العالمية بتينا هايتن مدرسة جديدة في فن الأكورال سجل الفن التشكيلي في الآونة الأخيرة، حضورا في عدة تظاهرات ومهرجانات قيمة على المستوى الوطني، وبمشاركة عدة فنانين من ولاية قالمة، حيث عاد الاهتمام لهذا الفن، بعدما عرف جمودا خلال العشرية السوداء. وللحديث أكثر عن أهمية هذا الفن بولاية قالمة، كان لنا حوار مع الفنان حسين فنيدس. الشعب: بداية هل لنا أن نتعرف على الفنان فنيدس حسين؟ حسين فنيدس: فنان تشكيلي من هيليوبوليس، خريج المعهد الوطني للتكوين العالي لإطارات الشباب قسنطينة دفعة 1989 1991 فنون تشكيلية، ومربي رئيسي لتنشيط الشباب للفنون التشكيلية بمديرية الشباب والرياضة بولاية قالمة. * كيف كانت بدايتكم مع الفن التشكيلي؟ * كنت منذ الصغر شغوفا بأعمال الوالدة رحمها الله، ونشاطها التقليدي في تزيين وحياكة النسيج، الحايك، البرنوس، القشابية، الخزف والطين، البوقال والزير والمازلة والتاجرة والوشام وصبغ الصوف، فضلا عن زياراتي المبكرة للمعارض الفنية بقالمة، إضافة إلى تأثير الطبيعة بهيليوبوليس من خلال خرجات برفقة الوالد رحمه الله، وكذلك المساعدة بالخامات الأولية من أخي الأكبر، والتشجيع في الدراسة المتوسطية من قبل الأستاذ كاكيش عمار والمرحلة الثانوية من طرف الأستاذ حيمر حسين رحمه الله. وقد عرفت أول مشاركة لي خلال المسابقة الثقافية الخاصة باحتفالات الذكرى ال30 لاندلاع الثورة التحريرية، من 12 مارس إلى 01 نوفمبر 1984 على مستوي ولاية قالمة وافتكاكي للمرتبة الأولى ولائيا، كما تحصلت على المرتبة الثانية في مسابقة «أحسن رسم تراث قالمة» من جمعية ديوان السياحة سنة 1986م. - حدثنا عن أعمالكم الفنية والإبداعية، وفيما تمثلت مشاركتكم الميدانية على مستوى الفن بالجزائر؟ * الأعمال الفنية كانت بالألوان المائية والزيتية.. أثناء مزاولتي الدراسة الفنية بمعهد إطارات الشباب بقسنطينة واحتكاكي بدفعة الفنون الجميلة 1989 1992 أمثال خالد خوجة وطيايبة ع السليم وغوار وسعدان وغيرهم.. أما المشاركات الفنية فكانت متنوعة سواء داخل الوطن أو خارجه، كما شاركت في انجاز جداريات منها جدارية بوجهين حول عيد الطالب 19 ماي 1956م سنة 2000م والوئام المدني بهواري بومدين، إضافة إلى جدارية 08 ماي 45 بكاف البومبة هيليوبوليس، رفقة مجموعة من الفنانين من 01 إلى 07 ماي 1998، جدارية ملحمة الجزائر بالمركز الثقافي هيليوبوليس رفقة الفنان سليم طيايبة سنة 1994، ومجموعة أخرى من الجداريات، ناهيك عن العديد من المشاركات الفينة الأخرى من ملتقيات وعروض وطنية. - بمن تأثرتم من الفنانين العالميين؟ * في البداية كان الفنان العالمي ليوناردودي فينشي وبعده نصر الدين دينيه ومحمد راسم وفي الغالب الفنانة العالمية بتينا هاينن عياش. - والمدارس التي ثأترتم بها في مساركم الفني؟ * أولى المدارس كانت الفنانة العالمية بتينا هايتنن عياش والفنان الحاج نصر الدين دينيه والمدرسة الانطباعية بصفة خاصة في أعمال فان غوغ الهولندي. - ما هي انطباعات الجمهور القالمي عن الفن التشكيلي بقالمة؟ * قالمة مدينة ذواقة للفن التشكيلي منذ عصور، وما تزال تنجب أبطالا في الفن التشكيلي أمثال بوسنة وزعايمية وخالد خوجة وغوار وظافري.. وآخرون، وقد كانت الرائدة في إحياء الصالونات في الفن التشكيلي، وقد تأثرت بجمال قالمة الفنانة العالمية بتينا هاينن عياش، سفيرة الفن التشكيلي بقالمة. - حدثنا عن اهتماماتكم بإبداعات الطفل في مجال الفن التشكيلي بقالمة؟ وما المجهودات المقدمة له؟ * أولى الاهتمامات متمثلة في تقديم تكوين من المبادئ الأولية، مرورا بمنهج تعليمي بين الهواة والاحتراف، في نشاطنا الذي نسعى من خلاله في الميدان المهني، كوني مربي رئيسي لتنشيط الشباب في المؤسسات الشبانية، التي عملت بها انتقالا من واحدة إلى أخرى، وما قدمته من مزايا وما لقنته للأجيال الصاعدة. وقد كنا السباقين في توجيه بعض الهواة والمنخرطين في الدخول إلى المدارس الجميلة، ومع منخرطي النادي للرسم الذين شاركوا في عدة ورشات ميدانية، وقد اثبتوا كفاءة في عدة مواقف، مما جعلهم قدوة لبعض الأطفال والشباب الذين قمت بتعليمهم وتوجيههم إلى المدارس الجميلة على مستوى قسنطينة وعنابة وباتنة، والبعض الآخر في النشاطات الحرفية خاصة الفتيات، ومنهن من تزاول الرسم في النادي، حيث أبدين مهارات في نشاط الرسم وفي الورشات مباشرة في الجداريات على مستوى ولاية قالمة وبلدياتها، خاصة في المناسبات وعلى سبيل الذكر جداريات كاف البومبة والفرن بهيليوبوليس وجداريات المتاهة والوئام المدني وجداريات الكرمات، إضافة إلى عمل جماعي في جدارية عزف السلام أثناء زيارة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للمركب الرياضي الجواري بهليوبوليس 2003، وورشة علم السلم بدار الشباب بنفس البلدية وديكور ملحمة الجزائر1994، وآخر عمل للورشات حول المواطنة بقلعة بوصبع 2013 لرسم العلم الوطني في مدخلي للبلدية لقلعة بوصبع، وكانت ثمرتها أن تعرف الأطفال والشباب المنخرطين على أهمية وخامات الفن التشكيلي، وعملنا على توسيع مفاهيم الشباب ونظرتهم لميدان الفن التشكيلي وتطوير الممتلكات والمكتسبات الفنية والتقنية لدى الشباب.. وإدماج الأطفال والشباب وإعطائهم فرص للتعبير عن أفكارهم وأحاسيسهم بكل حرية، إلى جانب استثمار أوقات فراغ الشباب في أشياء مثمرة من شأنها أن تنمي مواهبهم الفنية والإبداعية، وتربية الذوق والحس الجمالي لدى الأطفال، وكذا الشباب وتذوقه لجمال الأشياء وجمال الطبيعة، المحافظة على القيم الروحية والتراث الحضاري للأمم، خلق نوع من المحبة والتفاهم بين أفراد الفوج، وإعطاء فرصة للشباب والأطفال للتعرف أكثر على ميادين ومجالات الفن التشكيلي ومعرفة خفاياه وتقنياته. فالفن التشكيلي يكسب المنخرطين مهارات تؤهلهم فيما بعد للنشاط الإنتاجي وهذه المهارات تتمثل في حسن استخدام المواد الأولية، المحافظة على الأدوات، الحرص على دقة التنفيذ، والحس بالإتقان... تلاءم نشاطات العمل في المجموعة، فتظهر للمنخرطين فائدة التعاون، وتقوي روح التضامن بينهم، كما تنمي فيهم حس الثقافة المعرفية والتاريخية، وفي الاستجمام بالمناظر الطبيعية والسياحية. وقد كانت الورشة في الهواء مباشرة بمحيط حي الوئام ببلدية هيليوبوليس بالتنسيق مع جمعية هيليوس للأنشطة الشبانية يوم 26 أفريل الماضي، مما سهل انضمام المنخرطين، مستخدمين في ذلك الوسائل البسيطة في التعبير التشكيلي حول رسم الجدارية في الورشة المفتوحة، وكذا الدور الذي تضطلع به مديرية الشباب والرياضة في هذا الشأن، وهذا ما دفعنا إلى أن نعيش فرحة الألوان مع الأطفال، لأجل أن نعطيهم هوية في المنظور المستقبلي لإدراك الذات. - وما القيمة المضافة للفن التشكيلي الخاص بالطفل بقالمة؟ * هو إعداده نفسيا وتعريفه بماهية وحقيقة الرسم، لأن الحياة دون ألوان مجرد أشكال ومساحات فارغة. - لكل فنان حلم يتمنى تحقيقه فما هو حلمكم؟ * حلمي أن أكون سفيرا في ميدان الفن التشكيلي. - ما رأيكم بالتكنولوجيا الحديثة، وهل هي مستغلة من قبل الفنانين التشكيلين بقالمة للتعريف بأعمالهم؟ * التكنولوجيا الحديثة هي ابتكار لعدد من المخترعين لتسهيل التواصل بين الشعوب، واستغلال الثقافات وتبادلها بأسرع وقت بما يخدم الإنسانية، وهي في طور الاستفادة منها من قبل فناني ولاية قالمة للتعريف بإنجازاتهم. - يقول الفنان خوجة «ربما المدرسة الفنية التشكيلية الجزائرية أبدعت واكتشفت ويمكنها أن تكون مدرسة، لكننا لم نلاحظ ذلك بسبب نقص النقاد في الساحة الفنية التشكيلية، ما رأيكم فيما قاله؟ * أغلبية الفنانين العالميين وصلوا إلى قمة الإبداع والعطاء، خاصة من أنجبتهم الجزائر، ولكن تبقى الوجوه الناقدة تعمل في الظل، لكون الجانب المادي غير متوفر لديهم ومن جهة أخرى عدم اهتمام المسؤولين بهم. - ماذا تقولون عن الفنانة الألمانية بتينا هايتنن، وما الإضافات الفنية التي استفدتم منها كفنان تشكيلي؟ * أرى بأنها مدرسة جديدة في فن الأكورال وما تقدمه في هذا الاختصاص، فنادرا ما نرى فنانة ترسم مباشرة من الطبيعة بالأكورال، وقد أبدعت وعرّفت بمختلف الإنجازات والشخصيات، وأبانت بأن عملها الفني متميز. منذ الوهلة الأولى تدرك عظمة فنها وبالنسبة لي فهي أستاذتي، وأكن لها كل الاحترام لما قدمته من المساعدات والتوجيهات والنصائح في مجال الفن التشكيلي وهذا أثناء خروجي برفقتها في الطبيعة للرسم مباشرة بالأكورال. أما الملهم في طريقة رسمها فهو أنها ترسم روح الشيء بكل جوارحها، وترى فيه عظمة الله وما بث فيه من إبداع، أما من الناحية التقنية فإن صفيحة ألوانها تكون مليئة بكل التدرجات والمزيج اللوني وكأنك تتلقى الدراسة الأكاديمية خاصة التناغم والتباين والمنظور الجوي والأبعاد.. والأهم في كل هذا التكوين وتركيب اللوحة المائية. - برأيكم أين يكمن نجاح الفنان؟ * من خلال بساطته وتواضعه، وأن لا ينكر فضل الآخرين ويعمل ثم يعمل بكل جدية وتفان. - ما هي الصعوبات التي واجهتكم خلال مشواركم الفني؟ * عدم تقبل الفن التشكيلي في حياتنا اليومية وكأنه جزء كمالي، على الرغم من أنه جزء من حياتنا العادية، في ملبسنا، في تسريحة شعرنا، في نظافتنا في ديكورنا المنزلي، في مخططنا، في نظرتنا للحياة.. في كل شيء نحس به ونتذوقه، ومن ناحية الجانب المادي هو عدم الحصول على المواد الخامة الأصلية. - ما رأيكم بمستقبل الفن التشكيلي بولاية قالمة؟ * بشرى خير، إذا توحدت الإرادة والعزيمة، وتلاشت الكراهية وعملنا لهدف واحد وهو الفن. - ما هي مشاريعكم المستقبلية؟ * التحضير لمعرض فردي وآخر جماعي، يتم فيه توحيد كافة فناني قالمة، وخلال هذا الشهر الفضيل، نعمل على تحضير معرض جماعي إن تمكنا فعلا من الحصول على موافقة من المديرية أو دار الثقافة.