أعلنت وسائل إعلام بلجيكية، أمس السبت، مقتل أحد حراس الأمن المكلفين بحماية المحطة النووية البلجيكية وسرقة بطاقته، مساء الخميس، فيما رفضت الشرطة البلجيكية التعليق على الخبر، وأكدت أن التحقيقات ما زالت جارية. جاء هذا الحادث الذي يذكي المخاوف لدى السلطات الأمنية من إحتمال وجود هجمات على منشآت نووية في البلاد، بعد يومين من مقتل أكثر من ثلاثين شخصا في سلسلة تفجيرات ضربت مطار بروكسل ومحطة المترو الرئيسية، وقد تبنى تنظيم الدولة الإرهابية هذه الهجمات. نقلت الأنباء، أن السلطات البلجيكية ألغت تفعيل بطاقة الحارس، عقب اكتشاف مقتله بالرصاص في منطقة شارلروا. كانت تقارير إعلامية بلجيكية قد كشفت، الخميس، أن منفذي تفجيرات بروكسل كانوا يستهدفون في الأصل تفجير محطات للطاقة النووية قبل تغيير خططهم نحو أهداف أسهل. قالت إن السلطات الأمنية، استطاعت أن تجنب البلد سيناريو أسوأ من الذي حدث في هجمات بروكسل، حيث أظهرت التحقيقات أن الخلية التي كانت محل بحث سعت إلى استهداف أماكن حيوية، بينها محطات الطاقة النووية. ذكرت أن عملية «فوريست» واعتقال صلاح عبد السلام وزميله شكري في مولنبيك أجبرا باقي أفراد الخلية الموجودة ببروكسل على تعديل مخططاتهم والإسراع في استهداف أماكن ليست هي التي كانوا يحضرون لها منذ فترة. حسب معلومات حصرية أوردتها الصحافة فإن الأخوين إبراهيم وخالد البكراوي استخدما كاميرا لتصوير تنقلات مدير برامج البحث والتطوير النووي البلجيكي بُعيد هجمات باريس. في أواخر العام الماضي عثر المحققون على شريط مصور يتعقب تحركات رجل مرتبط بالقطاع النووي في البلاد وذلك خلال تفتيش شقة في إطار التحقيق في الهجوم الذي نفذه ارهابيون في العاصمة الفرنسية باريس في 13 نوفمبر وأسفر عن سقوط 130 قتيلا. يصور الشريط الذي يستغرق عرضه نحو 10 ساعات لقطات لمدخل منزل في شمال بلجيكا ووصول مدير برنامج الابحاث النووي البلجيكي ومغادرته. وعقب معاينة التسجيل تم تعزيز الأمن في المحطات النووية ب 140 عسكريا، في خطوة قد تكون دفعت المهاجمين إلى تغيير مخططاتهم. المطار سيفتح الثلاثاء هذا وتواصل السلطات الامنية البلجيكية تعقب المتورطين في هجمات الثلاثاء الاسود، وفي هذا الاطار اعتقلت الشرطة الجمعة ثلاثة أشخاص، وفي موضوع متصل، أعلنت الشركة التي تدير مطار بروكسل أن «استئناف حركة الركاب لا يتوقع أن تتم قبل الثلاثاء 29 مارس». بحسب بيان أصدرته سلطات مطار زافنتيم الدولي فإنها تدرس حاليا «حلا مؤقتا لاستئناف رحلات الركاب جزئيا وتبحث اتخاذ اجراءات أمنية في المطارات البلجيكية». اعترافات صلاح عبد السلام جاء في اعترافات المشتبه به في علاقته بتفجيرات باريس صلاح عبدالسلام بحسب ما أوردته الصحافة، إلى أنه عشية هجمات باريس، قاد سيارة «رينو كليو، وفي داخلها بلال حدفي واثنان آخران يجهل اسميهما، وكان من المفترض أن يقلهم إلى ملعب فرنسا الدولي «استاد دوفرانس»، حيث يفترض أن يفجر نفسه بحزام ناسف مع رفاقه الثلاثة، إلا أنه عدل عن الأمر. «فأوصل الركاب، وقاد السيارة دون وجهة محددة ثم ركنها في مكان يجهله وفر هارباً». إلى ذلك حاول صلاح التخفيف من دوره في الهجمات قائلاً، إنه اقتصر على بعض الأمور اللوجستية، كتأجير السيارات التي تم استخدامها في الهجمات وحجز غرف الفندق في باريس للإرهابيين. أما الدور الأكبر في التخطيط لتلك الهجمات فكان من نصيب شقيقه إبراهيم، الذي كان يعنى بالشؤون المالية فيما كان عبد الحميد أباعود قائد الخلية الإرهابية. قد صرح صلاح عبدالسلام بأنه لم يرَ أباعود إلا مرة واحدة ليلة الحادي عشر من نوفمبر في شارلروا قبل يومين من هجمات باريس (13 نوفمبر). في المقابل، اعترف بلقائه شخصاً يدعى محمد بالقاضي أو بلقايد في ضاحية سخاربيك غداة التفجيرات. بعد نحو 10 أيام غادر عبد السلام ومحمد بالقاضي سخاربيك باتجاه ملاذ آخر بفوراست على متن سيارة أجرة. المسلمون أمام تصاعد العنصرية ينتاب المسلمين في بلجيكا قلق عقب هجمات بروكسل الأخيرة ويخشون من تصاعد الأصوات العنصرية رغم أن بين الضحايا مسلمين. ونظمت رابطة الأئمة خطبة جمعة موحدة تضمنت تبرؤا من الأحداث ومنفذيها ودعوة إلى التضامن، في وقت وصف مسؤول التعليم الديني في بروكسل محمد مجاهد هذه الهجمات ب»العدوان الأثيم». وينوي المركز الإسلامي والثقافي البلجيكي إطلاق برنامج بشأن «التطرف» يستهدف الشبان خاصة و أن العديد من الأهالي يزورونه لتقديم النصح لهم في كيفية تجنب وقوع أبنائهم في فخ الارهاب.