بدأ العد التنازلي لموعد انطلاق كأس افريقيا للأمم 2015 بغينيا الإستوائية التي سيشارك فيها المنتخب الوطني في ثوب البطل المحتمل، بالنظر للإمكانيات الكبيرة التي يتمتع بها أشبال المدرب غوركوف و المسيرة الذهبية للفريق في مونديال البرازيل وكذا التصفيات المؤهلة للعرس القاري. هذه المعطيات جعلت الطاقم الفني يعمل في ظروف جد مطمئنة وإتباع برنامج محدد بعيدا عن الضغط، ولهذا فإن الناخب الوطني اكتفى ببرمجة مباراة ودية وحيدة غدا أمام المنتخب التونسي بملعب رادس بتونس، والتي ستسمح للطاقم الفني أخذ رؤية شاملة عن العمل الذي تم إنجازه في الأيام الماضية، الذي يكون بمثابة استمرارية العمل الذي تم القيام به في الأشهر الماضية، أي منذ قدوم المدرب غوركوف. والأولوية ستعطى في مباراة يوم الأحد للرسم التكتيكي الذي حدده غوركوف والذي يرتكز على خطة كلاسيكية من 4 – 4 – 2، والتي أعطت ثمارها في التصفيات بصفة معتبرة، خاصة وأن المدرب الوطني يملك اللاعبين المميزين الذين سيطبقون هذه الخطة وبإحكام . الأمور البدنية في المستوى وأكدت العديد من المصادر الواردة من سيدي موسى أن الحصص التدريبية تركزت على الجانب التكتيكي باعتبار أن معظم اللاعبين يشاركون بانتظام في أنديتهم، ولا يوجد مشكل بدني .. وهو ما أعطى فرصة لربح الوقت من ناحية بذل مجهودات لإعادة المجموعة إلى مستوى بدني جيد .. وهذا إذا استثنينا مبولحي الذي لم يلعب منذ شهرين تقريبا في البطولة الأمريكية مع ناديه فيلادلفيا. لكن هذه الظروف تعود عليها الحارس الأساسي للمنتخب الوطني منذ فترة طويلة خلال مشاركاته في المونديال السابق وحتى في كأس افريقيا 2013 .. وكون مدرب الحراس قد طمأن غوركوف حول الحالة البدنية لمبولحي الذي عمل بجد خلال الأسابيع الماضية ولا يوجد أي مشكل فيما يخصه . تقديم التشكيلة الأساسية ..؟ ولكون هذه المباراة هي الوحيدة ل " الخضر " فيما يخص التحضيرات للموعد القاري، فإن غوركوف سيقدم التشكيلة الأساسية التي سيعتمد عليها في غينيا الاستوائية، والتي سوف لن تعرف تغييرات معتبرة مقارنة بالفريق الذي عرفناه في الأشهر الماضية نظرا لقرب المدة بين التصفيات والدورة النهائية .. وهذا أمر مفيد بالنسبة لغوركوف الذي سيعتمد بدون أدنى شك على الحارس مبولحي في المرمى .. بينما سيتشكل الدفاع من كل من ماندي وغولام على الرواقين والثنائي حليش مجاني لشغل منطقة وسط الدفاع في غياب بلكالام الذي تعرض لإصابة ولن يشارك في كأس افريقيا .. كما أن وسط الميدان سيكون المنطقة التي توجد فيها خيارات عديدة بالنسبة للطاقم الفني الذي سيعطي الثقة للثنائي بن طالب – تايدار في الاسترجاع، ولو أن لحسن كذلك له حظوظ كبيرة للتواجد في مكان الثنائي المذكور .. وفي الوسط الهجومي فإن براهيمي وفغولي هما الأساسيان لدفع الفريق نحو الأمام لإحداث الفارق وتقديم كرات للمهاجمين سليماني ومحرز .. هذا الثنائي الذي سيكون مرة أخرى على موعد مع التأكيد .. وربما سيعطي غوركوف الفرصة كذلك لبلفوضيل وسوداني اللذان ينتظران الموعد بفارغ الصبر للعودة إلى الواجهة، خاصة لاعب بارما الإيطالي الذي يمر بفترة صعبة مع ناديه .. وتكون مشاركته في الموعد القاري كدفع بسيكولوجي كبير قد تفتح له أبواب أخرى في مسيرته الكروية .. وقد نكتشف أيضا ولو للحظات إمكانيات الوافد الجديد لصفوف " الخضر " اللاعب كاسحي الذي يلعب كوسط ميدان دفاعي، والذي حسب ما رأينا مقابلاته مع ناديه ماتز الفرنسي يتمتع بإمكانيات بدنية معتبرة ويتمركز بشكل ذكي في المنطقة التي يشغلها . وبالنسبة لمباراة يوم غد، فإن النتيجة لن تكون مهمة بقدر ما يكون الأداء هو المحور الأساسي بالنسبة للمدرب غوركوف وأشباله .. ولو أن الفوز بها، اعتبارها داربي مغاربي، سيكون له وزن معنوي كبير على لاعبي الفريق الوطني تحسبا لمشاركتهم في كأس افريقيا. كما أن المباراة أمام المنتخب التونسي ستفيد كثيرا لوضع الأمور الأساسية بدقة بالنسبة للناخب الوطني، نظرا لمستوى المنافس الذي قدم هو الآخر مسيرة محترمة في التصفيات بقيادة المدرب البلجيكي ليكانس، الذي هو الآخر يسعى لتحقيق فوز معنوي قبل الدخول في المنافسة الرسمية . وينتظر أن يكون " الصراع " التكتيكي في مقدمة الأشياء التي سوف نراها في هذه المباراة التي كثيرا ما كانت حماسية، خاصة في الوقت الذي يمر كلا المنتخبين بفترة جيدة في الوقت الحالي .. فبالرغم من أن الطاقم الفني اختار مباراة واحدة تطبيقية قبل كأس افريقيا، فإن مستواها سيسمح بإعطاء دفع للاستعدادات .