اعطى مجيء عبد العزيز بلخادم الأمين العام للهيئة التنفيذية لحزب جبهة التحرير الوطني »الافلان« على رأس هيئة التحالف الرئاسي دفعا لهذه الأخيرة، لا سيما وان تسلمه الرئاسة تزامن وتعديل الدستور من جهة وكذا اقتراب موعد الرئاسيات، وبما أنه حريص على احتفاظ الحزب العتيد بالمرتبة الريادية فإن بلخادم نشط التحالف بعد الركود الذي دخله خلال رئاسة التجمع الوطني الديمقراطي وقبله حركة مجتمع السلم. علاوة على اجتماع قادة التحالفة الرئاسي قبل ازيد من اسبوع الذي جاء بعد القمة التاسعة التي شهدت تسليم الرئاسة من الأرندي الى »الافلان« نهاية نوفمبر الأخير، اجتمع مجددا القادة بعدما أعلنت 8 تنظيمات وطنية عن مساندتها لترشح السيد عبد العزيز بوتفليقة لعهدة ثالثة، قصد توسيع نشاطه الى هذه التنظيمات وغيرها التي ابدت رغبتها في الالتحاق بها وتنسيق وتوحيد الجهود لانجاح المرشح الذي وقع عليه الاختيار. وقد خصص اجتماع أول مطلع هذا الأسبوع لدراسة منهج العمل الذي سيتم اعتماده تحت اشراف رئيس التحالف الذي أعلن عن عقد اجتماع ثان غدا الأربعاء يجمعه بنفس الطاقم الذي ترأسه مطلع الاسبوع، وعلى الارجح فإن هذه الاجتماعات الماراطونية تسبق الاعلان الرسمي من قبل السيد بوتفليقة عن ترشحه لرئاسيات افريل المقبل، المرتقبة نهاية الشهر الجاري اومطلع الشهر الداخل كأقصى تقدير. ولعل ما يؤكد ذلك، برمجة الحزب العتيد لاجتماع الهيئة التنفيذية الاستثنائي يوم 5 فيفري الداخل، للاعلان عن تزكية ترشح بوتفليقة للإستحقاقات الرئاسية، وكان المجلس الوطني المنعقد في غضون الشهر المنقضي قد فوض الهيئة التنفيذية لاعلان التزكية بدلا منه كون الاجتماع يعقد مرة واحدة سنويا. وبالموازاة مع التحضير لاجتماع الهيئة التنفيذية، تواصل قيادة »الأفلان« التحضيرات الخاصة بعقد ندوة وطنية يحضرها الاعيان والشخصيات، يعلن خلالها السيد بوتفليقة عن ترشحه للرئاسيات، واذا ما تأكدت هذه المعلومات فإنه وعلى عكس ما توقع قادة بعض الاحزاب ولا سيما التحالف الرئاسي فإن الاعلان لن يكون نهاية فيفري كما توقع سلطاني ولا مطلع مارس مثلما ذهب اليه بلخادم بل سيكون في غضون الايام القليلة المقبلة. وفيما يخص هيئة التحالف الرئاسي التي تحيي العام الخامس من ميلادها في غضون فيفري كذلك فانها افتكت موقعا لها في الساحة السياسية والتفافها حول رئيس الجمهورية سيضمن له نجاح ساحق، لا سيما وان وعاءها الانتخابي معتبر وان كان قد ضاهى الوعاء الإنتخابي للاحزاب الصغيرة أو المجهرية كما يحلو للبعض تسميتها خلال التشريعيات الأمر الذي جعل بعض التشكيلات تطالب بمراجعة قانون الانتخابات الذي تم فعلا. ويعتبر النشاط المكثف للتحالف الرئاسي المبرر بالاستحقاقات الانتخابية، نقطة ايجابية تسجل للحزب العتيد الذي بقدر ما يحرص على التمسك بهذه الهيئة التي تجمعه بمنافسيه »الأرندي« و»حمس« بقدر ما يتمسك بالمرتبة والموقع الريادي له في الساحة السياسية.