أجرى زعماء مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، أمس الأحد، قمتهم الدورية بدون مشاركة روسيا لأول مرة منذ ستة عشر يوما، وذلك على خلفية الأحداث في القرم، حيث اتخذ مشاركو النادي الصناعي قرارا بعدم المشاركة في قمة مجموعة الثمانية، أين كانت روسيا تترأس المجموعة الستة الماضية 2014، واجتمعوا ببروكسل بدل سوتشي. وكانت مجموعة السبع قد توسعت بانضمام روسيا عام 1998، وإن كانت المباحثات في هذا الاطار بدأت من قبل من الناحية العملية حيث شارك غورباتشوف عام 1991 في قمة لندن. وقد أعلن مشاركو مجموعة السبع عن عدم رغبتهم بالاجتماع مع روسيا حتى تغير من سياستها إزاء أوكرانيا والقرم تحديدا وتعرض عزوف دعوة بوتين لحضور قمة بافاريا لانتقادات رأت أن التعاون مع موسكو ضروري لحل الأزمة الأوكرانية، حيث أكدت ألمانيا على ضرورة العودة إلى صيغة الثماني الكبار وذلك على لسان وزير خارجيتها «فرانك فالتر» في أقرب وقت لبحث أهم القضايا الدولية، مؤكدا أن الدول السبع بحاجة ماسة إلى روسيا. وأضاف: «نحن بحاجة إلى مساعدة روسيا في جهود تسوية النزاعات المجمدة في أوروبا وسوريا والعراق وليبيا، وفي المفاوضات المتعلقة بالنووي الايراني». واعتبر المستشار الألماني عدم دعوة بوتين لحضور القمة خطأ، مشددا على أهمية التعاون مع روسيا قائلا: «يوجد لدى روسيا بديل عن أوروبا، أما العكس فغير صحيح». وقال رئيس اللجنة الاقتصادية الشرقية الألمانية «ايكارد كورديز» التي تمثل أكثر من 200 شركة لها استثمارات في روسيا أن منع روسيا من المشاركة في القمة فرصة ضائعة، أما ميركل فأعلنت أنه من الضروري استمرار الحوار مع روسيا في عدد من المسائل الدولية المفصلية. وقد شهدت مدينة ميونيخ الألمانية، يوم السبت، تظاهرات شارك فيها آلاف المعارضين لقمة مجموعة الدول الصناعية الكبرى، كما توافد المعارضون بأعداد هائلة إلى وسط عاصمة ولاية بافاريا جنوبألمانيا، رافضين سياسة الدول الصناعية السبع خاصة فيما يتعلق بحماية المناخ وتقليص كميات غاز ثاني أكسيد الكاربون المسبب للاحتباس الحراري. وتستضيف ألمانيا قمة مجموعة السبع بقصر الماو بميونيخ وقد فرض موضوع الديون اليونانية نفسه على قسم من أعمال القمة التي عقدت، أمس الأحد، في حين كانت الرئاسة الألمانية طرحت مواضيع مختلفة تماما على جدول أعمال القمة. وقد عقدت المستشارة الألمانية ميركل لقاء على انفراد مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما قبل أن تستقبل باقي ضيوفها في ظل تدابير أمنية مشددة. وتبدي الولاياتالمتحدة قلقها حيال وطأة الأزمة اليونانية على اقتصاد عالمي لايزال هشا داعية الأوروبيين إلى عدم المجازفة بخروج اليونان من منطقة اليورو. وستنضم المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد إلى الاجتماعات اليوم الاثنين في قصر الماو بعدما وافقت مؤسستها على تأجيل استحقاق كان مترتبا الجمعة على اليونان حتى نهاية الشهر الجاري رغم تمسكها بخط متشدد. كما طغت على القمة قضية النزاع في أوكرانيا، وكان ضمن جدول أعمال القمة أيضا قضية المناخ وهو مجال توّد ألمانيا وفرنسا توجيه إشارة قوية بشأنه إلى مؤتمر باريس المقرر في ديسمبر القادم.