الجزائري يستهلك حوالي 600 متر مكعب سنويا، وبالموازاة مع ذلك تشجع الوزارة الوصية انجاز العديد من السدود الجديدة على غرار سد امجدل الذي يوفر 70 مليون لتر مكعب، والذي تنطلق أشغاله السنة القادمة، وكذا السد العظيم سد «عنسيس» الذي يوفر 123 مليون لتر مكعب ويمد بطاقة بنفس حجم سعته سنويا، وهو الحال بالنسبة لمنطقة الجنوب الشرقي التي سوف تتحول الى منطقة واعدة جدا في مجال الفلاحة جراء البرامج التي سيتم انجازها . وبخصوص البلديات الثمانية الواقعة في الجهة الشرقية، يقضي البرنامج تزويدها انطلاقا من سد سوبلة الذي قاربت به نسبة الانجاز 20 بالمائة، إضافة إلى العديد من السدود في طور الانجاز على غرار كدية بن عايدة –مسيف –واد الشعير –طايبية –مجدل وغيرها من السدود . وعن تزويد المنطقة الجنوبية للولاية التي تعرف نقصا في التوزيع بمقدار 75 بالمائة مزودة يوم/2 وأكثر، فسيتم القضاء على مشكلة العطش بتدعيم على المستوى المتوسط عن طريق نظام تحويل جنوب –شمال للمياه الجوفية للصحراء. وسوف يتم في القريب العاجل، الانطلاق في انجاز اكبر سد في البلاد بسعة 123 مليون متر مكعب بمنطقة أمسيف بالمسيلة، تخصص موارده المائية إلى النشاط الفلاحي الذي سيتم بالتنسيق مع وزارة الفلاحة لتوسيع مساحتها الى 01 مليون هكتار خلال الخماسي المقبل في إطار مخطط وطني يجري التحضير له للنهوض بالقطاع الفلاحي. مطالب للاستفادة من التحويلات الكبرى استحسن سكان الأحياء التي لم تستفد من عمليات التحويلات التي مست العديد من البلديات والقرى، وتمنوا الاستفادة منها على غرار الحركة الجمعوية بحمام الضلعة، التي راسلت وزير الموارد المائية في عدة مناسبات قصد ربط المنطقة بالمخطط الوطني للمياه الذي شرع فيه منذ بداية العام الجاري عن طريق استفادة المسيلة من مياه السدود منها سد كدية أسردون. واستفادت البلديات الشرقية لعاصمة الحضنة من مياه سد سوبلة بمقرة الذي انطلقت به الأشغال منذ 2012 ، وربط سكان دائرة حمام الضلعة التي تضم بلديات تارمونت ، ونوغة و أولاد منصور و كذا حمام الضلعة مقر الدائرة هذا المطلب الذي وصفوه بالهام، باعتبار أن المنطقة تعيش أزمة حقيقية في التزود بمياه الشرب منذ سنوات بسبب الجفاف خاصة ببلدية تارمونت الذي كانت الى وقت قريب الممون الرئيسي لعاصمة الحضنة بالمياه ، وكذا انخفاض منسوب المياه الجوفية و كذا التوسع العمراني الذي تعرفه المنطقة التي تُحصي أزيد من 80 ألف نسمة تتوزع على عدة أحياء و قرى هنا وهناك.