للعب في المرافق الترفيهية الموجودة بباتنة. وككل سنة تستقبل العائلات الأوراسية بباتنة فصل الربيع المتزامن مع العطلة الخاصة بالتلاميذ، حيث يعمل أرباب العائلات خاصة العاملين بقطاع التربية الفرصة لتغيير الجو وكسر الروتين خاصة بالمدن الكبرى بباتنة كبريكة، مروانة، أريس، الشمرة وغيرها، حيث تعتبر مناطق غوفي، تيمقاد، أريس، المعذر وجرمة من المناطق السياحية المعروفة على المستوى العالمي، غير أنّ عدم "الاستغلال الأمثل" لمرافق الترفيهية ونقص بعض الجوانب الخدماتية بها حوّلها إلى هياكل بلا روح، وهذا حسب ما وقفت عليه جريدة "الشعب" خلال جولة استطلاعية قامت بها ببعض هاته المناطق التاريخية والسياحية والترفيهية بولاية باتنة. تيمقاد للقاء الرومان وغوفي لمعانقة التّاريخ تستغل العائلات الأوراسية بباتنة، خنشلة، أم البواقي، قالمة، برج بوعرريج وغيرها فرصة العطلة الربيعية للتنقل خارج ولايتها لزيارة بعض الأماكن التاريخية المعروفة وطنيا على غرار تيمقاد، التي تتحول إلى محج من طرف الأوراسيين خاصة الرحلات المدرسية المنظمة من طرف المؤسسات التربوية، كما يعتبر المهرجان الثقافي تيمقاد الدولي من أهم المناسبات التي تجمع الباتنيين والجزائريين بصفة عامة، خاصة وأنّه يقام على مدينة تيمقاد التاريخية المصنفة كتراث عالمي تفتخر به كل الإنسانية، إلاّ أنّ غياب استراتجية واضحة لتحويله إلى قطب سياحي وترفيهي وثقافي على مدار السنة ساعد في إهماله باستثناء بعض الرحلات العشوائية والمنظّمة من قبل بعض المؤسسات التربوية أو السياحية. نفس الشيء سجّلناه بضريح امدغاسن ببلدية بومية، والذي يعتبر من بين أهم الكنوز التاريخية التي بإمكان السلطات المعنية مركزيا ومحليا تحويل محيطها إلى فضاء عائلي بامتياز في حال إعادة الاعتبار له بترميمه وحمايته من المؤثرات الطبيعية والجوية، حيث يقتصر استغلاله على المراطون الدولي إمدغاسن كل سنة فقط. يقودنا الحديث عن أهم الفضاءات والمرافق والأماكن التي تلجأ إليها عائلات الاوراس خلال العطل ونهاية الأسبوع للاسترخاء إلى شرفات غوفي الساحرة المعروفة عالميا، والتي يقصدها السياح سنويا من كل أصقاع العالم في مقابل هجران سكان الولاية لها بسبب بعدها نوعا ما، حيث تجد أن أغلب الطرق المؤدية إليها غير مهيأة كما يجب، كما نجد غياب مرشدين سياحيين ومرافق خدماتية كمطاعم وغيرها من بين أهم الأسباب التي حالت دون اهتمام سكان الولاية بها. لا نفشي سرا إن اعتبرنا أن حديقة جرمة للمستثمر لمباركية وحديقة قادري للتسلية من بين أهم مرافق التسلية بولاية باتنة والولايات المجاورة، حيث تتحول كل نهاية أسبوع إلى مزار يلجأ إليها سكان باتنة، بسكرةوخنشلة وغيرها للتسلية خاصة وأن بها عديد الألعاب الجملية والحدية وبأسعار معقولة، حيث تتربّع على مساحة جغرافية كبيرة وبها كل المرافق الخدماتية من مطاعم، حدائق خضراء للراحة، مقاهي وغيرها، والتي تجد فيها العائلات الزائرة كل احتياجاتها، غير أنّ عديد العائلات التي تحدثت إليها جريدة "الشعب" أشارت إلى ضرورة خلق مرافق أخرى خاصة بالمناطق الجنوبية للولاية. غير أنّ هناك ظاهرة غريبة وغير مألوفة، تتمثل في تسجيل بعض بلديات الولاية باتنة المعروفة بطبيعتها الخلابة على غرار المعذر، سريانة، أريس، نقاوس، وغيرها من الجبال لتواجد بعض الأشخاص الذين حولوها إلى محميات شخصية يمنع على العائلات والرياضيين الذين يرغبون في ممارسة تمارينهم الرياضية وسط الغابات الخضراء، بالإضافة إلى الراغبين في قضاء أوقات من الراحة وسط الطبيعة الخلابة، الاقتراب منها رغم أنها ملكية عامة تابعة للحظيرة الوطنية لبلزمة ومصالح الغابات. إذا كانت عاصمة الولاية باتنة تمثل أكبر نسبة سكان بالولاية، فهي بالمقابل تفتقر تماما لفضاءات عائلية وأماكن ترفيهية كون كل ما تزخر به الولاية من مرافق سياحية وكنوز تاريخية تتواجد خارج إقليم عاصمة الولاية، حيث تجد عائلات مدينة باتنة من طريق بسكرة وممرات بن بولعيد ملجئا وحيدا لها لقضاء أوقات الفراغ خاصة في أمسيات الربيع الدافئة.