في إطار الوقوف عن قرب على واقع بريد الجزائربغرداية، كانت لجريدة "الشعب''، جولة قادتنا إلى مختلف مراكز البريد بها، حيت شهدنا بالمركز الرئيسي على سبيل المثال، طوابير لا متناهية، لكنها سريعة وخفيفة عن ما كانت عليه سابقا. وقال في هذا الشأن، الحاج محمد 45 سنة أحد الزبائن المعتادين على هذا المركز، "أنه مقارنة بالسنوات الماضية، فقد تحسنت الخدمات كثيرا، في حين يضيف أحد العمال بذات المكتب الواقع مقره بجنب محطة نقل المسافرين، أن "المكتب لا يخلو تماما من المواطنين كونه يقع في نقطة إستراتيجية، لكن هذا لا يعني أنه لا يقدم خدماته العادية رغم الضغط الكبير الذي يعرفه يوميا". وأجمع عدد آخر من المواطنين على "أنهم لم يصادفوا أية مشاكل بخصوص انعدام السيولة غير أن المشكل الحقيقي يكمن في انقطاع شبكة الانترنت أحيانا الأمر الذي يخلق نوع من الاكتظاظ المتزايد". هذا وقد دخل المركز البريدي الرئيسي بغرداية منذ أسبوعين في عملية المناوبة وهي الخطوة التي ثمنها المواطنون والتي عكست الصورة التي كان عليها بريد الجزائر في السابق، حيث مكّنت هذه الخدمة من تقليص الاكتظاظ الحاصل وسرعان ما تفاؤل هؤلاء بحل العديد من المشاكل. لكن الفرحة لم تدم طويلا، حيث تقاجئ المئات من المواطنين مرة أخرى بتوقيف نظام المناوبة بسبب "نقص في المورد البشري"، حسب ما صرّح به ل«الشعب'' مدير بريد الجزائربغرداية بدران فتحي، ومؤكدا أن الإجراءات تم اتخاذها لحل المشكل. كما كشف عدد من العمال من جهتهم أن "القابض الرئيسي لم يخرج في عطلة منذ مدة طويلة، ناهيك عن أن توقيف عقود ما قبل التشغيل للكثير من الموظفين مسّ العديد من المناصب، كما لم يخفوا تخوفهم من تأزم الوضعية في السنة المقبلة، بسبب إحالة الكثير ممن سيبلغ سن الستين على على التقاعد طبقا للقوانين الجديدة". وتعاني مجموعة من المراكز المتواجدة في مختلف البلديات والأحياء الكبرى لحدّّ الساعة من انقطاع شبكة الانترنت، وهو الحال الذي يشهده مليا مركز بريد حي الثنية الذي يفوق تعداد سكانه 40.000 نسمة. وفي سياق آخر، يعرف قطاع البريد بغرداية، تحسنا كبيرا في خدمة الموزعات الآلية المتواجدة في عدد من النقاط، فبعدما كانت قبيل سنة تقريبا عبارة عن شاشات للديكور، أصبحت اليوم، قبلة لشريحة كبيرة من المواطنين، الأمر الذي لمسناه لمعاينتنا للعديد منها.. كما سألنا عدد من رجال الشرطة المتمركزين بالقرب من هذه الموزعات منذ بداية الأحداث أخبرونا، أن المواطنون يترددون عليها دائما ولم تتوقف منذ مدة وهي تلبي رغبات المئات من المواطنين بشكل يومي. وفي سياق أخر، تعززت بعض مكاتب البريد بمختلف التجهيزات الضرورية التي تساعد موظفيها على أداء مهامهم على غرار الآلات الحاسبة، كما رمّمت بعض المكاتب الأخرى على غرار مكتب بريد باب السعد الذي أحرق نتجية الأحداث التي شهدتها الولاية، مؤخرا، حيث يلبي حاليا خدماته بشكل عادي.———————-