أحيت الفنانة الجزائرية سعاد عسلة، أمسية الأربعاء المنصرم، حفلا فنيا بالجزائر العاصمة، استحضرت عبر الأغاني التي أدتها خلاله عبق الصحراء الجزائرية بنكهة إفريقية لاقت تجاوبا ملفتا للجمهور. بآلات موسيقة عصرية شملت آلة البيانو وآلات أخرى ايقاعية، استهلت الفنانة الحفل الفني الذي احتضنته الإذاعة الوطنية الجزائرية في إطار المهرجان الثقافي الأوروبي ال 14 المقام بالجزائر، منذ العاشر ماي الحالي. وتمكنت سعاد عسلة - التي تغني لأول مرة كفنانة رئيسية - على مدار ساعة من الزمن أن تمزج رفقة فرقتها الموسيقية - التي أنشأتها في فرنسا - مختلف الموسيقات العالمية بموسيقى الغناوي مستغنية هذه المرة عن آلتي “الغمبري" و«الكورا" اللتين لطالما رافقناها في حفلاتها الفنية. فأدت الفنانة - التي تعد من جيل الشباب الصاعد في موسيقى القناوي - أغنية “سلامو سلامو"، التي رافعت فيها من أجل أن يسود السلام في العالم مهدية إياها لفلسطين والعراق والدول التي تشهد اضطرابات. وعلى خطى معلمتها الأولى حسنة البشارية التي تعتبرها المغنية الحافية القديمن أمها الروحية، جمعت سعاد عسلة بين مختلف الإيقاعات المعروفة من “الجاز" و«الصومبا" و«البوب"، بالإضافة إلى موسيقى وإيقاعات من التراث الجزائري على غرار “التارقي" و«البروالي" و«العروبي". وأطربت وريثة تقاليد موسيقى القناوي الجمهور بأغان عديدة استقت مواضيعها من تجاربها الشخصية ومن الحياة اليومية للمواطن مثل أغنية “الزوالي" (الفقير) و«الباخرة"، التي تناولت فيها ظاهرة الهجرة غير الشرعية للشباب الإفريقي و«مارشونديز" (السلعة)، التي انتقدت فيها الوسط الفني بأوروبا وكذا الانتاج الموسيقي. وتحدثت عن العبودية في أغنيتها “السودان" التي أدتها بإيقاعات قناوية أعطتها بعدا إفريقيا مميزا مستحضرة بذلك أسلافها الذين تشبثوا بالموسيقى الإفريقية من بينها القناوي والتي أظهرت خلالها الفنانة حبها لهذه الموسيقى التي تعلمت أبجدياتها بين أحضان الساورة (المنطقة الجنوبية الغربية من الجزائر). وأدت سعاد عسلة، مقاطع أخرى من التراث القناوي ك “مولاي ابراهيم" و«لا اله الا الله" اللتين أكدت فيهما أن موسيقى القناوي موسيقى روحية ولن تفقد روحها رغم كل التعديلات التي طرأت عليها. ويتواصل المهرجان الثقافي الأوروبي ال 14 إلى غاية 30 ماي الجاري، من خلال تقديم عروض فنية بالجزائر ووهران وعنابة.