تشهد ولاية بجاية إقبالا منقطع النظير من طرف المصطافين والزوار، خاصة مع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة خلال هذه الأيام، مما جعل البحر الملجأ الوحيد لهم من لفحات الحرارة. وجهتنا كانت نحو شاطئ لوطة الذي يتميز بمناظر جد خلابة، كونه يتميز بمناظر قلّما نجدها في مناطق أخرى، وما زاد من روعة هذا الشاطئ تمركزه على مقربة من غابة شاسعة، وتتميز بأشجارها وإخضرارها ما أظفى عليه مسحة جمالية أبهرت طيلة سنوات العديد من المصطافين والعائلات. وفي هذا الصدد عبرت لنا السيدة ناطالي إحدى السائحات، عن انبهارها بهذه المناطق الساحرة، والتي يقصدها المصطافون طلبا للاستجمام، بين أحضان زرقة البحر وجمال طبيعة الشواطئ، مضيفة أنه بالرغم من الزخم اختارت هذا الشاطئ، الذي يبقى الوجهة المفضلة لديها رفقة عائلاتها، للاستحمام ومعانقة أمواج البحر في ديكور جمالي يبقى في راسخا في الذاكرة. ومن جهته يقول السيد منصوري، نأتي إلى هذا الشاطئ كل سنة، حيث يوفر لنا كل الظروف للترويح عن النفس، ونغوص في سحر جمال المنطقة، وهنا ننسى الحياة ومتاعبها، خاصة أننا نعانق الطبيعة بسحرها. أما السيدة غازي تقول، كما تشاهد فقد حجّت عائلات بأكملها إلى البحر، هروبا من لفيح أشعة الشمس الحارقة، والاستمتاع بأوقات جميلة في هذا المكان، الذي يجمع بين زرقة البحر العاكسة لضوء السماء، ونسيم الجبل الذي يغطي المنطقة، فضلا عن عدة عوامل ومنها الاستقرار والأمن، ونحن جد مرتاحون للظروف الحسنة التي سهرت الجهات المعنية على توفيرها للسياح والمصطافين. وللإشارة، تتميز ولاية بجاية بعوامل طبيعية جد خلابة، تجمع بين زرقة البحر والرمال الذهبية، وكذا غاباتها الخضراء الدافئة، ويمتد الشريط الساحلي على طول 120كلم، وتزخر بأماكن جميلة وجذابة، وإلى جانب هذا العطاء الرباني، فيها آثار تاريخية في غاية الروعة ومنها، برج سيدي عبد القادر، آثار رومانية في توجة، شعبة الآخرة في خراطة، برج القصبة، برج موسى، قبة سيدي تواتي، قمة قورايا، مسجد ملالة، قلعة آيت عباس، مقبرة المقراني في إغيل أعلي، وزاوية الشيخ بن حداد. كما تستقطب الحمامات المعدنية آلاف الزوار سنويا للتمتع بمناظرها الجميلة وطلبا للعلاج، وفي الولاية سبعة حمامات معدنية تتفاوت من حيث المساحة وتدفق المياه ومزاياها العلاجية، ومنها، حمام سيدي يحي ببلدية بوحمزة، حمام السيلان في تيفرة وحمام كبرية بأدكار، وتستعمل مياه هذه الحمامات في معالجة بعض الأمراض على غرار الروماتيزم، أمراض الجهاز البولي التناسلي وأمراض التنفس، وتتميز بطابعها التقليدي بصورة كلية. تسربات المياه تؤرق سكان قرية لعزيب يشكو سكان قرية لعزيب ببجاية من تسربات في المياه الصالحة للشرب، نتيجة فساد الشبكة العابرة للمنطقة، وهو ما أدى إلى بهم إلى مراسلة الجهة الوصية قصد إيفاد تقنيين إلى عين المكان لإصلاح الخلل وإعادة الأمور إلى نصابها. لكن الأمور بقيت على حالها، وهو ما أكده السيد رضواني علي ممثل عن السكان، حيث لم تتغير إلى حد الساعة وبقيت المياة في التسرب ما أثار قلق الجميع، ويحدث هذه في الوقت الذي يعاني فيه الكثير من المناطق من التذبذب في التوزيع. وبالرغم من الجهود المبذولة من قبل المديرية الوصية، حيث ارتفع معدل التوزيع حوالي 6 ساعات في اليوم الواحد، وهذا ماثمنه السكان واعتبروه قفزة نوعية في هذا المجال، غير أن التسربات حالت دون بلوغ الأهداف المسطرة. وللإشارة فقد شهد قطاع الموارد المائية ببجاية قفزة نوعية من خلال المشاريع التي تجسدت السنوات الأخيرة، حيث ساهمت في تزويد سكانها بالمياه الصالحة للشرب، سيما بالمناطق التي تعاني من أزمة المياه، وشملت العملية تزويد أزيد من 70 ألف عائلة انطلاقا من سد تيشيحاف. وقد شرع في ربط 15 بلدية بالمياه الصالحة للشرب من سد تيشيحاف، وكانت العملية في المرحلة الأولى قد مست أربع بلديات ومنها، تينبذار، سوق أوفلا، تيبان، بالإضافة إلى سبع بلديات أخرى وهي شميني، بوحمزة، مسيسينة، تيفرة، سيدي عياد، الماثن، وبرباشة، وهو ما يساهم في حل أزمة الماء بالولاية اعتمادا على الطاقة الكاملة لسد تيشحاف. ومن بين المشاريع التي استفادت منها الولاية، مشروع إنجاز محطة لتحلية مياه البحر لفائدة ولاية بجاية، بطاقة تقدر ب 100ألف متر مكعب يوميا، ما يمثل قيمة إضافية بالنسبة للوفرة المائية، مما سيساهم في القضاء على أزمة التزود بالمياه الصالحة للشرب.