توّجت أعمال الدورة الرابعة والعشرين لقمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي بالعاصمة الاثيوبية أديس أبابا، بالمصادقة على جملة من التوصيات تصبّ في محاربة الإرهاب والجريمة العابرة للأوطان وتسوية القارة لأزماتها بنفسها دون الاتكال على الخارج. القمة التي جرت تحت شعار: «2015 عام تمكين المرأة والتنمية نحو أجندة 2063 لإفريقيا»، مثّل فيها الوزير الأول عبد المالك سلال، رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، رافعت على مدار يومين للتكفل بانشغالات. وهو قرار تجاوب معه أكثر من أربعين رئيس دولة وحكومة شارك في القمة، بالإضافة للعديد من الشخصيات الدولية، بينهم ملك إسبانيا كضيف شرف القمة. وفي تدخله عرض سلال موقف الجزائر من مختلف القضايا محل النقاش، لاسيما محور السلم والأمن بالقارة الأفريقية وحالة السلم والأمن بالقارة وعلى رأسها قضية جنوب السودان وقضية ليبيا ومالي وإفريقيا الوسطى والكونغو الديمقراطية، مشددا على الحلول السياسية الآتية بالحوار. تسمية قاعة المؤتمرات للاتحاد باسم «مانديلا» باقتراح من الجزائر وتجاوب القادة الأفارقة مع المقترحات الجزائرية حول محاربة الإرهاب والجريمة ودعم الآلية الإفريقية لفض النزاعات. كما تجاوبوا مع مقترحها الخاص بحماية رموز التحرر الإفريقي. على هذا الأساس، تمت تسمية قاعة المؤتمرات للاتحاد الإفريقي رسميا بأديس أبابا، باسم رئيس جنوب إفريقيا الراحل «نيلسون مانديلا»، تطبيقا للاقتراح الذي قدمته الجزائر خلال قمة الاتحاد الإفريقي المنعقدة في يناير 2014 بأثيوبيا. وترأس حفل التدشين، الذي حضره رؤساء الدول والحكومات المشاركون في القمة الإفريقية، الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز رفقة الوزير الأول عبد المالك سلال ممثل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في هذه القمة. ويتعلق الأمر بصورة لنيلسون مانديلا معلقة بمدخل القاعة الكبيرة مع لوحة تذكارية مكتوب عليها بالعربية والإنجليزية «لوحة تذكارية مهداة من قبل عبد العزيز بوتفليقة، رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية». اللوحة التذكارية هدية من الجزائر وهي بمثابة اعتراف لنيلسون مانديلا رمز الكفاح ضد «الأبارتايد» الذي توفي في الخامس ديسمبر 2014 بجوهنسبورغ (جنوب إفريقيا) عن عمر ناهز 95 سنة. وقد صرح سلال في تدخله لدى افتتاح قمة الاتحاد الافريقي في يناير 2014، أنه «من المهم جدا أن يكون اسم مانديلا حاضرا في ذاكرتنا. علينا أن نتذكر دائما الخدمات الجسيمة التي قدمها ماديبا لإفريقيا. من واجبنا تخليد ذاكرته».