تألقت الفنانة الفلسطينية سناء موسى بقاعة الموقار بالعاصمة بأدائها لأغان من الذاكرة الجماعية التراثية الفلسطينية، وأناشيد ثورية عبرت خلالها عن صمود شعبها في وجه الاحتلال الإسرائيلي. وبعد إلغاء العديد من العروض الفنية في أنحاء العالم نظرا لتداعيات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أبت سناء موسى رفقة مجموعتها الموسيقية إلا أن تغني لفلسطين في الجزائر في طابع فني، يتلاءم والظروف الصعبة التي تمر بها بلدها، تعبيرا عن الجرح والوجع الفلسطيني وتضامنا مع شعبها، وكذا إيمانا منها بنصرة القضية الفلسطينية. وأدت سناء موسى في إطار سهرات الديوان الوطني للثقافة والإعلام الخاصة بفنانات من الجزائر والوطن العربي، بصوت يعبر عن الألم على الأرواح التي تحصد في بلدها فلسطين الذي تتأسف كثيرا للوضع الذي يعيشه اليوم. وقدمت الفنانة مجموعة من الأغاني المستوحاة من الذاكرة الجماعية التراثية الفلسطينية، التي تلخص حياة الشعب الفلسطيني قبل نكبة 1948 لتقدم بعدها أغان نضالية وثورية مثل «وضعوا على فمه السلاسل» التي كتبها محمود درويش و»شدوا الهمة» و»موطني» التي كتبها الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان ولحنها الموسيقار اللبناني محمد فليفل في 1934، وأصبحت النشيد الرسمي لفلسطين منذ ذلك الحين. وشدت سناء موسى انتباه الحضور بخامتها الصوتية المتميزة عند أداءها أغنية «الحرية» التي يضمها ألبومها «هواجس»، وكذا أغنية «أحن إلى خبز أمي» لمحمود درويش وأداها الفنان اللبناني مارسيل خليفة. نشأت الفنانة الفلسطينية سناء موسى، وسط عائلة موسيقية متمسكة بالموروث الغنائي الكلاسيكي الشامي والمصري والعراقي، وهناك بدأ تواصلها مع الغناء الكلاسيكي العربي بشكل عام والشعبي الفلسطيني بشكل خاص. وترى الفنانة التي تجد في نشاطها الفني جزء من إيمانها بعدالة قضيتها الوطنية والإنسانية أنه «صار من المهم في ظل الاحتلال الإسرائيلي، الحفاظ على الذاكرة الجماعية التي هي عبارة عن ملخص لمشاهد حياة الشعب الفلسطيني في السابق، وكذا في ظل العولمة وفقدان الهوية والذات، حيث أصبح من المهم أن نذكر أنفسنا بأنفسنا»، معتبرة التراث كتابا يروي القصة الفلسطينية بجميع تفاصيلها وتقديمها للأجيال الجديدة وتذكر بها الجيل القديم. وفي الجزء الثاني من السهرة، أدت الفنانة سعاد عسلة، والتي تعد من جيل الشباب الصاعد في موسيقى القناوي أغنية «سلامو سلامو» التي رافعت فيها من أجل أن يسود السلام في العالم، مهدية إياها لفلسطين والعراق والدول التي تشهد اضطرابات. وعلى خطى معلمتها الأولى حسنة البشارية التي تعتبرها سعاد عسلة أمها الروحية جمعت الفنانة بين مختلف الإيقاعات المعروفة من «الجاز» و»الصومبا» و»البوب»، بالإضافة إلى موسيقى وإيقاعات من التراث الجزائري، على غرار التارقي»» و»البروالي» و»العروبي». وأطربت وريثة تقاليد موسيقى القناوي الجمهور بأغان عديدة استقت مواضيعها من تجاربها الشخصية ومن الحياة اليومية للمواطن مثل أغنية «الزوالي» و»الباخرة» التي تناولت فيها ظاهرة الهجرة غير الشرعية للشباب الإفريقي ومارشونديز» أو السلعة.