حظيت عاصمة الغرب الجزائري وهران، باهتمام بالغ من رئيس بلدية بوردو (فرنسا) ألان جوبي، الذي نوّه، خلال زيارته إلى المدينة التي استغرقت يومين. بمشاريع التعاون والتنسيق في مجالات التوأمة التي تربط الباهية وبوردو، منذ العام 2003 ودورها البارز في تعزيز العلاقات ونقلها إلى مستويات أعلى. وعبّر رئيس بلدية بوردو، المرشح عن حزب”الجمهوريين” للرئاسيات الفرنسية المقبلة، عن إعجابه بنشاطات جمعية “صحة سيدي الهواري” ومساعيها الجادة في التطوير الاجتماعي والثقافي، عن طريق التربية على المواطنة والإدماج الاجتماعي والمهني للشباب والتكوين، ناهيك عن دورها البارز في ترقية التراث المعماري والثقافي المادي وغير المادي. وأطلقت الجمعية مؤخّرا، في إطار شراكة التوأمة مابين مدينتي بوردو الفرنسية وهران الباهية، دورة تكوينية وتدريبية للشباب في مجال النشاط الاجتماعي والثقافي، وذلك في إطار المشروع الموسوم ب “علاء الدين” للتبادل الثقافي، والذي يتم بالتنسيق بين جامعتي وهران وميشال دومونتانيي وجمعية صحة سيدي الهواري ونظيرتها جمعية مراكز تنشيط أحياء بوردو. ويهدف مشروع “علاء الدين”، بحسب رئيس جمعية صحة سيدي الهواري، كمال بريكسي، إلى تشجيع العمل التطوعي للشباب وممارسة المواطنة، من خلال مشاركة المجتمع المدني في التنمية الاجتماعية والثقافية، وتوليد التقدم الاجتماعي والحداثة في توحيدها مع السلطات المحلية للضفتين وهران وبوردو. من هذا المنطلق، حاورت “الشعب”، الدكتور لقجع عبد القادر، أخصائي علم الاجتماع، الذي أكّد في تصريح مختصر على أهمية إيلاء الاهتمام البالغ لمشاريع “التنشيط” بمختلف أنواعه، في بناء مجتمع صالح وقوي، في وقت كثرت فيه التحديات والمخاطر في العالم أجمع. وأوضح لقجع عبد القادر، أن “التوأمة” بين مدن ومؤسسات فرنسا والجزائر، يجب أن ينظر إليها نظرة تفاؤل، لما يمكن أن تحققه هذه الشراكة خلال السنوات المقبلة، لاسيما في مجال تنمية الموارد البشرية والدفع بها وفق أسس مهنية قائمة على الحوار الإيجابي والتضامن والديمقراطية والمواطنة وغيرها من المصطلحات التي طغت، بحسبه، على الخطاب. وبحسب نفس المتحدّث، فقد اكتسب “التنشيط” أهميّة على أعلى المستويات، في ظل انتشار الإحباط والعنف واستمرار الطلب على تطوير الكفاءات في تقنيات التنشيط الاجتماعي، التربوي، الثقافي والفني، وهو ما يدعو يضيف إلى التوظيف الصحيح لهذه المصطلحات وتقريبها إلى الأذهان، من خلال إجراء الدراسات الممنهجة وإعداد المختصين في المجال التنشيطي على أساس ضوابط معينة، تحكمها طبيعة المجتمع الجزائري ومبادئه.