قصص لا حصر لها أمس في غزة.. حالات كثيرة تحكي عن مآسي أسر. أصبحت بلا أب ولا أم وبلا أولاد.. أسر تباد. وأسر تفقد العشرات من أفرادها، أطفال ونساء ينتشلون من تحت أنقاض منازل سويت بالأرض، في كل مكان من قطاع غزة. رائحة الموت تنبعث من كل بيت وشارع وحارة ومدينة ، والمنازل والمحال والمؤسسات دمرت، حتى المساجد لم تسلم من العملية العسكرية الإسرائيلية، وكأن زلزالا مر على هذا القطاع المنكوب . .زوجي وحماتي وعمي والأخ والزوجة والأولاد كلهم استشهدوا، أكثر من ثلاثين من أفراد عائلتي استشهدوا والعشرات منهم أشلاء مبتورو اليدين أو الرجلين أو مصابون إصابات صعبة جدا.. بهذه الكلمات اختصرت ميساء السموني 22 عاما بعد أن نجت بأعجوبة من القتل والدمار الذي لحق بعائلتها، معاناة أسرة فلسطينية قتل أكثر من ثلاثين من أفرادها في الهجوم البري والجوي الإسرائيلي الذي استمر أكثر من 22 يوما على غزة. وروت ميساء وهي تذرف الدموع وتحتضن طفلتها المصابة في يدها: كنا في البيت الذي جمعونا الجنود الإسرائيليون فيه من صباح يوم الأحد حتى صباح الاثنين. وكنا حوالي مائة شخص من أفراد العائلة، فاعتقدنا أن هناك هدوءا في المكان وأن اليهود انسحبوا. فخرج شباب ليأتوا بأفراد العائلة الثانية لأن في بيتنا أمانا أكثر. فما إن وصلوا إلى باب البيت حتى سقطت قذيفة عليهم. فاستشهد واحد. وأصيب ثلاثة من بينهم عمي وابن شقيقه. وتابعت ميساء: جئنا لنسعفهم غير أن قذيفة ثانية سقطت علينا. فسقط شهداء ووقعت إصابات. فرجعت إلى البيت. وانضممت إلى بقية أفراد العائلة، فجاء اليهود وحاصرونا في غرفة واحدة. وكانت ميساء مصابة هي وابنتها فأسعفوا بعض المصابين، أما أخو زوجها شقيق فتركوه ينزف. وربطوه وغمضوا عينيه. ثم أمروهم بمغادرة المكان مشترطين بقاء شابين رهائن. تقول ميساء: بقينا نمشي حتى رأينا سيارة إسعاف فأخذتني أنا وطفلتي المصابة إلى المستشفى. أما الشابان فعذبوهما لمدة يومين ثم تركوهما.