يشارك الفنان التشكيلي المغربي ''كريم جعفر'' بالملتقى المغاربي للفنون التشكيلية الذي انطلقت فعالياته أول أمس بمدينة عنابة كضيف شرف، إذ يشارك بفعالية من خلال لوحاته التي تجول العالم حاملة في طياتها معاني فنية سامية في قمة الإبداع، حيث نلمح تزاوج بين الخط العربي الأصيل والصورة الموحية، إلى جانب التدفق الروحي للألوان.. وفي هذا الصدد كان لنا حديث مع الفنان حول رحلته الفنية . بداية ''كريم جعفر'' هل بإمكانك أن تعرف لنا الفن الكوليغرافي؟ هذا الفن ليس بالجديد يطلق عليه اسم ''الكوليغرافيا'' أي الخط العربي الحديث، وهو عبارة عن إبداع خطي ورؤية شخصية لهذا الخط الأصيل، وقد أضفت عليها لمستي الخاصة كما ترى بإدراج الألوان بكثرة وبتوظيف عنصر الصورة كي تكون مكملة وواصفة للنص المكتوب، فكل لوحة عبارة عن قالب ممزوج بألوان متناسقة ومعبرة، توحي في مضمونها إلى فكرة أو رأي لقضية أو مسألة ما. وكيف كانت بدايتك مع هذا الفن؟ بدأت مع فن ''الكوليغرافي'' في 13 من عمري كهواية، فأنا فنان عصامي لم أدرس الفنون الجميلة، وفي المقابل تلقيت دعم وتشجيع من الأخ الأكبر ''محمد'' الذي هو أستاذ وفنان تشكيلي بدوره، في سنة 1986 انتقلت إلى عاصمة الفن باريس أين أصبحت هذه الهواية كمهنة لي ابتداء من سنة ,1989 قدمت خلالها أول معرض بفرنسا، ثم تلتها معارض كثيرة، وقد كان هذا بتأطير ومساعدة من الفنان الفرنسي ''كلود جمبي'' الذي عملت معه مدة 16 سنة إلى حين وفاته، وأنا أعتبر هذه المرحلة من أهم المراحل الفنية في حياتي، حيث أعتبرها تجربة خصبة في ميدان الفن، فمن خلالها أدرج عنصر الصورة المرافقة للنص المخطوط، كما قمت بالإضافة إلى ما هو معروف عن الخط العربي وارتباطه بالنص الإسلامي بتعديل هذه القاعدة وهذا بإدراج نصوص عادية: أمثال، حكم، خواطر شخصية... وقد تلاحظ في لوحاتي ابتعادي عن الخطوط العربية الكلاسيكية مثل الخط الكوفي وخط الثلث وما إلى ذلك، فأنا أطلق العنان لريشتي كي تصول وتجول بحرية في اللوحة وبدون تقييد . ما هي الرسائل التي يريد الفنان كريم جعفر إيصالها من خلال لوحاته؟ لوحاتي كلها تحمل رسائل سلام والمحبة التي يجب أن تكون بين شعوب العالم، فلوحتي الأخيرة مثلا والتي أجوب بها العالم تحمل رسالة حوار وتعايش بين الأديان السماوية الثلاث، كتبت في هذه اللوحة جملة ''بالحوار يزول الخلاف'' وجاء هذا المخطوط على شكل سفينة تجوب العالم، كما أدرجت في الرسم المرافق لهذه الكلمات ثلاث رجال كل يتعبد على طريقة وينظر نحو الاتجاه الذي يريده حسب معتقده في تجانس واحترام للرأي الأخر . أحداث غزة الأخيرة دفعت بعديد الفنانين إلى ترجمة معاناتهم كل في اختصاصه، فهل كانت لكم رسومات في هذا الجانب؟ على كل فنان أن يتجاوب مع الأحداث الراهنة خاصة إذا كانت تمس أمته، لكن بالنسبة لي غزة تمثل مدينة السلام المرتقب، وإذا فكرت يوما بإهداء لوحة إلى غزة والشعب الفلسطيني فستكون لوحة تترجم السلام، حتى تتذكر الأجيال القادمة كل ما هو جميل بعيدا عن الحروب والدمار . في الأخير سيد جعفر ما هو انطباعك حول ملتقى الفنانين التشكيليين المغاربة؟ هو حدث رائع وكبير بالنسبة لي فمثل هذه اللقاءات هي تجسيد لمبدأ التعاون الفني المغاربي، وأنا منبهر بها، وأنا أقول الحقيقة بدون مجاملة فالتنظيم رائع والبرنامج الذي سيتناوله هذا الملقى ثري، كما أن الفن التشكيلي في الجزائر ذو مستوى عال والفنانين الجزائريين مبدعين حقيقة وستكون لنا تجارب أوسع في المستقبل إنشاء الله، بودي أيضا العمل إلى جانب الإخوة الفنانين المغاربة على توسيع نطاق هذه الملتقيات ولما لا نقلها إلى فرنسا للتعريف بالفنانين المغاربة .