استضافت جريدة »الشعب« نهاية الأسبوع الماضي، المدرب الوطني لكرة اليد صالح بوشكريو، الذي قبل الدعوة التي وجهناها له لزيارتنا، وذلك مباشرة بعد عودة الفريق الوطني من البطولة الافريقية، التي حقق فيها نتائج كبيرة بتنشيطه للمباراة النهائية أمام نظيره التونسي. ورغم المواعيد العديدة التي كانت لديه في ذلك اليوم، إلا أن بوشكريو كان على وعده لزيارتنا، والحديث مع طاقم القسم الرياضي عن آخر المستجدات ومشوار الفريق الوطني، وحتى على مستقبل »الخضر«.. بالرغم من أنه في تلك اللحظة لم يقرر بصفة نهائية مواصلة مشواره مع الفريق الوطني، حيث أكد لنا أنه قد يتراجع ويوجد الآن في حالة تفكير عميق في الأمر، بعدما لاحظ أن الجمهور الجزائري ارتاح للمردود المقدم والعديد من الأشخاص طلبوا منه البقاء في منصبه لصالح الكرة الصغيرة الجزائرية، وكان القرار مباشرة بعد استقباله من طرف وزير الشباب والرياضة السيد هاشمي جيار. لذلك، فإننا بدأنا حديثنا معه حول هذه النقطة المتعلقة بأخذه للقرار الأول وتفكيره فيه. ❊ لماذا فكرت في ترك الفريق الوطني قبل البطولة الإفريقية الأخيرة؟ فكرت فعلا في مغادرة الفريق الوطني مباشرة بعد البطولة العالمية التي جرت في السويد، لكن المسؤولين على مستوى الاتحادية أكدوا علي بمواصلة المشوار الى غاية نهاية البطولة الافريقية، حيث أنه ليس لي أي مشكل مع أي شخص ولا أي مشكل مالي، فهناك أوقات نتعب فيها ونحس فعلا بهذا التعب لذا نفضل الركون للراحة لفترة من أجل إعادة الأمور الى نصابها.. خاصة وأن تدريب المنتخب الوطني مسؤولية ليست سهلة، لأننا ندافع عن الألوان الوطنية. ❊ تحدث البعض أنه قد تكون الأمور المالية هي السبب؟ لا، لا توجد هذه الأمور أساسا، إنني أتقاضى مرتبا محترما وأحمد الله على ذلك، فلو كنت أبحث على الأموال لتحولت للعمل في الخارج. ❊ كيف كانت المنافسة في البطولة الإفريقية؟ في البداية كان هدفنا هو الفوز باللقب، لكن الظروف التي مررنا بها كانت صعبة وأثرت نوعا ما على مسارنا الى غاية نهاية المنافسة، حيث سجلنا العديد من الاصابات، على غرار سلاحجي وبرياح وحجايجي ومقراني)، الى جانب التحضير المتأخر نوعا ما مقارنة مع موعد البطولة. ومع ذلك، فإننا واصلنا المجهود، لأنني رأيت أن اللاعبين لهم امكانيات كبيرة وعلينا توظيفها بشكل أحسن. والمشكل الثاني الذي ساهم في عدم نيلنا للقب، هو أن الفريق التونسي كان له الطريق مفتوحا، مقارنة بفريقنا أين واجهنا فرق صعبة للغاية، التي لعبت بعزيمة كبيرة من أجل التغلب علينا.. في حين أن الفرق التي لعبت أمام تونس، تعرف أنها ليست لها فرص كبيرة للفوز، فلعب بدون عزيمة كبيرة. وعلى سبيل المثال، فإن الفريق الكاميروني قدم كل ما لديه أمامنا، كون ناديه الذي لعب مع المجمع البترولي استطاع أن يحقق التعادل، فكان محفزا لامكانية تحقيق نتيجة ما ولعب بخشونة تسببت في اصابة لاعبنا مقراني. كما أن المباراة مع أنغولا كانت صعبة، ثم أمام الكوت ديفوار. ❊ ثم تقابلتم مع المنتخب المصري في دور المجموعات؟ كانت مباراة شكلية، وهذا بعد ان غيرت الكونفدرالية الافريقية نظام المنافسة، فكان علينا التصرف ولعب المباراة كتدريب، خاصة وأننا لا نؤثر على ترتيب الفرق الأخرى، وكانت هذه المباراة بمثابة احتجاج على الطريقة التي تم فيها تسيير المنافسة، ولكي نحافظ على اللياقة البدنية للاعبينا، الذين كان ينتظرهم لقاءا مهما في ربع النهائي. ❊ وفي ربع النهائي كانت مباراة صعبة أمام الكونغو؟ لحسن الحظ حافظنا على لياقة اللاعبين للربع نهائي، حيث أن الفريق الكونغولي اعتمد على لاعبين جدد لم يشاركوا في المقابلات الأولى خاصة الموزع والذي يلعب في الدنمارك.. فكانت هذه التشكيلة قوية ووجدنا صعوبات أمامها، أين حسمنا الأمور إلا في ال 10 دقائق الأخيرة. ❊ كيف كانت اللياقة البدنية للاعبين بعد مباراة نصف النهائي؟ صحيح أن اللاعبين تعبوا كثيرا بالنظر الى المستوى الذي قدموه في نصف النهائي ضد مصر التي ليس من السهل الفوز عليها، لكن من المفروض هو أن يكون هناك يوم للراحة، من أجل الاسترجاع غير أن هذا لم يحدث وبالتالي أثر علينا، كما أريد أن أضيف شيء آخر.. ❊ ما هو تفضل؟ في النهائي لا تفكر في اللياقة البدنية بشكل كبير لأنه يبقى نهائي، لكن التأثير الكبير على اللاعبين كان معنويا بما أنهم لم يناموا جيدا من شدة التفكير في اللقاء، ولهذا نجد بأن الضغط النفسي كان له دور كبير ضد منتخب له ترسانة من المحترفين ويعرفون بعضهم جيدا. ❊ ماذا تقصد بقولك؟ ❊❊ نحن تلقينا عدة صعوبات بداية من تأخر التحضير وبعدها توقف البطولة، ثم الاصابات التي لم تكن في وقتها وهذا ما فرض علينا إعادة النظر في التشكيلة التي ندخل بها المنافسة، ومن جهة أخرى نجد بأن المنتخب التونسي لم يبذل جهدا كبيرا في نصف النهائي، بعكس ما كان عليه الحال معنا، أين كافحنا من أجل الفوز رغم ذلك، إلا أن هذا لا ينقص من قيمة التونسيين، خاصة وأنهم احتلوا المركز الرابع عالميا ولهم عناصر سبق لها وأن شاركت في المنافسة العالمية على غرار حمام، تاج، شهلال، لكن.. ❊ لكن ماذا..؟ - أظن بأننا ضيعنا اللقاء في الشوط الأول، أين فقدنا السيطرة ولم نحسن التعامل مع الكرات وهذا الفارق أي ب 6 أهداف كان قد صعب علينا مهمة العودة في النتيجة رغم أننا فزنا بالمرحلة الثانية. ❊ ألا ترى بأن التحكيم كان له دور في بعض الأخطاء؟ - صحيح كانت هناك بعض الأخطاء التحكيمية خاصة في ضربة الجزاء التي لم يمنحها لنا والتي صنعت الفارق بعد أن كنا على بعد هدفين، ولكن هذه الحقيقة في الأخير نجد بأن الهزيمة بفارق هدف أو أكثر لا يتغير معناها. ❊ قبل الذهاب إلى المغرب، الجميع كان مشكك في إمكانية تحقيق نتيجة ايجابية كيف ترد عليهم؟ - أنا مستغرب جدا من هؤلاء الأشخاص، لأنهم ينسون بسرعة أين كانوا يشجعون الفريق في البطولة الماضية بمصر ولكن أجد بأننا أجبنا على كل هذه الفئة بطريقتنا الخاصة، والعجيب في الأمر أنه يوجد من شكك فينا من الوسط المنتمي الى كرة اليد وبالتالي مباراة نصف النهائي هي أفضل جواب من أجل إسكاتهم. ❊ تحدثت عن التحضيرات في البداية ما هو الهدف الذي سطرته في هذه البطولة؟ - يجب أن نعرف بأنه يجب أن أرفع من معنويات اللاعبين وتحفيزهم على اللعب من أجل اللقب من أجل عدم التأثير على نفسيتهم وإن قلت لهم بأننا سنشارك من أجل المشاركة فقط، فهذا يعني أنني أظلمهم بمعنى أني لا أثق في قدراتهم، لكن أنا كنت واثقا من تحقيق نتيجة إيجابية ولعبنا على اللقب خاصة وأننا منذ سنتين سطرنا هذا الهدف وعيب أن أتراجع عن قراري وبالتالي الثقة هي العامل الرئيسي للفوز. ❊ هل وصلت رسالتك إلى اللاعبين؟ - بالطبع وصلت الرسالة الى اللاعبين وفهموا جيدا ما عليهم ولهذا دخلوا المنافسة وهم مؤمنين بقدراتهم، حيث لم أكن أتحدث معهم كثيرا 7 دقائق كأقصى حد من أجل تذكيرهم بالهدف فقط، لأنني شخصيا أريد أن أضغط على العناصر قبل المنافسة. أما أثناءها فأترك اللاعبين بعيدين عن الضغط حتى أرهقهم. ❊ لكن مررنا بفترة ضغط كبيرة بين اللقائين نصف النهائي والنهائي، أليس كذلك؟ - بالفعل عندما تذهب الى لعب لقاء نصف النهائي ضد مصر هذا في حد ذاته ضغط، وبالتالي لا أستطيع أن أقول للاعبين يجب الفوز، لأنهم يعرفون مهمتهم تلقائيا وأنا عملي كان بسيكولوجي بالدرجة الأولى، خاصة وأننا لعبنا مباراتين من الحجم العالي في ظرف (24 سا) وباختصار دائما أطلب من العناصر نسيان اللقاء الماضي، لأنه انتهى والتفكير في المستقبل لعدم تكرار الأخطاء وبالتالي العمل فوق الميدان هو الأساس والباقي مجرد كلام لأنه هناك ضغط سلبي وآخر إيجابي. ❊ ماذا تقصد؟ - أقصد أنني أضغط على اللاعبين قبل المنافسة، كما سبق وأن قلت لك. ❊ كيف ترى مستقبل الفريق الشاب بالنظر إلى معدل العمر؟ - يجب مواصلة العمل مع هذه التشكيلة الشابة التي نجد معضمها لا يتجاوز عمره ال 24 سنة على غرار بويايو، برياح، بركوس (22 سنة) ، رحيم (20 سنة)، ولكن يجب أن نطرح السؤال هل نستطيع العمل؟ ❊ وما رأيك أنت؟ - أتمنى أن يتألق هؤلاء الشباب والعمل بكل جدية من خلال توفير الامكانيات المادية، وخاصة المنشآت والقاعات من أجل التحضير وتوفير منافسات في المستوى العالي من أجل البقاء في نفس المسار. ❊ لكن نحن لا نريد الانطلاقة من الصفر؟ - صحيح كلنا لا نريد ذلك لكن هذا هو الواقع وتبقى البطولة وحدها القادرة على انقاذ كرة اليد الجزائرية التي كانت قوية وعادت الى الواجهة من خلال مراعاة كل الفرق وليس نادي واحد وخاصة الشباب، إضافة الى الإعلام الذي له دور كبير من ناحية شحن اللاعبين لتقديم عروض كبيرة مثلما هو عليه الحال مع تونس. ❊ وكيف تعلق على إضراب بعض النوادي؟ - أنا ضد الإضراب، ولكن في نفس الوقت مع فكرة التعامل مع 10 أو 12 ناديا فقط. ❊ هل أثرت على المنتخب؟ في هذه المرة لم تؤثر البطولة على المنتخب، لكن لو لم تتوقف كنت سأشاهد لاعبين آخرين، برغم أن ذلك ساعدني، أين جمعت اللاعبين المحليين منذ نوفمبر الفارط، حيث تمكننا من استرجاع عدة وجوه على غرار بوكوس وشهبور عمار . ❊ وماهو مستقبل الفريق بصفة عامة؟ - لسنا بعيدين عن المستوى العالي ولكن يبقى العمل الجاد، ضروري ومنح باقي الرياضات أكثر اهتمام، مثل ما هو الحال مع كرة القدم وأتمنى أن تكون هناك قناة رياضية خاصة من أجل كسب ممولين في المستقبل.