سيكون الجمهور الجزائري على موعد مع ألمع النجوم في سماء الضحك والفكاهة، التي ستقدم أحسن أعمالها في إطار الطبعة الثانية مهرجان الجزائر الدولي للضحك Comedy Algé'rire. هذا المهرجان الذي تساهم فيه وزارة الثقافة، ستنطلق فعالياته ابتداءً من يوم غد الأربعاء 13 ماي وتتواصل إلى غاية ال16 من نفس الشهر.. وسينشط العروض التي يحتضنها قصر الثقافة مفدي زكريا، مزيج من فكاهيين جزائريين، وفرنسيين، أغلبهم من أصول جزائرية، على رأسهم الفنان رمزي بدية، وسامي أمزيان الشهير ب»Le compte de Bouderbala». وكان أحد منظمي المهرجان، طارق أوحاج، قد نشط رفقة الفكاهيين وحيد وسامي أمزيان، ندوة صحفية، أمس الإثنين، حيث تمّ تقديم البرنامج النهائي للتظاهرة، كما كشف المنظمون عن مشاريع مستقبلية تمّ اقتراحها على وزارة الثقافة، من أجل العمل على ديمومة هذه التظاهرة، ونشر ثقافة ال»Stand-up» (أو ما درج الجزائريون على تسميته بال»وان مان شو») وهذا في إطار حوار. من جانبه، قال الفكاهي سامي أمزيان، إن تقديمه لعرض فكاهي لأول مرة بالجزائر هو بمثابة العودة إلى الجذور، ولكنه أصرّ على إفساح مجال أكبر ل»الضحك الجزائري»، فالجزائريون هم بطبعهم محبون للفكاهة، ولهذه الأخيرة بصمات تميزها عن الفكاهة الفرنسية أو أي فكاهة أخرى.. كما تحدث سامي عن توظيف الجزائريين للضحك، فهم يملكون فكاهة الملاحظة un humour d'observation، ويوظفونه «سواءً للترويح عن النفس، أو للمضي قدما، أو للتعامل مع مصاعب الحياة اليومية» يقول الفكاهي الفرانكو جزائري، الذي يضيف أن الضحك هو ثروة، وأن الجزائر تملك كلّ ما يلزم للنجاح في هذا المجال، فلماذا نطلب الدعم من الآخرين؟ يتساءل كونت بودربالة. أما بخصوص العرض الذي سيقدمه، قال الفنان إنه قد عمد إلى بعض التغييرات في النص تماشيا مع التقاليد الجزائرية، ولكن الأمر لا يعدو عن كونه تغييرا لبعض الكلمات دون المساس بالمحتوى.. «ما يقال في أمريكا قد لا يقال في أوروبا، وما يقال فرنسا قد لا يقال في الجزائر والعكس صحيح، كلّ المجتمعات فيها نوع معين من الرقابة، ولكن يجب المضي قدما والتوقف عن طرح الأسئلة، لأنه من يتمسك بالتردد ينتهي به الأمر دون القيام بأي شيء»، يقول سامي. كما تحدث طارق أوحاج عن مسابقة وطنية للبحث عن المواهب التي لم تحظ بفرصتها بعد، وقد تمّ اختيار أحسن المواهب لتنشط نهائي المسابقة المنتظر يوم السبت المقبل. وعن التعاون مع وزارة الثقافة، قال أوحاج إن الحوار يتم بكلّ أريحية، كما شكر الوزارة على تذليل الصعوبات وتوفير قاعات العرض، ولكنه أصرّ على أن دعم العروض الفنية ونوادي الفكاهة هو مهمّة الجميع، ومسؤولية يشترك فيها الكلّ وعلى رأسهم الوزارة. «إن العمل على هذا المهرجان يتمّ بالتوازي مع دعم الفنانين وتوفير فرص تقديم أعمالهم الفكاهية للجمهور، وهو مشروع آخر نفكر فيه بجدية»، يقول أحد المنظمين ردّا على سؤال «الشعب» المتعلق بمصير هذه المواهب الشابة المكتشفة في إطار مسابقة المهرجان. ولكن طارق أوحاج يعود ليجيبنا بأن المشكلة هي في بعض الشباب، الذين يكتفون بتقديم أعمالهم ولا يتطلعون إلى احتراف هذا الفن، وقد يكون هذا لأسباب شخصية أو اجتماعية، ولكنه قد يكون أيضا لأسباب اقتصادية: «مادام الفنان لا يمكنه العيش بمهنته، فمن الصعب أن نحقق ما نصبو إليه، لهذا قلنا إنه ليس عملنا فقط بل مسؤولية الجميع بما في ذلك الوزارة». ويضيف المتحدث في سياق متصل، بأن وفدا من مهرجان مونتروي بفرنسا سيحضر مهرجان الجزائر، من جهة لدراسة إمكانيات التعاون، ومن جهة أخرى للاطلاع على المواهب الجزائرية الشابة، «يجب على الجزائر أن تكون حاضرة في المهرجانات الدولية للضحك»، يقول أوحاج. للإشارة فإن مهرجان الجزائر الدولي للضحك، سيقترح على الجمهور عروضا فكاهية ينشطها فنانون نذكر منهم رمزي بدية، بشرى بنو، ساشا جوداسكو، أوليفيي ديبونوا، كونت بودربالة، كاندي، شيرلي سوانيون، لاباجون، فضيل كايبو، هشام مصباح، كمال عبدات، محمد السويدي، ليكون الختام مع الفكاهي فيل داروين.