لم يتأخر الشهيد شاوي نذير عن تلبية نداء الثورة فالتحق بها بلا تردد بناحية قصر البخاري بالولاية الرابعة التاريخية وفي 11 جانفي مرت الذكرى ال 49 لاستشهاده في ارض الميدان بعد أن وقع في قبضة الجيش الاستعماري الفرنسي إثر وشاية من احد العملاء الذي راقب مجيئه إلى عائلته. الشهيد المولود في 29 افريل 1918 بقصر البخاري بولاية المدية كان مجاهدا نشيطا التحق بالجبل مع بداية الثورة ومن ابرز العمليات التي نفذها تفجير حانة للاستعمار بمسقط رأسه بالمكان المسمى التوران فقد دخل حاملا للقنبلة مخبأة في قفة مملوءة بالبيض والتبن وكانت ترافقه ابنته البكر وعمرها لا يتعدى 6 سنوات وبعد أن استطاع المرور كأنه بائع بيض تمكن من وضع القفة الملغمة ليغادر المكان قبل أن تنفجر فأمر ابنته باللحاق بالبيت ليلجأ إلى مكان يسمى المفاتحة حيث كان بعيدا عن الملاحقة. أصبح من المطلوبين وجن الاستعماريون جنونهم فيما كان الشهيد يتنقل بين مناطق عديدة أبرزها جبل موقورنو الشهير وكان آخر اتصال مع أسرته بتنسيق من احد الرفاق المسبلين بالمكان المسمى أولاد حمزة. وفي سنة 1960 مر الدشرة العديد من الأفواج للمجاهدين وكان من بينهم الشهيد نذير شاوي الذي كانت آخر زيارة له فبمجرد أن أتموا تناول العشاء وغسل الملابس بعد مشاق التنقل إذا بالقوات الاستعمارية تضرب حصارا على البيت المتواجد فيه مع الرفاق وكان أحد الحركى المعروفين بالمنطقة من بلغ العدو الذي أفلت منه العديد من المجاهدين إلا أن شاوي نذير لم يتمكن من الإفلات فقد كان رفقة عائلته وأبنائه وبمجرد أن فتح الباب فوجئ بالحصار المضروب عليه. وحينها القي عليه القبض أسيرا وبدأت مرحلة عذاب لا توصف فحمله الاستعماريون جهاز الراديو الثقيل فيما تكفل الحركي المعروف بقمع ابنته التي حاولت اللحاق بأبيها المجاهد الشهيد الذي تم نقله إلى ثكنة بوغار حيث مورست عليه أنواع لا توصف من التعذيب والانتقام ومن يومها لم يسمع عنه خبر إلى أن أحضرت ملابسه وساعته وجدها احد الرعاة بالمنطقة ليتبين انه رحل إلى الرفيق الأعلى فداء للوطن، وقد اقسم بان لا يكشف أسرار إخوانه المجاهدين إلى الممات وأوفى بالعهد. ومن بين المجاهدين الذين عمل معهم بوشاش محمد وسي بوعلام ولخضر بورقعة والمحافظ الياس وسي بوزيان وبوسوبال بومدين لا يزال على قيد الحياة وآخرون منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا، وللإشارة يطلق اسم الشهيد شاوي النذير على حي ومكتب للبريد بقصر البخاري فرحم الله الشهداء خير من خدم الوطن والشعب.