اعتبر عمر غول وزير التهيئة العمرانية والسياحة والصناعة التقليدية، ميثاق السلم والمصالحة الوطنية في الذكرى العاشرة للمصادقة عليه، بالكنز الثمين الذي ينبغي المحافظة على مكاسبه وترقيته، كونه كان المنفذ الوحيد للخروج من العشرية الدموية التي عاشها المجتمع الجزائري، وأضحى تجربة تقتدي بها الدول العظمى والأمم المتحدة، مضيفا أن استتباب الأمن انعكس إيجابا على قطاع السياحة بالجزائر، خاصة في المناطق التي كانت تعاني من الإرهاب، وساهم في استقطاب السياح الوطنيين المقيمين بالخارج وكذا الأجانب. استهل عمر غول مداخلته أمس في «فوروم الإذاعة الوطنية»، بتثمين محتوى ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، الذي حسبه أنقذ الجزائر وأكسبها حصانة هامة بعدم الرجوع مستقبلا لهذه المحنة، قائلا أن ميثاق المصالحة الوطنية هندسه رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، وأطره الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني على أرض الواقع، والشعب الجزائري احتضنه، كما انخرط فيه الضحايا بإيجابية رغم الآلام التي لحقت بهم. وأضاف وزير السياحة، أن ميثاق السلم أبعد الجزائر عن «الربيع العربي»، وساهم في عودة الأمن والاستقرار في المناطق التي تزخر بمؤهلات سياحية كبيرة، واستقطب العائلات الجزائرية والسياح الوطنيين والأجانب، قائلا: «يمكن بناء السياحة كصناعة واقتصاد قوي نتيجة السلم والمصالحة الوطنية»، داعيا إلى تثمينه والمحافظة عليه وترقيته كونه تجربة نوعية، أصبحت تصدر إلى الدول التي ما تزال تعرف صراعات كالمالي وليبيا، وحسبه أن الدول الكبرى والأمم المتحدة تبنت ميثاق المصالحة الوطنية واعتبرته مرجعية في حل الأزمات والفتن التي تشهدها بعض الدول. وأشار ضيف فوروم الإذاعة، إلى أنه لا يمكن مقارنة السياحة في الجزائر بنظيرتها لدى جيراننا أو في الدول المتقدمة، كون هذه الأخيرة أدرجت قطاع السياحة ضمن أولويتها وعملت لمدة خمسين سنة لتطوير هذا القطاع الذي ساهم في بناء اقتصادها، في حين الجزائر لم تول القطاع أهمية منذ الاستقلال، وحاليا توجد إرادة سياسية لانخراط القطاع في الاقتصاد الوطني وربطها بقطاع تهيئة الإقليم، لاستحداث مناصب الشغل وخلق الثروة، ويكون قاطرة لكل القطاعات قائلا: «نحن بصدد بناء أسس السياحة في إستراتجيتنا وحددنا الأهداف بوضوح وسنعمل على تغيير الذهنيات البيروقراطية». وموازاة مع ذلك، ذكر غول بضرورة مساهمة السياحة في الناتج الداخلي الخام بنسبة 10٪، وأن يرافق القطاع مرافق سياحية بخدمات أجود أثمان معقولة للعائلات الجزائرية، مذكرا بأولوية الاهتمام بالسياحة الداخلية والحموية لتلبية الاحتياجات، والتركيز على تكوين 250 ألف مورد بشري وتأطيره حرفيا ومهنيا وفقا للمواصفات العالمية، والصرامة في تسيير المنتجعات والمركبات السياحية، مضيفا أن الاستثمار العمومي والخاص وتسهيل الحصول على العقار السياحي في قلب إستراتيجية القطاع عبر منح مساعدات مالية للمستثمرين ب70٪. تخصيص 100 هكتار لإنجاز منتجعات سياحية وقال أيضا أنه أعطى تعليمات لعصرنة وتحديث المناطق الحموية والخروج من ذهنية البايلك في التسيير وأقصى أجل هو شهر نوفمبر القادم، كما تم تخصيص 100 هكتار بمنطقة شارف بالجلفة لإنجاز منتجعات حموية تتوفر على خدمات طبية، وغيرها، وبالمقابل سيتم إنجاز 100 مركب حموي عبر الوطن. داعيا إلى النظر إلى العقار بمنظور اقتصادي. وكشف غول عن أنه سيتم إبرام خمس اتفاقيات في الأيام القادمة مع وزارات الثقافة، الرياضة، الشؤون الدينية، الصحة، الفلاحة، الموارد المائية، المالية والداخلية بهدف تنمية السياحة بمختلف أنواعها، مشددا على أهمية التحسييس بالنظافة، معتبرا هذه المسألة مشكلا وطنيا ثقافيا يجب محاربته من طرف الجميع.وفي رده عن سؤال حول اندثار بعض الحرف التقليدية، أجاب الوزير بأنه ينبغي استدراك إحياء بعض المهن للمساهمة في الاقتصاد الوطني، وأن هذه النقطة في صلب اهتمامات الدولة، كما سيتم إنشاء الآلاف من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وإدماجها في الصناعة السياحية. وبالنسبة لموضوع تهيئة الإقليم، أكد وزير السياحة أنها ستطرح خلال الجلسات الكبرى لتهيئة الإقليم التي ستنظم في شهر ديسمبر المقبل تحت رعاية رئيس الجمهورية، حيث ستتطرق إلى عمق الاقتصاد الوطني وكيفية تثمين الأقاليم والعقار، مضيفا أنه سيتم فتح ورشات متخصصة لكل فضاء سياحي، وحسبه أننا بحاجة لبناء حوالي 70 فندقا جديدا بخمس نجوم وسيتم بناء 1200 مركب أو مجمع بنجمة واحدة لاستيعاب العدد الهائل من العائلات الجزائرية.