جاءت الندوة الصحفية التي نشطها محافظ صالون الجزائر الدولي للكتاب، حميدو مسعودي، قبيل انتهاء التظاهرة، حاملة للإجابات على أهم استفهامات المتتبعين، وعلى رأسها الرهان الذي رفعه الصالون هذه السنة وهو استقبال عدد أكبر من الجمهور، والسهر على تطبيق القانون الداخلي للصالون. وأكد مسعودي بأن عدد الزوار بلغ قرابة المليون ونصف المليون زائر، ما يجعل الصالون الأهم على المستوى العربي وفي المراتب الأولى دوليا. أصرّ محافظ الصالون حميدو مسعودي على شكر كل من ساهم في إنجاح الصالون والسهر على سيره الحسن، قائلا إن فريق العمل اشتغل على التحضير لهذه الطبعة منذ فبراير الفارط. وأكد المحافظ بأن أهم الأهداف المسطرة للحدث قد تم بلوغها: “كنا نتمنى أن تكون الطبعة مميزة وأعتقد أنها كانت كذلك بالفعل، بحكم أنها استقطبت رقما قياسيا في عدد الدول المشاركة، وهو دليل على أن الجزائر بخير، فمن هي الدولة العربية حاليا التي تستطيع احتضان 53 دولة بضيوفها؟” تساءل مسعودي، مصححا بعض الأرقام المتعلقة بالمشاركين، الذي لم يبق 910 عارضا كما أعلن عنه في البداية، وإنما 908 عارضا، حيث تعذر على دار نشر سعودية المشاركة بسبب الشحن المتأخر، فيما اعتذر اتحاد الناشرين الإماراتيين في آخر لحظة بسبب صالون الشارقة. بلغنا الأهداف المسطرة وقال مسعودي إن أكثر من 25 ألف عنوان تمس كل المجالات وضعت بين متناول الزوار، أما عمّا تداولته وبعض وسائل الإعلام بخصوص الكتاب الديني فقال: “لا يخلو أي معرض عربي من الكتاب الديني، وهو كتاب في آخر المطاف، وما قيل عن تغييب الكتاب الديني غير صحيح، كما أن ما قرأت عن طغيان الكتاب الديني غير صحيح أيضا، فحضوره كان في حدود المعقول”. وميز الصالون نشاطات ثقافية كثيرة تناولت عدة مواضيع، وكان يوم أول نوفمبر فرصة لتخليد الذكرى السبعين لمجازر 8 ماي 1954، كما شهدت الطبعة العشرين للصالون نشاطا مكثفا هذه السنة لوزارة التربية الوطنية، التي “قامت بمجهود كبير، وجاءت بتلاميذ من 20 ولاية من العاصمة والولايات الأخرى، أكثر من 80 ألف تلميذ زاروا الصالون، وكانت مسؤولية كبيرة على المؤطرين، ومرّ الأمر بسلام ولم يحدث أي أمر سلبي للتلاميذ”، يقول مسعودي. وعن عدد زائري الصالون، أكد المحافظ بأنه حتى الساعة الرابعة من يوم السبت، آخر أيام التظاهرة، بلغ الرقم أكثر من مليون و472 ألف زائر، “ومن يشكك في هذه الأرقام أكيد لم يكن حاضرا يومي 1 و6 نوفمبر”، يردف مسعودي، مضيفا بأن الذروة بلغت أقصاها يوم الجمعة أكثر من 423 ألف زائر وهو رقم قياسي حسب المحافظ. كما بلغ زوار الصالون يوم الفاتح من نوفمبر أكثر من 343 ألف زائر: “أمنيتنا كانت أن نتخطى مليون ونصف المليون، ومتأكد أننا تجاوزنا هذا الرقم، أنا فخور جدا كجزائري وكمحافظ الصالون، كثير من الناس اشتغلوا في الخفاء، لقد وصلنا للمبتغى بأن تكون الدورة مميزة وكانت كذلك”، يؤكد حميدو مسعودي مرة أخرى. وقد انعكس هذا الإقبال إيجابا على سمعة التظاهرة، “الناشرون الزائرون يعبرون عن رغبتهم توقيف نشاطهم ولكن صالوننا يعيد لهم الرغبة في مواصلة العمل في مجال النشر”، يقول المتحدث، “كثير من الدول المتقدمة لا يتعدى زوارها ال300 ألف في كل المعرض، وهو ما سجلناه في يوم واحد”. النقائص لم تؤثر على مستوى التظاهرة وعمّا شاب التظاهرة من نقائص، قال المحافظ “هناك نقائص والكمال لله، فتظاهرة ثقافية من هذا الحجم وهذا العدد من الزوار لها نقائصها التي سنعمل على تفاديها في المستقبل، وكل الانتقادات الموضوعية ستؤخذ بعين الاعتبار”. وأضاف بأن هناك دور نشر، رغم تحذيرها كتابيا، بخصوص البيع بالجملة كما سبق التصريح به، ممنوع منعا باتا، ولكنها لم تلتزم بهذه القرارات والقانون الداخلي للصالون، فكان رجال الأمن والجمارك بالمرصاد وأقفلت دار نشر سورية وهي آخر مشاركة لها في الصالون حسب القانون الداخلي.. “لم نقض على ظاهرة التهريب فهناك عدة وسائل لذلك، فالمهربون يأتون بشباب ليهربوا الكتب على أنهم شرّاء'”، يقول حميدو قبل أن يتطرّق إلى حضور بعض الكتب المثيرة للجدل: “لقد تم انتقادنا على العناوين التي تحفظنا عليها، في المقابل تسربت بعض العناوين لا تتعدى أصابع اليد الواحدة وقامت ضجة بسببها، هل كل عنوان نعرضه نقيم عليه استفتاءً شعبيا؟ نحن متفتحون على كل الآراء، مثلا هناك عنوان سمي بفضيحة الصالون الدولي للكتاب، فدار لبنانية مختصة في الخرائط والدراسات جاءت بكتاب من المفروض أن لا يكون في الصالون، ولكنه سحب فيما بعد، وهذا الكتاب لا يغير شيئا من الواقع، فالحدود الجزائرية مات لأجلها الشهداء ولا يغيرها أحد، ولا يجب أن يؤثر عنوان أو عنوانان في صالون يعرض أكثر من 25 ألف عنوان”. أما الكتاب الموجه للأطفال الذي تمّ انتقاده فقد سحب أيضا، “نعتبر الإعلام شريكا معنا وينبهنا للنقائص، ولجنة القراءة كانت حاضرة معنا في الصالون” يؤكد المحافظ. الصالون بلغ الاحترافية واعتبر مسعودي بأن الصالون بلغ الاحترافية من حيث التنظيم، كما أن التظاهرة فرصة للناشرين الجزائريين للاحتكاك مع الأجانب لتحسين المنشورات تقنيا ومضمونا، وتبادل التجارب وقع في الصالون، “لم نبلغ الكمال ولكننا اقتربنا منه بالنسبة للتنظيم، عدد الزوار ودور النشر”. وعن البنية التحتية للصالون، قال المحافظ إن هناك مشروع على المدى القريب لإعادة النظر في هياكل قصر المعارض، الذي تم تصميمه في 1969 لما كان الجزائريون حوالي 12 مليون والسيارات نصف مليون سيارة، وهي ليست أرقام اليوم، يؤكد مسعودي مضيفا بأن قصر المعارض لم يعد ملائما لاستقبال هذا العدد الهائل من الزوار والسيارات ودور النشر. انتظرونا العام المقبل في نفس الموعد أما عن السؤال الاعتيادي حول التداخل بين صالوني الجزائر والشارقة، ومدى تأثير ذلك، أجاب مسعودي “نحن من أثر على صالون الشارقة وليس العكس، كل دور النشر التي طلبت المشاركة وما أكثرها شاركت معنا، ناهيك عن دور النشر التي أقصيناها لعدم احترام القانون السنة الماضية”. وأكد مسعودي انعقاد التظاهرة المقبلة في الموعد: “أبشر المتفائلين وأخبر المتشائمين بأن الطبعة الحادية والعشرين ستكون في نفس الموعد السنة المقبلة، وستكون الجزائر واقفة، وسيكون عدد الزوار مثل هذه السنة أو أكثر”، كما أكد على إمكانية أن أن يبقى المعرض مفتوحا حتى الساعة العاشرة ليلا لتلبية حاجة الجمهور في المستقبل، إضافة إلى وسائل أخرى لتحسين الخدمة: “السنة المقبلة سنعمل جاهدين لتخفيف العبء على الزوار واستعمال التكنولوجيا لإرشادهم”.