جسّدت مولودية الجزائر طموحاتها الكبيرة فوق الميدان بكسبها للكأس الثامنة في تاريخها بمناسبة احتفالها بالذكرى ال 95 من انشائها، بعد مشوار ماراطوني في المنافسة الشعبية رقم واحد في الجزائر. فقد خطط مسيرو المولودية للتتويج من الناحية النفسية، أين وفروا كل الظروف التي تسمح للفريق العودة الى دائرة التتويجات، بعد فترة صعبة مرّ بها أثرت على نتائجه في البطولة، لكن تجديد الثقة في المدرب عمروش من طرف رئيس النادي عمر غريب، أعطى شيئا ملموسا للتشكيلة التي عملت في استقرار تام من الناحية الفنية. كما أن غريب عرف كيف يجد الكلمات المناسبة لتحفيز اللاعبين الذين كانوا ينتظرون الظروف التي تسمح لهم ابراز قدراتهم فوق الميدان، ذلك ان الكل يعترف بامكانياتهم حتى قبل مجيئهم الى «العميد». كان التعادل والطريقة التي تحقق بها أمام اتحاد العاصمة في اطار البطولة بمثابة « الدينامو « الذي سمح للفريق أخذ الشحنة الأساسية له في المباراة النهائية لكأس الجزائر التي جرت، أمس، .. فكل محبي المولودية وقفوا على المستوى الحقيقي لهذه التشكيلة التي أبهرت الجميع وعادت في النتيجة في وقت قياسي. وبنفس التعداد دخل عمروش المباراة النهائية للكأس التي يعرف عنها «أنها تربح قبل كل شيء « .. حيث كان منطق الحسابات قد طغى على اللعب الجميل من كلا الطرفين و انحصر اللعب في وسط الميدان .. وكادت النصرية مخادعة المولودية في العديد من الأحيان، لا سيما في الشوط الأول عندما استغل قاسمي خطأ من باشيري قبل أن يصطدم بفعالية شاوشي الذي كان في يومه. ويمكن القول ان نصر حسين داي بالرغم من خسارته إلا أنه قدم عروضا ذات مستوى كبير ووقف الند للند أمام المولودية التي افتكت الفوز بفضل الحنكة والتجربة لقائد الفريق حشود الذي استغل الظرف المناسب ليوّقع هدفا يبقى تاريخيا في مواجهات نهائي كأس الجزائر، بالنظر للطريقة التي نفذ بها الكرة من على بعد 30 مترا. انه منطق الكرة واختيار السيدة الكأس التي مالت للونين الأحمر والأخضر، لتكون «الثامنة» للمولودية، على حساب النصرية التي توّجت مرة واحدة فقط بها اللقب في سنة 1979 .. لكنها خسرت 3 نهائيات في تاريخها .. والشيء الذي يطبع هذه « المدرسة « أنها عادت الى الواجهة بعد غياب طويل عن المواعيد المهمة في كرة القدم الجزائرية حيث لعب أشبال المدرب بوزيدي، أمس، هذا النهائي بعد 34 سنة من الانتظار . وسيحتفظ عشاق الفريق «الأصفر والأحمر « بالأسماء المتألقة في مسار النصرية لهذا الموسم بطريقة لعب مميّزة، على غرار قاسمي، والي، هريدة، بوصوف، غازي .. الذين ساروا على خطى نجوم كبار صنعوا أمجاد النصرية أمثال ماجر، قندوز، خديس، فرقاني .. والقائمة طويلة لهذه «المدرسة». وكانت احتفالات كبيرة بالنسبة ل «العميد» في شوارع العاصمة، ولا سيما بحي باب الوادي الذي حضّر لهذا النهائي منذ عدة أيام وستتواصل الأفراح كذلك لعدة أيام.