أشرف وزير الثقافة عزالدين ميهوبي، بمعية وزير التهيئة العمرانية والسياحة والصناعة التقليدية، عمار غول، أمس، بقصر الثقافة مفدي زكريا، على توقيع اتفاقية شراكة بين القطاعين، بهدف تقوية الوجهة السياحية للجزائر والتعاون على بناء اقتصاد وطني متنوع خارج المحروقات، على اعتبار أن الجزائر لديها مادة خام هامة، يجب العمل على كيفية تحويلها إلى منتوج اقتصادي عن طريق صنع تقارب وكسر الحواجز الوهمية وشحذ الهمم، ولما للثقافة من دور أساسي في التنمية الوطنية. تأتي هذه الاتفاقية، بحسب ما أكده عمار غول، لبناء تقارب وتناسق يخص القطاعين في إطار استهداف الوصول إلى تجسيد البرنامج الخماسي لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، والذي يرمي اليوم أساسا إلى التوجه السريع والقوي لبناء اقتصاد وطني متنوع خارج المحروقات. وقال غول، إن هدفهم الأسمى والأساسي، في كيفية وضع كل المؤهلات والقدرات، سواء على مستوى تكميلها أو تجميعها أو تقويتها، من أجل الوصول إلى هدفنا الأسمى، مشيرا إلى أنه لا يمكن أن تتطور السياحة بشكل قوي إذا لم يكن هناك ترابط بين ما هو نزهة وسياحة وبين ما هو تاريخ وثقافة وتراث وتقاليد. غول أكد أيضا، أن هذه الاتفاقية جاءت بعد مشاورات بينه وبين وزير الثقافة عزالدين ميهوبي لدعم القطاعين وصناعة فضاء جذاب، يخدم بناء اقتصاد وطني متنوع خارج المحروقات، مضيفا أن الاتفاقية ستدعم الهدف الكبير الذي وضعه قطاعه في إطار تهيئة الإقليم، على ضرورة الانتقال بقطاع السياحة من هامش الاقتصاد الوطني إلى قلبه، والانتقال أيضا بحسب غول بقطاع السياحة من 02 من المائة كمساهمة في الناتج الداخلي الخام، إلى المعدل الدولي وهو 10 من المائة والمعمول به عالميا. وأضاف وزير التهيئة العمرانية والسياحة والصناعة التقليدية، أن الجزائر حباها الله بمناطق طبيعية جذابة، أهلتها لأن تصنّف مؤخرا من قبل بعض الهيئات الدولية المعروفة، واحدة من بين 10 دول الأجمل في العالم، فيما يخص قدراتها ومؤهلاتها وفضاءاتها ومساحاتها وتضاريسها، قائلا إنه يبقى الآن في إطار هذا التناسق بين القطاعين، كيفية تثمين هذه المؤهلات والقدرات والفضاءات وجعل من الطبيعة اقتصادا جميلا يضفي رونقا أكبر على الطبيعة. وأشار غول إلى أن الجزائر لديها مادة خام هامة، يجب العمل على كيفية تحويلها إلى منتوج اقتصادي يدر العملة الوطنية لتلبية الحاجيات الوطنية، والعملة الصعبة لصناعة اقتصاد خارج المحروقات من خلال مداخيل جديدة، وهو هدفهم الأسمى يقول عمار غول داعيا وزير الثقافة عزالدين ميهوبي لتقارب أكبر وكسر الحواجز الوهمية وشحذ الهمم والإرادات من أجل مساهمة الجميع في بناء اقتصاد وطني متنوع خارج المحروقات، وقال إن هذا التوجه يعتبر حتمية للجزائر لصناعة ما يخدم الوطن. من جهته أكد وزير الثقافة عزالدين ميهوبي أن الاتفاقية هي تقدير لوزير التهيئة العمرانية والسياحة والصناعة التقليدية، عمار غول، لما للثقافة من دور أساسي في التنمية الوطنية، مشيرا إلى أن كلمته حملت الكثير من الآمال التي تحدونا جميعا في سبيل أن يكون مستقبل هذه الأمة بعيدا عن خيار المحروقات، على اعتبار أن الجزائر تتوفر على مقدرات هائلة كفيلة بأن ترتقي بالجزائر إلى مصاف الدول المتقدمة. وأبرز ميهوبي أن الحديث عن السياحة أو الثقافة لا يمكنه أن يتم من فراغ، كون الكثير من الدول تعتمد أساسا على السياحة كمورد أساسي لها، مشيرا إلى أن الجزائر تتوفر على خيرات ظاهرية وباطنية، كما أنها تعتبر متحفا مفتوحا من شرق الوطن إلى غربه، ومن شماله إلى جنوبه، وسجلت اليونسكو عددا كبيرا من المعالم الجزائرية وهذا وحده بحسب ميهوبي كاف لأن يكون سجلا للجزائر لتكون بلدا سياحيا. السياحة الثقافية في الجزائر بحاجة إلى ثقافة سياحية وأضاف عزالدين ميهوبي، أن السياحة الثقافية في الجزائر بحاجة إلى ثقافة سياحية، تساهم فيها أطراف عديدة بداية بوزارة الثقافة، السياحة، وسائل الإعلام، إلى جانب المؤسسات الاقتصادية، التي تعتبر رافد مهما لخدمة السياحة، قائلا إن هذه المسائل لا تأتي من فراغ ولكن بجمع عدد من العوامل لإنجاح المشاريع. ميهوبي دعا إلى ضرورة الابتكار في عقل الإنسان لإنتاج بدائل كثيرة، كما يحدث في البلدان التي لا تتوفر على النفط، لكنها في مصاف الدول المتقدمة، كونها لم تعتمد على الثروة الزائلة وإنما على عبقرية الإنسان وقدرته على ابتكار الحلول، مؤكد أن الجزائر من الدول التي تتوفر على العبقرية والقدرة في تقديم الحلول اللازمة في الوقت اللازم. وقال إن الثقافة بما تتوفر عليه من متاحف ومعالم سياحية وأثرية تمتد على فترات من الزمن، حيث يجب أن تستثمر استثمارا إيجابيا لصالح الوطن واقتصاده، مضيفا أن هذا اللقاء الذي يتم فيه توقيع اتفاقية شراكة لها بُعدها الإيجابي، كونها اتفاقية - إطار، لكن ما سيعملون عليه الأشهر القادمة هو عقد لقاء بين المشتغلين في حقل الثقافة ووكالات السياحة ومسؤولي الفنادق لفتح نقاش بين المهنيين وأصحاب الميدان ليكون كفيلا بوضع سياسات عملية ميدانية للسياحة الثقافية. وأشار إلى أن هذا الأمر لن يأخذ الوقت الكثير، لأن الأطراف موجودة والأفكار كذلك، ولأن الجزائر مفتوحة لتكون قبلة للسياح، في بلد بكر سياحيا كالجزائر التي تتوفر على المؤهلات التي تجعلها في موقع متقدم في هذا المجال.