خلفت الاشتباكات التي جرت الأربعاء في منطقة ليري بوسط مالي مقتل تسعة جنود وعشرة مسلحين وفق ما اعلنته وزارة الدفاع المالية الخميس. كان مصدر عسكري مالي تحدث عن وقوع اشتباكات دارت رحاها مساء الأربعاء بين مسلحين والجيش النظامي واوضح ان المصادمات بدأت حينما «شنت جماعات مسلحة هجومات على قوات الجيش التي قامت بالرد عليها والدفاع عن مواقعها «. يذكر أن مسلحين شنوا الخميس هجوما آخر على وحدة تابعة للدرك المالي بمدينة جوندام 80 كلم غرب تومبكت وفي شمال مالي أسفر عن مقتل قائد الوحدة وجرح جنديين آخرين. وأمام هذا التصعيد الخطير قبل اقل من شهر على التوقيع النهائي على اتفاق السلام المزمع بالجزائر، أعرب فريق الوساطة الموسعة في مسار الجزائر الأربعاء بباماكو عن انشغاله أمام العنف الجاري في شمال مالي داعيا إلى عقد اجتماع عاجل للجنة التقنية المختلطة للأمن حسبما أكده بيان للوساطة الموسعة كما أوضح البيان ذاته انه ومن اجل تقييم تلك التطورات التي لا تساهم في التهدئة والأمن الضروري لهذه المرحلة الهامة في مسار السلام تؤكد الوساطة الدولية الموسعة بأنها تتابع «بانشغال واهتمام خاص» التطورات الجارية خلال الأيام الأخيرة في ميناكا (منطقة غاو) وفي نواحي تومبوكتو. وعبرت في ذات السياق عن «انشغالها العميق بخصوص ج والتوتر واللاامن السائدين في تلك المناطق» داعية إلى «الوقف الفوري لجميع الأعمال العدائية والتهديد والعنف التي من شانها ضرب الثقة بين الأطراف». في ذات السياق تمت دعوة بعثة الأممالمتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما) من اجل اتخاذ الإجراءات الضرورية سيما تلك المرتبطة بحماية السكان. من ناحيته دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى وقف فوري للأعمال العدائية في مالي على خلفية الأحداث الأخيرة التي راح ضحيتها عنصرين من الحرس الوطني وطفل في شمال البلاد. وأعرب بان كي مون «عن قلقه العميق من الانتهاكات الخطيرة لوقف إطلاق النار التي حصلت في مالي خلال الأيام الماضية وفي وقت دقيق من عملية السلام» داعيا الأطراف إلى «التمسك بعملية السلام وتنفيذ تعهداتهم طبقا لاتفاقات وقف إطلاق النار التي وقعوها في 2014 وفي فيفري 2015». وبدوره دعا المنجي الحامدي رئيس بعثة «مينوسما» في بيان، الأطراف المالية إلى الهدوء والتعقل محذرا إياها من أن الاستمرار في المواجهات سيكون له آثارا سلبية على مسار السلام في مالي ، مؤكدا أن تنسيقية حركات الازواد التي التقاها بنواقشوط نهاية افريل المنقضي جددت التزامها بمسار السلام في مالي وأكدت نيتها في التوقيع على اتفاق الجزائر الذي يدخل حيز التنفيذ اعتبارا من منتصف ماي الجاري.