يقضى سكان عاصمة الحضنة المسيلة، يومياتهم الصيفية بين الراحة والاستجمام في الغابات والجبال والمنابع المائية، في ظل حرارة عالية تعدت الأربعين درجة وكذا غياب المرافق الترفيهية بالولاية، بسبب التأخر المسجل في إنجازها على غرار المتنزه العائلي الواقع بمنطقة لقمان، حيث ينتظر السكان تجسيده على أرض الواقع بفارغ الصبر... هذا لم يمنع العائلات من قضاء العطلة الصيفية وفقا للبرنامج الذي تراه مناسبا لها. تتنقل العائلات المسيلية يوميا إلى أماكن بعيدة عن مقر سكناها لقضاء العطلة السنوية رفقة أبنائهم بعد شهر من الصيام وما نجم عنه من إجهاد وتعب. وهو ما وقفت عليه “الشعب” في كل من بوسعادة وسيدي عيسى وعديد البلديات الأخرى، حيث يقضي السكان يومياتهم بالاستمتاع في الغابات والمنابع المائية.
«عين التوتة” و«بحيرة ميطرة” الملاذ المفضل تفضل العديد من العائلات بالمسيلة “منبع عين التوتة”، المتواجد ببلدية الهامل، حيث تمتاز مياهه بالبرودة صيفا والحرارة شتاءً وكذا الغطاء النباتي الكثيف الذي يغطي المنطقة، المشكل من أشجار التوت والصنوبر والصفصاف، إضافة إلى العديد من أنواع الطيور. فيما تفضل عائلات أخرى “بحيرة ميطرة” بنصب خيم على أطرافها تغنيهم عن التنقل إلى البحر وتحمل مصاريف مالية إضافية. ومن بين هؤلاء “الهواري.ب”، الذي أكد “للشعب”، أن البحيرة هي نعمة من الله، نشأت بعد صعود المياه الجوفية إلى السطح وطالب “الهواري.ب” الجهات المعنية الحفاظ عليها من خلال جعلها فضاء للراحة والاستجمام. في حين يفضل البعض الآخر من السكان، التوجه إلى غابة جبل مساعد التي تمتاز بالغطاء النباتي الكثيف وأجواءها المرحة رفقة الأطفال، حيث تستقبل هذه الغابة العديد من تلاميذ المدارس من مخلف مناطق الولاية ومن خارجها. سد القصب ومنبع بلعريبي وغابة الحوران... وجهات أخرى تستهوي غابة الحوران، التي تتميز بغطائها النباتي الكثيف والمتنوع بمختلف أنواع الاشجار من الصنوبر والفلين وغيرهما، الكثير من الزوار، خاصة الشباب الذين يترددون عليها لممارسة هواية كرة القدم على الميدان المخصص لمثل هذه الرياضة التي يعشقها الرجال. والملفت للانتباه، تلك الأعداد الغفيرة من الأطفال الذين يقصدونها نهاية كل أسبوع، أين تخصص المؤسسات التعليمية خرجات ترفيهية من شتى أصقاع الولاية والولايات المجاورة للنزهة والاستمتاع بجوها. من بين مرتادي هذه الغابة “أحمد” الذي أكد “للشعب” أن غابة الحوران مكسب ثمين للسكان، داعيا السلطات المحلية إلى تهيئة الملعب المخصص لكرة القدم وتدعيمها بخدمات ومرافق أخرى كالمسبح والمحلات التجارية بما يسمح للزوار الاستماع والترفيه عن النفس والترويح عنها. كما يشكل “سد القصب” وجهة أخرى للصيادين والمصطافين، على حد سواء، للاستماع بالمناظر الخلابة المحيطة به، حيث يكتظ المكان كل أمسية بالعائلات مرفقة بأطفالها. بينما يقصد البعض الآخر نبع حمام بلعريبي، الذي تعتبر مياهه غنية بمادة الكبريت التي ينصح بها عادة لمداواة أمراض المفاصل والجلدية والأعصاب. والأجمل من هذا، أن النبع يقع في واد يمنح إطارا رائعا للاستجمام، خاصة فيما يتعلق بسطحه المائي والاخضرار الفاتن الذي يقدم إمكانات جمة للترفيه والاستجمام، فهو مقصد سياحي تفضله العديد من العائلات المسيلية منذ سنوات طويلة. من جانبها تنظم العديد من الهيئات الإدارية بالولاية، رحلات ترفيهية تضامنية في إطار برنامج مصالح مديرية النشاط الاجتماعي. وفي هذا الصدد، أكد رئيس مصلحة التضامن والعائلة بمديرية النشاط الاجتماعي بالمسيلة، تيطراوي عبد الرشيد، أن عدد الأطفال المستفيدين من الخرجات إلى كل من سكيكدة وتيبازة بلغ 360 طفل، موضحا أن الدفعة الأولى من الرحلة انطلقت بعد عيد الفطر وتدوم 14 يوما. أين توجه 60 طفلا إلى ولاية سكيكدة و120 طفل إلى ولاية تيبازة، على أن يستفيد آخرون من هذه الرحلات الترفيهية في 2 أوت المقبل.