قررت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) تعليق كافة عملياتها في قطاع غزة بعد تصاعد استهداف طواقمها من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، فيما يشهد القطاع أزمة إنسانية حادة ونزوحا في بعض المناطق. وأكد المستشار الإعلامي للوكالة عدنان أبو حسنة أن أونروا قررت وقف عملياتها حتى إشعار آخر بسبب تزايد الهجمات من الجيش الإسرائيلي على المنشآت التابعة لها وتعرض موظفيها لإطلاق نار.وكان سائق شاحنة تابعة لأونروا قد استشهد بعد ظهر أمس وجرح آخر بنيران إسرائيلية قرب معبر إيريز في شمال قطاع غزة.وفي السياق ذاته أكد الناطق الرسمي باسم الوكالة سامي مشعشع أن إسرائيل تراجعت عن اتهاماتها للوكالة بأنها سمحت لمسلحين بإطلاق النار من مدرسة الفاخورة في جباليا وأنها اعترفت بأن قصف المدرسة كان خطأ. وأكد مشعشع أن هذه الاعترافات وردت في تصريحات لمسؤول إسرائيلي مع ملحقين عسكريين، موضحا أن عدم صحة الرواية الإسرائيلية ينبغي أن يعجل في عملية التحقيق ومساءلة الأفراد والجهة التي قصفت المدرسة. من جهة آخرى صرح المتحدث باسم الصليب الأحمر في غزة إياد نصر بأن طواقم الإسعاف تعرضت لإطلاق نار تحذيري من جيش الاحتلال الإسرائيلي لدى محاولتها الدخول إلى منطقة حي الزيتون شمالي قطاع غزة.وقال نصر إن طواقم الإسعاف الطبي لم تتمكن من إخراج عشرات الجثث والجرحى من الأماكن التي استهدفها القصف المكثف لأن القوات الإسرائيلية منعتهم من استخدام سيارت الإسعاف. وكان طاقم طبي فلسطيني قد تعرض إلى نيران القوات الإسرائيلية أثناء محاولته إسعاف أحد المصابين في مخيم جباليا شمالي القطاع. وكان برفقة الطاقم ناشطان أجنبيان في مجال حقوق الإنسان أحدهما كندي والآخر إسباني. وقد أصيب أحد المسعفين بعيارين ناريين استقر أحدهما في رأسه. يأتي ذلك في وقت تشهد فيه مناطق في جنوبي غزة وشماليها نزوحا كثيفا لآلاف الفلسطينيين الذين يحاولون النجاة بأنفسهم من القصف الإسرائيلي. وأبلغ شهود عيان الجزيرة نت أن عشرات العائلات الفلسطينية اضطرت لإخلاء منازلها على الحدود الفلسطينية المصرية وفي بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة عقب تلقيها تهديدات هاتفية وأخرى عبر منشورات ألقتها الطائرات الإسرائيلية. وأكدت منظمات دولية عدة من بينها منظمة أوكسفام البريطانية أن هناك أزمة إنسانية شاملة بغزة. وأشارت هذه المنظمات إلى النقص الحاد في الغذاء والدواء والتجهيزات الطبية بالإضافة إلى الانقطاع شبه التام لإمدادات المياه والوقود والكهرباء. وفي السياق ذاته قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية إن إسرائيل تقيد وصول المساعدات إلى غزة كما منعت شاحنات من الدخول باعتبار أنها تحوي مواد ترفية.ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم وزارة الدفاع الإسرائيلية شلومو درور أن شاحنات ألغيت بسبب أن هناك عددا محددا يسمح له بالدخول يوميا إلى غزة. وأضاف: أن ما يسمح به هو الشاحنات التي تحمل مواد ضرورية للغاية مثل الأرز والسكر والدقيق أما غير هذا فلا يسمح به. من جهة أخرى استنكر الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب الدكتور جمال عبد السلام منع الأطباء العرب المتطوعين من الدخول عبر معبر رفح في وقت يشهد الوضع الصحي بالقطاع تأزما خطيرا.وقال في لقاء صحافى: إن نحو خمسين طبييا عربيا من ضمنهم أطباء مصريون نفذوا اعتصاما احتجاجيا للفت نظر السلطات المصرية إلى ضرورة فتح المعبر أمامهم لدخول غزة. ومن المقرّر أن يعقد مجلس حقوق الإنسان في جنيف، جلسة خاصة لبحث الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها (المسجلة) خلال الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة حسب بيان للمجلس. من جهتها أعلنت منظمة هيومن رايتس ووتش أنها تعتزم طلب فتح تحقيق دولي في الانتهاكات المرتكبة في العدوان الإسرائيلي الجاري في قطاع غزة. ومنذ بدء العدوان قبل 13 يوما . لوموند: العمل الإنساني مستحيل في غزة في ظل أزمة إنسانية متفاقمة، عبرت المنظمات الإنسانية عن قلقها وعجزها عن العمل في الظروف التي يعيشها سكان غزة، وعبرت عن عدم فائدة التوقف عن القصف الذي تقوم به إسرائيل ثلاث ساعات في اليوم، وأعربت عن تشاؤمها إزاء مصير القطاع. وقالت مسؤولة في منظمة أطباء بلا حدود لصحيفة لوموند إن مهلة الساعات الثلاث التي قررتها إسرائيل لتفادي الضغط الدولي لا تغير شيئا، لأن هذه المهلة لا تطبق خارج مدينة غزة، في حين أغلب الجرحى في الضواحي.وأضافت: أن المدنيين وقعوا في شرك وأنه ليست لدى المنظمات الإنسانية وسيلة للوصول إليهم لأن الجيش الإسرائيلي هناك يتابع عمليات القصف، وبالتالي يبقون عاجزين.ومع ذلك تقول لوموند إن هذا التوقف سمح بالوصول إلى أماكن كان الوصول إليها مستحيلا. وتم رفع بعض الجثت، مشيرة إلى أن إسرائيل بمنعها الوصول إلى المنكوبين في تلك المناطق تخترق القانون الدولي، كما صرح بذلك الصليب الأحمر الدولي. ولخصت الصحيفة الحالة في غزة بما قالته منسقية الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية من أنه لا مكان آمنا في غزة بالنسبة للسكان وموظفي العمل الإنساني ولا ملجأ فيها من غارات الطيران والحدود مغلقة، مما يجعل هذه الحالة من الحالات النادرة التي لا يجد فيها السكان مهربا للنجاة.وفي هذه الحرب المغلقة، قالت الصحيفة: إن الأطفال الذين يمثلون 56 ٪ من سكان غزة هم الذين يدفعون الثمن غاليا، إذ بلغ الجرحى من الأطفال ثلث مجموع الجرحى.وختمت الصحيفة بالقول: ان مخازن الأممالمتحدة ليس فيها من الطعام إلا ما يكفي لأيام فقط، وإذا لم يسهل الجيش الإسرائيلي دخول المواد الغذائية سينتشر الجوع أكثر فأكثر خاصة أن 80 ٪ من سكان غزة كانوا يعيشون على العون الغذائي قبيل الحرب على غزة.