دعا وزير الاتصال حميد ڤرين، الصحافيين إلى الالتزام بأخلاقيات المهنة والتحلي بالموضوعية في معالجة المواضيع، مشيرا إلى أنه لن يسمح لأي أحد المساس بأسلوب الصحافي الذي يميّزه عن الآخرين. أكد ڤرين خلال الدورة التكوينية التي نظمتها وزارة الاتصال لمهنيي القطاع بالمدرسة الوطنية العليا للصحافة وعلوم الإعلام تحت عنوان «أخلاقيات الإعلام... التحديات والرهانات»، أن مجهودات كبيرة تبذل من طرف الوزارة بالتنسيق مع وزارة الداخلية والجماعات المحلية بهدف تسهيل مهام الصحافيين الحاصلين على بطاقة الصحافي المحترف دون عراقيل. وقال الوزير، إن الصحافي ملزم بالتحلي بأخلاقيات المهنة والمواطن الجزائري له الحق في الحصول على معلومة موثوقة وموضوعية، إلا أن الجمهور في أغلب الأحيان يرفض تصديق المعلومات الإيجابية التي تنشر ويميل إلى البحث عن كل ما هو سلبي ومتشائم، داعيا الصحافيين في للقطاعين العام والخاص، التطرق للإنجازات الكبرى التي تم تجسيدها ميدانيا في مختلف المجالات وعدم الاكتفاء بسرد الأمور السلبية التي لا تستدعي كل هذا التضخيم الإعلامي. أشار الوزير إلى أهمية تدريب الصحافيين من خلال الدورات التكوينية التي تنظمها الوزارة لمهنيي الصحافة والي فاقت 20 دورة بالعاصمة وقسنطينة ووهران، فيما ستعقد الدورة الثالثة بعنابة يوم 8 فيفري الداخل، معلنا عن تعميم العملية التي يشرف عليها مديرو المؤسسات الإعلامية العمومية عبر كامل ولايات الوطن. من جهة أخرى، انتقد ڤرين رفض المؤسسات الإعلامية الخاصة تكوين الصحافيين التابعين لها، على الرغم من وجود ميكانيزمات قانونية تقر بضرورة تخصيص 2 من المائة من الموارد المالية للمؤسسة الإعلامية للتكوين، نظرا لأهميته في رفع مستوى الصحافيين وتحسين لغتهم الإعلامية، موضحا أن الصحافي حر في اختيار أسلوب الكتابة ولا يحق لأي أحد المساس به. حول أسباب عدم توظيف المؤسسة الوطنية للتلفزيون الصحافيين المتخرجين، أجاب الوزير أن هذه المؤسسة تعرف ضغطا كبيرا من العمال والصحافيين حيث يفوق 4 آلاف موظف، رغم أنها لا تحتاج إلا لألف، وهذا هو سبب عدم فتحها مناصب شغل جديدة. من جهته دعا الأستاذ بجامعة قطر الدكتور محمد قيراط، خلال تنشيطه الدورة التكوينية التي حضرها مجموعة من طلبة الإعلام والصحافيين، إلى أهمية استحداث جمعية قوية تدافع عن حقوق الإعلاميين في الجزائر وتحمي المهنة من الانتهازيين، مشيرا إلى أن 90 من المائة من الصحافيين الذين يعملون بالمؤسسات الإعلامية الخاصة ليسوا مؤمَّنين اجتماعيا. وأضاف الدكتور قيراط، أن التكوين الحقيقي للصحافي يكمن في معرفته لأخلاقيات المهنة والقوانين، ويتم ذلك من خلال الممارسة والقراءة والمطالعة، مقترحا تأسيس مرصد خاص بأخلاقيات المهنة والذي من شأنه المساهمة في تزويد الصحافيين بمعلومات حول المواثيق والقواعد، زيادة على أهمية ضمان الاحترام المتبادل بين الصحافيين داخل المؤسسة الإعلامية.