أكد سفير دولة فلسطينبالجزائر، لؤي عيسى، أمس، تمسك الشعب الفلسطيني بإقامة دولته الديمقراطية المستقلة وعاصمتها القدس، واعتبر التحولات العربية الأخيرة أحداث مفتعلة تهدف لتحييد العرب عن قضيتهم المركزية. قدم السفير الفلسطيني، أمام طلبة المدرسة الوطنية العليا للعلوم السياسية، قراءة استراتيجية للقضية الفلسطينية، واستعرض أهم المحطات التاريخية التي مكنت اليهود الصهاينة من الاستيلاء على أرض الشعب الفلسطيني بمساعدة غربية وتخاذل عربي، وقال أن «ما يعرفه العالم العربي عموما والشرق الأوسط خصوصا تحت مسميات عديدة، يهدف لغاية واحدة تتمثل في ابعاد الاهتمام الدولي بالقضية الفلسطينية وتحييدها من مسألة مركزية إلى ثانوية». وأوضح أن العالم يجزأ ويغرق في المشاكل ويدفع العرب يوميا للاقتتال والتناحر الداخلي والأيديولوجي، بفعل مخططات القوى الدولية الكبرى التي تريد رسم مستقبل الشعوب العربية وفق ما يخدم مصالحها ويضمن تفوق إسرائيل واستمرار احتلالها. واستدل السفير الفسلطيني بالجزائر، بما ورد في خطاب أوباما الأخير بالأممالمتحدة حين اعتبر «ان قضية فلسطين مشكلة من مشاكل الشرق الأوسط» ليؤكد أنها ستظل دائما المشكلة الأساسية والقضية المركزية للمنطقة، مشيرا إلى تحول انظار العالم لفلسطين أثناء العدوان الصهيوني على غزة دليل قاطع على مكانتها وأهميتها ضمن الخارطة العالمية. ولفت إلى استمرار النضال الفلسطيني، إلى غاية تحقق هدف بناء الدولة المستقلة الديمقراطية وعاصمتها القدس الشريف، قائلا «لن نحيد عن هدفنا وسنظل نكافح وغصن الزيتون بيد والبندقية بيد أخرى»، مضيفا «نملك العناصر الثلاثة لنضالنا وهي الارض والشعب والسلطة ولدينا آليات التصدي لمناورات الاحتلال الاسرائيلي وتواطئ القوى الغربية معه». واعتبر أن الأممالمتحدة الساحة الرئيسية لمعركة استقلال الشعب الفلسطيني، «فداخل أروقتها ولد الاحتلال الاسرائيلي وسنستمر بالقتال داخلها لاسترداد كامل الحقوق». وهاجم في المقابل التواطئ التاريخي لبريطانيا وامريكا مع الصهاينة، وكذا التنازلات التي قدمها العرب في كل مرة للاحتلال طمعا في السلام، وقال «الولاياتالمتحدة قدمت لإسرائيل في العدوان الأخيرة على غزة 300 مليون دولار كإعانة مالية استخدمت في العلمية العسكرية والأسلحة بينما اتهم الرئيس أبو مازن بالإرهاب الدبلوماسي لأنه يدافع عن حق مكتسب للشعب الفلسطيني». ونوه في المقابل، بما قدمته الجزائر للقضية الفلسطينية، بدء من إدخال الشهيد الراحل ياسر عرفات إلى الأممالمتحدة، وصولا إلى إعلان الاستقلال عام 1988 بأرض الجزائر ناهيك عن احتضانها الدائم لفلسطين وثباتها على موقف «مع فسلطين ظالمة أو مظلومة».