ليس من عادتي المدح، وليس من شيمي الإطراء، وليس من أخلاقي التقرب للمسؤولين زلفى، كل ما في الأمر أنني أحاول العمل على تأدية واجباتي المهنية بتفان وإخلاص وبضمير حي وبالٍ مرتاح.. في غالب أعمدتي ومقالاتي تعرضت لنقائص وأخطاء المسؤولين والهيئات والمؤسسات ليس بغرض الإساءة لهم أو التشهير بهم، ولكن من أجل التنبيه والتقويم والاستدراك، وهو ما ينص عليه قانون الإعلام وأخلاقيات المهنة.. غير أن هذا لا يمنع من القول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت.. وعلى ذكر الذين أحسنوا وأتقنوا في تأدية مهامهم، وكانت لهم الشجاعة الكافية في اتخاذ القرار، وتحملوا مسؤولياتهم كاملة، أذكر منهم الأمين العام الحالي لولاية الجزائر.. الذي أثلج صدور ممثلي المجتمع المدني وأشعل النار في قلوب المسؤولين المحليين من المنتخبين والإداريين.. وذلك خلال اللقاء الذي جمعه بمنتخبي وإداريي بلديات براقي، سيدي موسى والكاليتوس بحضور الوالي المنتدب لبراقي. لقد كان الأمين العام للولاية صريحا صارما وعمليا في تدخلاته وقراراته، حيث عالج عدة مشاكل في سويعات، بعد أن كانت مستعصية الحل في نظر المنتخبين والإداريين الذين عششت في أذهانهم البيروقراطية ولا يتحملون مسؤولياتهم إلا بأوامر فوقية. وكم كانت أشغال اللقاء رائعة وواقعية عندما لجأ الأمين العام للولاية إلى مقابلة المسؤولين المعنيين وجها لوجه، لا سيما بعد أن وقعوا في كثير من التناقضات فيما بينهم، عندما كان يطلب منهم تقديم التوضيحات في القضايا المطروحة. حضرت وشاركت في الكثير من مثل هذه اللقاءات والتي هي أكثر وأهم.. لكني لم أعثر على مسؤول من هذه الطينة النادرة جدا.. لكن السؤال الذي يبقى مطروحا، كما يقول السيد العزوني، هل يتابع السيد الأمين العام لولاية الجزائر تنفيذ القرارات الحاسمة والآنية، التي اتخذها أمام الحاضرين؟ نحن في الانتظار الذي لا نتمناه أن يكون أحتضارا..!