الصحراء الغربية قضية تصفية استعمار أبدى، عبد العزيز بلعيد، رئيس حزب جبهة المستقبل، موقف حزبه من مختلف القضايا الوطنية والدولية، مؤكدا التزامه و مناضليه بتحقيق العدالة الاجتماعية، والديمقراطية بعيدا عن السياسوية من أجل ازدهار ورقي الجزائر، قائلا:«مواقفنا واضحة تدعو للحوار والبناء الاجتماعي والاقتصادي للجزائر"، مشيرا إلى أن جبهة المستقبل ليست بوقا للسلطة وليست مع المعارضة الهدامة، بل تريد حزبا له قاعدة شعبية حقيقية، داعيا إلى الحوار المفتوح مع كل الأطراف. أكّد بلعيد خلال اللقاء الذي نظمه حزبه، أمس، بقاعة الموقار، إحياء للذكرى الثالثة لتأسيسه، أن أولوية هذا الأخير هو البناء، مبديا موقف الحزب الثابت إزاء القضية الفلسطينية وحق شعبها في تقرير مصيره، وكذا القضية الصحراوية، مضيفا أن جبهة المستقبل منذ تأسيسها حققت إنجازات كبيرة على الساحة الوطنية، وأضحت نقطة استقطاب للشباب الطامح للعدالة الاجتماعية والحرية، بفضل مجهودات مناضليها وقياديها، بالرغم من بعض العراقيل التي واجهتها بسبب بعض الذهنيات التي تأبى التغيير، على حد قوله. وقال رئيس حزب جبهة المستقبل، أنهم كانوا السباقين لتقديم اقتراحات مسبقة حول تعديل الدستور قبل أن تبادر به السلطة، وحسبه فإن مواقفهم نابعة من فلسفة وبرنامج الحزب الذي يرحب بكل المبادرات التي تعمل على وحدة البلد وإخراجها من الأزمات الاجتماعية والاقتصادية بالطرق السلمية، مذكرا بمشاركتهم في الاستحقاقات الرئاسية الماضية. وفيما يتعلق بمسألة الغاز الصخري، يرى بلعيد ضرورة استشارة سكان الجنوب، وفتح باب النقاش العلمي لدراسة أخطار وأساليب استخراجه، وحسبه ينبغي أن يكون الحوار ذو أبعاد سياسية، اقتصادية واجتماعية، لكنه فضل التوجه نحو الطاقات البديلة لاسيما الطاقة الشمسية، مضيفا أنه لابد من إيقاف كل أشغال التنقيب بحكم نقص التقنيات الكافية لاستخراج الغاز الصخري، والتوصل لإقناع كل الشركاء قائلا:«الصحراء ملك لكل الجزائر، ولا داعي أن تكون رؤية احتقارية لسكان الجنوب". وبالنسبة للحوار مع جبهة القوى الاشتراكية، قال رئيس حزب جبهة المستقبل أنه سار مع مبادرة الافافاس دون شروط، وهو مستعد للحوار، وحسبه أن أي حزب يطلب فتح الحوار لا ينبغي أن نضع له شروطا، مشيرا إلى أن حزبه مستقل وليس بوقا للسلطة وأيضا ليس مع المعارضة المقيتة، بل يريد بناء الجزائر بإيجاد حلول واقعية. وبالمقابل، يرى بلعيد أن الوقت غير مناسب لإنشاء ولايات منتدبة، كونه يخالف الدستور داعيا إلى فتح الحوار، وأنه في حالة إضافة ولايات يجب أن تكون حقيقية ويؤخذ بعين الاعتبار الجانب المالي للجزائر والمعطيات الجيوسياسية، مضيفا أنه لابد من الابتعاد عن الحلول الترقيعية، كاشفا عن تحضير وثيقة حول الموضوع تدرس فيها الجانب القانوني. ودعا إلى فتح الحوار مع نقابات التربية لتسوية مشكل الإضراب الذي جعل التلاميذ رهائن، قائلا أن الوصول إلى الإضراب هو نتيجة لفشل الطرفين. وبخصوص تأخر تعديل الدستور، قال رئيس جبهة المستقبل أن حزبه قدم اقتراحات مكتوبة للوزير الأول ومدير ديوان رئيس الجمهورية، للوصول إلى دستور جامع لكل الجزائريين، وحسبه فإن الإعلان عن الدستور سيكون حسب الظروف التي يراها الحاكم ملائمة.