حقق فريق اتحاد العاصمة إنجازا تاريخيا بتأهله، ليلة أمس، إلى الدور النهائي لرابطة الأبطال الافريقية لأول مرة في تاريخه، بعد تعادله الأبيض في مباراة الإياب من الدور نصف النهائي للمنافسة أمام الهلال السوداني، علما وأن لقاء الذهاب الذي جرى الأسبوع الماضي بأم درمان قد انتهى لصالح أبناء سوسطارة بنتيجة 1- 2. . وبالتالي، فإن مباراة أمس كانت لترسيم لعب النهائي والاعتماد على النتيجة أكثر من الأداء لتحقيق الهدف وهو تنشيط نهائي أكبر منافسة إفريقية للأندية. وتحقق حلم آلاف أنصار الاتحاد الذين توافدوا بأعداد غفيرة منذ الساعات الأولى لنهار أمس إلى ملعب عمر حمادي ببولوغين من أجل تشجيع زملاء شافعي، الذين لم يخيبوا آمال مشجعيهم وأهدوا لهم هذا التأهل بفضل أداء مركز وذكي، بالرغم من صعوبته. وقد عرف الاتحاد كيف يسير المباراة بفضل الخطة التكتيكية للمدرب حمدي الذي دعم خط الوسط باعتماده على خطة 4 – 4 – 2 التي أربكت الفريق المنافس في أغلب فترات اللقاء، وكانت الصراعات الثنائية من جانب ممثلنا الذي كان محضرا بطريقة جيدة. واختلفت الأمور بالنسبة للفريقين مقارنة بالمباراة الأولى، أين كان الجانب التكتيكي هو سيد الموقف، وكانت المنافسة شديدة في وسط الميدان بوجود كل من كودري وبلخماسة اللذان قاما بمجهود كبير لتقديم كرات لبايتاش وعودية وفرحات. توالت الهجومات من طرف اتحاد العاصمة من حين لآخر، أين أتيحت لقلب الهجوم أمين عودية في نصف الساعة الأول فرصتين، لا سيما في الدقيقة ال27 عندما انفرد بالحارس السوداني، لكنه لم يتمكن من مخادعته أمام حسرة زملائه. في حين عرفت هذه المرحلة الأولى اعتماد فريق الهلال على الهجومات المعاكسة التي تصدى لها كل من خوالد، شافعي، وبدبودة أمام تشجيعات الأنصار الذين شجعوا أصحاب الزي الأحمر والأسود في الطريق نحو النهائي، خاصة وأن التركيز كان السمة الرئيسية للاعبينا الذين لم يتركوا مساحات كبيرة لزملاء سيسي. حمدي يتفوق تكتيكيا على الكوكي فنتيجة الذهاب التي انتهت لصالح الاتحاد حددت بشكل كبير طبيعة مباراة أمس كون الحسابات كانت في مقدمة اهتمامات زملاء خوالد لتأمين التأهل إلى النهائي وعدم المغامرة بفتح اللعب في الشوط الأول. . لكن الأمور تغيرت نوعا ما في المرحلة الثانية التي شهدت إثارة مقارنة بالشوط الأول من كلا الفريقين أين أتيحت لعودية فرصة، وأخرى لفرحات بعد عمل جماعي قاده كودري. . كما أن زملاء كونات فتحوا اللعب وأرادوا الوصول إلى مرمى زماموش الذي تصدى لكل المحاولات، لا سيما وأن الدفاع المنظم حول خوالد سهّل من مهمة حارس الاتحاد. ودعم المدرب حمدي قبل 20 دقيقة من نهاية اللقاء خط الوسط الدفاعي بإدخال العرفي مكان بايتاش، بالنظر للنزعة الدفاعية للعرفي وخبرته لكبح محاولات أبناء المدرب الكوكي. . كما عوض بن موسى زميله بلخماسة في الدقيقة ال 70 لتكون تشكيلة الاتحاد فوق الميدان تتكون من معظم اللاعبين الذين يتمتعون بخبرة كبيرة لتسيير الدقائق الأخيرة الصعبة في مثل هذه الوضعيات. . لا سيما وأن الهلال ضغط على الحارس زماموش الذي أخرج كرة « ساخنة « في الدقيقة ال 85. وبكفاءة كبيرة سيّر الاتحاد الأمور بكل تركيز إلى غاية صافرة الحكم بالتعادل الأبيض الذي يؤهل الاتحاد إلى الدور النهائي من رابطة الأبطال الإفريقية. ولذلك، بعد تتويج وفاق سطيف في الطبعة السابقة، تمكن اتحاد العاصمة من التأهل إلى النهائي الذي قد يبتسم مرة أخرى للكرة الجزائرية التي ستكون على موعد مع نهائي قاري ثاني على التوالي، أين سيواجه أصحاب الزي الأحمر والأسود، الفائز من المواجهة بين تي بي مازمبي الكونغولي والمريخ السوداني المقررة اليوم.