أكّد مهاجم المنتخب الوطني مسعود بركوس في حوار خص به “الشعب” أنّهم قدّموا كل ما لديهم من امكانيات خلال البطولة الإفريقية التي جرت وقائعها مؤخرا بالعاصمة المصرية “القاهرة”، وتأسّف كثيرا لعدم تمكّنهم من تحقيق التأهل لبطولة العالم التي ستكون بفرنسا في العام المقبل، وأرجع ذلك إلى الغيابات الكثيرة التي ميّزت المجموعة وعدم التحضير جيدا قبل الموعد القاري. ❊ الشعب: كيف تعلّقون على مستوى المنتخب الوطني في البطولة الإفريقية؟ ❊❊ اللّاعب مسعود بركوس: مستوى الفريق لم يكن عال لعدة أسباب، أبرزها غياب عدد كبير من اللاعبين على غرار كعباش، شهبور رياض بداعي الإصاب،ة وآخرين اعتزلوا اللعب قبل الموعد القاري. هناك عدد كبير من العناصر الجديدة والتي لم يسبق لها أن لعبت في المنافسة القارية، إضافة إلى نقص التحضير بعد التأخر الكبير، حيث انطلقنا في العمل شهرين فقط قبل البطولة، وكل هذه الأمور ساهمت في النتائج المحصل عليها في النهاية لأننا تعبنا في اللقاءات الأخيرة. ❊ ماذا حدث في الدّور نصف النّهائي؟ ❊❊ كنا نريد تحقيق نتيجة إيجابية في مواجهة الدور نصف النهائي ضد المنتخب التونسي، ولكن الجميع شاهد الفرق من الناحية البدنية لأنهم كانوا محضّرين أفضّل منّا بكثير، ولهذا لم نتمكّن من تجاوز هذا الدور، ولكن هدفنا كان المركز الثالث لبلوغ المونديال خلال المباراة الترتيبية ضد الفريق الأنغولي، ونفس الشيء هذا الأخير كان أفضل منا وتمكّن من صنع الفارق وحقق الفوز في النهاية بعد أن نال منا التعب للأسباب التي سبق لي ذكرها. ❊ من المسؤول على هذا الوضع والنّتائج السّلبية؟ ❊❊ كلنا مسؤولون على ما حدث في البطولة الإفريقية الأخيرة، وليس شخصا واحدا بداية من اللاعبين، المدرب والمسيرين في الاتحادية، وعلينا أن نعمل أكثر في المستقبل حتى نتفادى مثل هذه النتائج السلبية، خاصة بعدما عجزنا عن التأهل للبطولة العالمية التي ستجري العام القادم، ولهذا من الضروري إعادة النظر في كل الأمور لتشريف الألوان الوطنية في الطبعات القادمة. ❊ ما هي الحلول المناسبة من أجل تصحيح الأمور؟ ❊❊ لكي نعود إلى مستوانا الحقيقي علينا أن نبدأ العمل الجاد من الآن من خلال تسطير برنامج تحضيري يتخلّله مباريات ودية قوية مع منتخبات تلعب على الصعيد العالمي حتى نتمكن من الاحتكاك معها من أجل رفع المستوى البدني والتكتيكي، وفي نفس الوقت تكون فرصة للاعبين الجدد بأخذ الخبرة والتجربة حتى يقدموا الإضافة للفريق في المواعيد الرسمية القادمة لأن المجموعة تتكون من عناصر شابة ولديها الإمكانيات الفردية، ويبقى فقط مواصلة العمل معها حتى يكون انسجام و تناسق في المنتخب مثلما كان عليه الحال سابقا. ❊ هل نفهم من كلامكم أنّ تجديد الفريق له علاقة بالنّتائج؟ ❊❊ أكيد تجديد الفريق لديه دخل في النتائج المحصل عليها، لأن أغلب اللاعبين لا يملكون الخبرة الكافية في مثل هذه المنافسة، حيث تنقلنا منقوصين من خدمات عدد كبير من الكوادر، الذين سبق لهم تحقيق نتائج إيجابية في عز الأزمة التي مرت بها كرة اليد الجزائرية، بدليل أن البطولة المحلية لم تلعب لسنتين، إلا أننا كنا في مستوى تصاعدي من ناحية الترتيب الإفريقي بداية من المركز الرابع حتى تمكنا من التتويج باللقب في الطبعة الماضية، ولكن الأمور لم تتواصل وتراجعنا بثلاث مراكز كاملة، وهذا ما يعني أنه من الضروري إعادة النظر في الأمور من طرف القائمين على الكرة الصغيرة في الجزائر، وهناك نقطة أريد التطرق إليها. ❊ ما هي..تفضّلوا؟ ❊❊ في السّابق تمكنّا من النجاح بسبب الاستقرار الذي ميز الفريق لأنه عامل مهم من أجل تحقيق نتائج إيجابية، حيث عملنا كثيرا مع بوشكريو بداية من 2009 عندما شاركنا في ألعاب البحر المتوسط، وكان هناك عناصر شاركت في الألعاب الإفريقية التي جرت بالجزائر عام 2007، وبعدها تواصل العمل مع نفس المجموعة من خلال تنظيم تربصات دائمة وبصفة منتظمة ما جعلنا نكون مع الفرق الأوائل قاريا، وكنّا نتواجد بصفة دائمة في المنافسة العالمية رغم الأزمة التي مرت بها كرة اليد، ولهذا من هنا يجب أن يتواصل العمل مع التشكيلة الحالية بتوفير كل الإمكانيات والأجواء المناسبة حتى نعود إلى الواجهة في أقرب وقت ممكن لأنّنا نملك لاعبين لديهم مهارات وبإمكانهم تحقيق الأفضل. ❊ تحدّثتم عن الأزمة ولكن المنتخب الوطني كان دائما في مستوى عال بتعداد محلي، أليس كذلك؟ ❊❊ صحيح البطولة كانت متوقفة لفترة طويلة، ورغم ذلك بقي المنتخب في المستوى العالي، كل ذلك بسبب العمل الذي قام به المدرب صالح بوشكريو والظروف التي وفرت له، كما أنه حافظ على نفس التعداد سواء من الأساسيين أو الاحتياطيين، ولهذا كان يعرف كيف يسيّر إمكانيات اللاعبين وفقا للخطة التي يراها مناسبة، لأننا نعرف بعضنا جيدا والتغيير الذي يقوم به على البساط لا يؤثر بسبب التناسق وكل واحد يعرف طريقة تفكير زميله عكس ما حدث مؤخرا تماما، ما يعني أن الاستقرار هو العامل للنجاح مع تسطير برنامج تحضيري على المدى البعيد، لأن التشكيلة الحالية شابة ويجب أن يكون عمل دائم معها. ❊ ما هي الإضافة التي قدّمها بوشكريو بعد عودته للفريق؟ ❊❊ بوشكريو لديه الخبرة والتجربة وقام بتوظيفها في العمل الذي قام به مع الفريق، لكنه لم يكن يملك الوقت الكافي من اجل العمل بالشكل المطلوب، ولهذا هو لا يتحمل المسؤولية لكنه عندما تولى مهام المنتخب في فترة متأخرة ضحّى والجميع يعرف ذلك، ولا يجب أن ينتقدوه لأنه لا يمكن الحكم على أمور عن بعد، وعلى الجميع معرفة الوضع وبعدها يحكمون علينا لأنه في هذا الموعد غاب عنه 10 لاعبين كانوا متواجدين في مونديال قطر مطلع العام الماضي، ولهذا على المسؤولين توفير الإمكانيات لهذا المدرب حتى يعمل أكثر مثلما فعل من قبل لأنه يعرف جيد الفريق و بإمكانه تحقيق نتائج إيجابية مستقبلا. ❊ وماذا عن المستوى العام للبطولة الإفريقية؟ ❊❊ مستوى البطولة الأخيرة لم يكن عاليا، ولم تكن منافس قوية بين الفرق باستثناء تونس ومصر، وذلك بالمقارنة مع الطبعة الماضية التي جرت في الجزائر والتي سبقتها بالمغرب حيث أننا لم نشاهد مباريات عالية المستوى، ولكن لم نتمكن من تحقيق نتائج أفضل لأننا تعبنا كثيرا، وهذا ما اثر علينا ومنعنا من الحفاظ على المستوى الذي كان في الدور الأول. ❊ هل لديكم إضافة؟ ❊❊ أطلب من المسؤولين توفير الإمكانيات اللازمة والأجواء المناسبة من أجل العمل من دون مشاكل، وتحديد برنامج تحضيري قوي مثلما هو عليه الحال مع كرة القدم من دون مشاكل وسيرون النتائج، لأن الوضع الذي عملنا فيه سابقا ليس سهلا، ورغم ذلك حافظنا على تواجدنا مع الفرق الأولى قاريا، وأشكر الجمهور الذي ساندنا دائما.