أغلقت قوات الأمن اللبنانية وسط بيروت أمس الأربعاء قبل اجتماع لساسة البلاد بهدف مناقشة سبل الخروج من أزمة سياسية أصابت الحكومة بالشلل وفجرت احتجاجات في الشوارع. ودعا نشطاء يحشدون ضد فشل الحكومة في حل مشاكل منها أزمة التخلص من القمامة التي أدت لتكدس النفايات في بيروت، الاحتجاجات تتزامن مع «الحوار الوطني» الذي دعا له رئيس البرلمان نبيه بري. واصطف مئات الجنود في مداخل وسط بيروت في وقت مبكر من صباح امس ليغلقوا المنطقة التي يوجد بها مبنى البرلمان حيث بدأ الحوار الوطني، واصطفت السيارات المدرعة في الشوارع في ظل حرارة صيف قائظ فيما اجتاحت عاصفة رملية لبنان لليوم الثاني. ويأتي الحوار بعد عدة أسابيع من المظاهرات التي اتخذت أحيانا طابعا عنيفا، وتنظم المظاهرات بشكل مستقل عن الأحزاب الطائفية الرئيسية لتشكل تحديا لهذه الأحزاب. ومثل مؤسسات أخرى في البلاد لم يمارس البرلمان عمله بشكل يذكر في السنوات الأخيرة في ظل أزمة سياسية مرتبطة بصراع أكبر في المنطقة بما في ذلك الازمة الدموية في سوريا. وتعاني حكومة وحدة بقيادة رئيس الوزراء تمام سلام لاتخاذ القرارات الأساسية بينما ظل منصب الرئاسة -المخصص لمسيحي ماروني بموجب نظام تقاسم السلطة على أسس طائفية - شاغرا لأكثر من عام لعدم الوصول الى توافق في الآراء بشأن من يشغله. ونقل عن بري قوله إن الرئاسة ستكون الموضوع الأول على جدول أعمال الحوار. ونسبت له صحيفة السفير قوله «سنبذل كل الجهد للتوصل في نتيجة في شأنه لكن إذا تعذر ذلك ننتقل إلى بنود أخرى.» وبلغ الاستياء الشعبي في لبنان بسبب مشاكل بينها الانقطاع اليومي للكهرباء ذروته بسبب أزمة النفايات. ولم تحل الحكومة حتى الآن الأزمة التي تفجرت بسبب إغلاق مكب النفايات الرئيسي في جويلية. وتضم حكومة سلام حزب الله الشيعي وحركة المستقبل التي يقودها السياسي السني سعد الحريري إلى جانب أحزاب مسيحية متنافسة.