الطلبة الجامعيون والبحث عن "دار المقاولاتية" استقطب الصالون الوطني للتشغيل "سلام 2015" الذي تختتم فعالياته اليوم، بقصر المعارض "صافكس"، عددا كبيرا من الطلبة الجامعيين، الراغبين في الاستعلام والاستفسار عن عالم الشغل الذي يطمحون لدخوله، وقد استحسن الكثير منهم الطبعة وأكدوا نجاحها، في حين اشتكى آخرون من بعض النقائص خاصة فيما يتعلق بالتوجيه معربين عن أملهم في أن يتم استدراك ذلك في الطبعات القادمة. شهدت أيام الصالون الوطني للتشغيل "سلام 2015" توافدا كبيرا للشباب، خاصة الراغبين في إنشاء مقاولات، حيث استقطبت الورشات المنظمة على هامش التظاهرة عددا كبيرا منهم، فقد جاءوا من مختلف الجهات والولايات خاصة القريبة من العاصمة، في رحلة بحث عن منصب عمل، وكان أغلبهم جامعيون، منهم من تخرج، ومنهم من يزال يدرس، وقد لاحظت "الشعب" خلال تغطيتها للحدث، مدى الشغف الكبير والطموح الجامح لهؤلاء لإنشاء مؤسسة صغيرة، والاستفادة من أجهزة الدعم والمرافقة التي وفرتها الدولة. وقد استحسن الشباب الصالون، واعتبروه همزة وصل بين العارضين للعمل والباحثين عنه وهو الأمر الذي من شأنه أن يسهل عليهم تحديد وجهتهم بعد إنهاء دراستهم، كما أثنوا عن الورشات التقنية، التي قدمت شروحات وتوجيهات للطلبة والباحثين عن الوظيفة، وكيفية إعداد السيرة الذاتية وكذا الإجراءات اللازمة التي يقوم بها الباحث عن مسار مهني. وإذا كان عدد من زوار الصالون قد استحسنوا المبادرة، فإن البعض منهم عبروا عن استيائهم، بعد رفض قبول سيرتهم الذاتية وتوجيههم للتسجيل عن طريق الانترنت، مفضلين إجراء مقابلات مع المتعاملين بصفة مباشرة، معتبرين ذلك نوعا من التماطل ووجه من أوجه البيروقراطية. وإذا كان بعض الشباب الوافدين لهذا الفضاء، من أجل القيام بالخطوة الأولى في رحلة البحث عن منصب عمل وهي مرحلة الاستقبال والتوجيه، من قبل مختلف آليات التشغيل الموجودة في الصالون، المتمثلة في الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب "اونساج"، والصندوق الوطني للتأمين عن البطالة "كناك" وكذا الوكالة الوطنية للتشغيل "لانام"، فإن عددا منهم وصل إلى مرحلة ما قبل الشروع في تجسيد مشروعهم بعد أن مروا بعدة مراحل. مونية بوراوي إطار رئيسي في "أونساج": التكوين شرط أساسي لتمويل المشروع هذه المراحل كما شرحتها ل«الشعب" مونية بوراوي، إطار رئيسي مكلف بالتعاون والتكوين على مستوى "أونساج"، والمشرفة على دار المقاولاتية لمنطقة شرق البلاد، حيث يطرح الشاب الجامعي فكرة المشروع، ويتم المصادقة عليه في حال كان قابل للتجسيد، من طرف لجنة الانتقاء، واعتماد تمويله من قبل البنوك بعد الحصول على موافقتها، لتأتي مرحلة هامة تسبق تجسيده والمتمثلة في تكوينه في دار المقاولاتية المتواجدة على مستوى الجامعة التي يدرس بها. وتعد دار المقاولاتية كما أوضحت بوراوي فضاء لتبادل الرأي والأفكار والاستشارات مع الجامعات، مفيدة بوجود 48 دار مقاولاتية على المستوى الوطني، وقد لفتت المتحدثة إلى أنه تم عقد 54 اتفاقية بين الجامعات و«أونساج" منذ 2004، مع الإشارة إلى أن أول دار مقاولاتية تم إنشاؤها كانت سنة 2007 بقسنطينة. من بين أهداف دار المقاولاتية ترسيخ ثقافة المقاولاتية لدى الطالب، من خلال تنظيم أيام تحسيسية، وأيام دراسية وكذا الجامعة الصيفية التي تدوم 5 أيام، وذكرت بوراوي أنها تتكون من لجنة تسيير مكونة من مدير الجامعة، ومدير جهاز "أونساج"، بالإضافة إلى باحث وأستاذ جامعي. ويعد التكوين شرط أساسي لتمويل المشروع، حيث تقدم لصاحبه التقنيات التي يسير بها مؤسسته المصغرة، كما يستفيد من المعلومات التي يقدمها لها المكونون في كيفية تقوية قدرات التسيير، ودراسة السوق، وكذا كيفية جعل المؤسسة المصغرة المستحدثة تتمتع بالتنافسية المطلوبة. تكوين 44 شابا حاملي مشاريع خلال التظاهرة وأبرزت المتحدثة أن هؤلاء المكونين معتمدين من قبل المكتب الدولي للتشغيل، وأفادت أنه تم خلال هذا الصالون تكوين 20 شابا في دار المقاولاتية لجهة شرق البلاد، و22 شابا من منطقة الوسط، الذين سيحصلون على شهادات، التي بدونها لا يمكنهم الاستفادة من قروض بنكية لتجسيد مشاريعهم. عدة شروط يجب أن يستجيب لها المشروع، حسب الشروحات التي قدمت من قبل مسؤولين في أجهزة التشغيل، تتمثل في التخطيط المالي، المحاسبة، حساب كلفة المشروع، وأخذ بعين الاعتبار الجانب الضريبي، وكذا الجانب القانوني، كما يتعين على صاحبه الإحاطة بمختلف جوانب التسيير. آني غوفين: السياسة الجزائرية للشغل تسمح بامتصاص البطالة أكدت مديرة الأعمال والعلاقات الدولية بالمديرية العامة لقطب التشغيل بفرنسا آني غوفين، أمس، بالجزائر العاصمة، أن السياسة الجزائرية لترقية الشغل "مبتكرة" وتسمح بامتصاص البطالة، على هامش زيارتها للصالون الوطني للشغل. وأوضحت السيدة غوفين، أن السياسة الجزائرية في مجال ترقية الشغل "مبتكرة"، كونها تقوم على "تطوير الشراكة ومساعي التواصل الحديثة مما سيسمح بامتصاص البطالة". وأبرزت السيدة غوفين مختلف النشاطات المتعلقة بالشغل، مشيرة على وجه الخصوص إلى مناهج البحث وأجهزة استحداث المشاريع في عديد قطاعات النشاط. هذا وعبرت السيدة غوفين عن استعداد قطب التشغيل الفرنسي للتعاون مع الوكالة الوطنية.