لا اكتظاظ ولا طوابير انتظار، لا استياء ولا تذمر في أوساط الجزائريين القادمين من الخارج لقضاء العيد وعطلة الصيف مع ذويهم وفي حضن الوطن الأم، على غير العادة ارتياح كبير يظهر جليا على وجوههم رغم قضائهم ساعات طويلة على متن الباخرة التي تقلهم من مينائي مرسيليا بفرنسا وأليكانت باسبانيا، مصدره تسهيل الإجراءات لدى وصولهم ومغادرة ميناء الجزائر في وقت قياسي. لم تعد عطلة الصيف مقرونة بالمعاناة ولا بالانتظار بالنسبة لأبناء الجالية الجزائرية، إذ تسود أجواء هادئة وتجري الإجراءات الجمركية في أحسن الأحوال، كونها تتم في وقت قياسي يجنبهم وعائلاتهم في الشهر الفضيل عناء الانتظار، لاسيما وأن الكثيرين ممن يفضلون القدوم بسياراتهم يقطعون مسافات طويلة للوصول إلى عائلاتهم في مختلف الولايات. وكما جرت العادة، تشهد محطة المسافرين بميناء الجزائر حركية نشيطة لاستكمال الإجراءات بعيدا عن الفوضى لاسيما عشية عيد الفطر، وهذا ما لمسناه لدى توجدنا بميناء الجزائر حيث وقفنا على مختلف التسهيلات التي تم اتخاذها من طرف الجهات الوصية خاصة خلال هذه الصائفة التي تسجل توافد الجالية الجزائرية إلى أرض الوطن. وفي هذا الإطار تم اتخاذ جملة من الإجراءات من طرف مصالح الأمن لتسهيل عملية استقبال المسافرين والجالية المقيمة بالخارج في أحسن الظروف من خلال تدعيم الفرقة المكلفة بمراقبة المسافرين بعناصر إضافية على مستوى ميناء الجزائر لتسريع في عملية مراقبة الوثائق حيث تم تخصيص 6 شبابيك عماياتية جديدة ليصبح عددها الإجمالي 18 شباكا للمراقبة وذلك دون أن يضطروا للنزول من مركباتهم. كما تسهر لجان وطنية على تقديم التسهيلات الضرورية تحت إشراف وزارة النقل خلال الفترة الصيفية حيث تم تدعيم الطاقم البشري المكلف بمراقبة الوثائق والتفتيش والفرز إضافة إلى تعزيز الحزام الأمني. وفي ظل جملة الإجراءات المتخذة من طرف إدارة الميناء للاستقبال المسافرين والجالية المقيمة في الخارج في أحسن الظروف، أبدى عدد من المسافرين في تصريح ل»الشعب» ارتياحهم لظروف الاستقبال ولجملة الإجراءات المتخذة من طرف إدراة الميناء لتسهيل عملية الاستقبال. غير أنهم أكدوا من جهة أخرى أن الإجراءات المتخذة من طرف السلطات لتسهيل استقبال المسافرين والتسريع في عمليات المراقبة تبقى غير كافية حيث يتطلب من السلطات المعنية إعادة توسيع الميناء وهذا بالنظر إلى ارتفاع حركة المسافرين على مستوى هذه المحطة التي يعود تشييدها إلى نحو قرن من الزمن حتى يستوعب الأعداد المتزايدة سنويا للمسافرين وجعله يوافق المقاييس الدولية المعمول بها. وذكر في هذا المقام أن مؤسسة ميناء الجزائر كانت قد باشرت في أشغال توسيع الميناء منذ 2013، والذي من شأنه رفع قدرات الميناء وتحسين ظروف تنقل المسافرين وتسهيل إجراءات المراقبة ويرتقب أن تتوسع المحطة البحرية بعد انتهاء الأشغال من 8.250 متر مربع إلى 23.500 متر مربع في حين سيتوسع الفضاء المخصص للمركبات والمسافرين من 29 ألف متر مربع إلى 51 ألف متر مربع.