حقّق المنتخب الوطني لكرة القدم الأهم بعد تأهله إلى دور المجموعات ضمن التصفيات الخاصة بمونديال روسيا 2018، وكان ذلك عندما تمكن الفوز على نظيره التانزاني بسباعية نظيفة لم تكن منتظرة من المتتبعين خلال موقعة «تشاكر». جاء هذا الانتصار الساحق من طرف زملاء المتألق براهيمي أمام تانزانيا بعد فترة الفراغ التي عاشها الفريق في الفترة الماضية والتي أثارت الكثير من الانتقادات في الشارع الرياضي الجزائري، لأن الوضع كان صعبا، ومواجهة الذهاب من الدور الثاني أسالت الكثير من الحبر لأن المنتخب الوطني انهزم بدار السلام بسبب الأخطاء الدفاعية التي سمحت لزملاء ساماتا بالوصول إلى مرمى مبولحي في مناسبتين و تضييع عدد كبير من الكرات السانحة للتسجيل . ولحسن الحظ تمكن سليماني من إعادة الأمور إلى نقطة البداية من خلال توقيع هدفين مهمين في وقت جد حساس من الشوط الأول للمواجهة التي لعبت ذهابا وإيابا في ظرف أربعة أيام و كان له دافع معنوي كبير، بدليل الثقة التي دخل بها الفريق في ال 90 دقيقة الأخيرة بالبليدة و أمام الجماهير الغفيرة التي ملأت المدرجات عن آخرها حيث دخل الفريق الوطني مباشرة في أجواء اللعب بدليل التسجيل في الثواني الأولى ما أخلط أوراق الضيوف وأدخل الشك في نفوسهم خاصة بعد توالي مهرجان الأهداف الذي أعاد لنا ذكريات مواجهة بوركينافاسو سنة 1981 عندما فاز الخضر بأثقل نتيجة أي ب 7 مقابل 0 . ولكن الأمور لا تتوقف عند هذا الحد بل من الضروري أن يتواصل العمل من طرف «غوركوف» من أجل تصحيح الأخطاء و عدم تكرارها خاصة في الجانب الدفاعي ووسط الميدان بسبب غياب التنسيق بين اللاعبين في عدة مباريات والتي كادت تكلفنا مغادرة نقطة التنافس على التواجد في أكبر محفل كروي في العالم للمرة الثالثة على التوالي.. يأتي ذلك من أجل تفادي العودة إلى النفق انطلاقا من هذا التأهل الرائع من خلال وضع اللقاءات الماضية في طي النسيان و فتح صفحة جديدة مع عهد الانتصارات، لأن المدرب الوطني يملك الوقت الكافي للتحضير للمواعيد الرسمية القادمة والتي ستكون في شهر مارس من السنة المقبلة عندما يواجه زملاء مجاني المنتخب الإثيوبي في إطار التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا المقررة بالغابون في عام 2017، في انتظار ما ستسفر عنه القرعة الخاصة بالدور الثالث والأخير المؤهل للمونديال والتي ستكون في شهر جوان القادم.