طوابير طويلة أصبحت تشهدها وكالة بنك التنمية المحلية منذ حلول شهر الصيام بفعل التوافد الكبير للمواطنين قصد الإستفادة من الإمتيازات التي منحها هذا الجهاز تزامنا مع هذه المناسبة الدينية وأهمها رهن المجوهرات. وحسب الأرقام المستقاة من ذات الجهاز فقد تجاوز المعدل اليومي للوافدين 400 مواطن وهي حصيلة كبيرة جدا مقارنة مع المواسم الفارطة وهذا لأسباب أرجعتها مصادرنا الى رغبة العائلات للحصول على مساعدات تقدمها هذه الأخيرة مقابل عملية الرهن التي تبرمها مع الطرف الآخر. ونظرا للمستجدات التي طرأت على هذه العملية فقد إرتفعت هذه الحصيلة خلال هذا الموسم خاصة بعدما سجل الغرام الواحد من الذهب إرتفاعا محسوسا بالسوق الوطنية وبالطبع فقد إنعكس هذا التغيير على القيمة التي تقدمها الوكالة حيث أصبحت كل عملية رهن تساوي ألف دينار للغرام الواحد من الذهب بعدما كانت في السابق لا تتجاوز 500 دج فقط وهو ما شجع العائلات على رهن مصوغاتهم والحصول على أموال كافية تضمن لهم تغطية مصاريف شهر الصيام خاصة مع إرتفاع أسعار المواد الإستهلاكية. ويترقب البنك إرتفاع عدد المسجلين خلال الأيام القليلة المقبلة وبالضبط مع الإقتراب حلول عيد الفطر الذي يعرف هو الآخر مصاريف ضخمة لإقتناء ألبسة وحلويات العيد. الجديد في العملية هو منح 25 مليون سنتيم للرهن في الوقت الذي كانت هذه القيمة 12 مليون سنتيم فقط مما زاد الإقبال على هذه الوكالة لإيداع مجوهراتهم والإستفادة من هذه الإمتيازات. ومن أهم الأسباب التي أدت الى إختيار هذا الإجراء هو غلاء المعيشة وعدم قدرة بعض العائلات في سد رمق أبنائها مما دفعها الى إيداع مصوغاتها ورهنها للحصول على بعض الأموال لمجابهة مشاكل الحياة اليومية. كل المؤشرات تشير الى أن الإكتظاظ والتوافد المنقطع النظير على الوكالة مرهون دائما بالمناسبات الدينية كالأعياد وشهر الصيام على خلاف الأيام العادية التي تتراجع فيها الحركة ولا تسجل فيها الوكالة عدد قليل من العائلات المتضررة لتدني الندرة الشرائية ولهيب الأسعار. عمليات الرهن تعد البديل الوحيد للعائلات التي ترغب كما ذكر سابقا للحصول على مساعدات مادية، هذا وخلال دردشتنا مع إحدى ربات البيوت قد ذكرت أنها خلال هذا الشهر قد إستهلكت كل ما لديها ولعدم قدرتها على المواصلة خصوصا في إقتناء المواد الأساسية فقد قامت برهن مصوغاتها مع إستعادتها لها عندما تتوفر لها السيولة، أما أخرى فقد أفادت على أن الضيقة المالية الخانقة أدت بها الى رهن مصوغاتها. عدد كبير من العائلات والكل يجتمع حول عدم قدرته على مصاريف شهر رمضان ليقوم برهن مصوغاته للحصول على أموال قصد تسديد مصاريف الحياة اليومية الرمضانية.