احتضنت جامعة وهران للعلوم والتكنولوجيا احتفالات الذكرى ال 60 لعيد الطالب، والتي تزامنت مع تنظيم المدينة للألعاب الرياضية الوطنية الجامعية في دورتها ال15، تحت رعاية وزيري التعليم العالي والبحث العلمي الطاهر حجار والشباب والرياضة ولد علي ووالي وهران عبد الغني زعلان. أشاد حجار بالمجهودات الدؤوبة والبناءة التي بذلتها الدولة الجزائرية، وخاصة في السنوات الأخيرة، حيث ارتفع عدد الجامعات إلى 107 جامعة خلال 16 سنة، بالإضافة إلى ملحقتين جامعيتين، سترتقيان، خلال هذه السنة إلى مركزين جامعيين في بريكةباتنة، ومغنية بولاية تلمسان وقريبا بأفلو في الأغواط.. قال حجار عائدا بالأذهان إلى ذكرى يوم الطالب «إخوانكم الذين لبوا النداء، قبل 60 سنة في 19 ماي 1956، كان عندهم هدف واحد، هو تحرير البلاد، وقد صدقوا ما عاهدوا الله عليه وواصلوا الجهاد حتى استقلت الجزائر، وكانت جامعة الجزائر، الوحيدة في ذلك الوقت، ولم يكن عدد طلبتها يتجاوز 300 طالب، ليصل العدد في السنة الحالية إلى مليون ونصف طالب وطالبة «. وأعرب الوزير عن فخره واعتزازه بمستوى أداء التعليم العالي في الجزائر، مقارنة مع باقي الدول، التي تحصلّت على استقلالها، مدّة طويلة قبل الجزائر، مستدلا في هذا الإطار، إضافة إلى ما ورد أعلاه، بملايير الدولارات التي تصرف سنويا من أجل دعم المخابر فضلا عن التجهيز. وأكّد حجار أن القطاع قد دخل مرحلة جديدة، ترتكز على النوعية، منوّها في هذا الإطار باللقاء العلمي، الذي أشرف عليه، أول أمس، منتدى رؤساء المؤسسات، والذي تمحور في طبعته الثانية، حول العلاقة بين الجامعة والمؤسسات. وحول استراتيجية قطاع التعليم العالي والبحث العلمي على ضوء المتغيرات الراهنة والتحديات، أكد حجار الحاجة الملحة لأن تخرج الجامعة الجزائرية من برجها العاجي وتمارس دورها الحقيقي في تنمية وتطوير المجتمع، موضحا، أن 80 بالمائة من البحوث العلمية في الدول المتطورة، تنفّذ داخل المؤسسات، وفي الجزائر 90 بالمائة منها، تتم داخل الجامعات. ودعا حجار في هذا الإطار إلى «التوجه شيئا فشيئا نحو المؤسسات والانخراط في مسعى الانفتاح والتطوير الذي كرّسه قانون البحث العلمي، والذي تمّت المصادقة عليه، قبل شهور، قائلا في هذا المقام: «يجب أن تأخذ الجامعة في الحسبان، المشكلات المطروحة، محليا، بمختلف أشكالها، اقتصاديا واجتماعيا و ثقافيا..، باعتبارها جزءا من المخطط الولائي للتنمية، المنبثق عن المخطط الوطني للتهيئة العمرانية.وأن مقياس تقييم نجاح الأداء سيكون على أساس تطبيق هذا المخطط سنوّيا»، مشددا على ضرورة أن لا تكون الجامعة «مستقلة، منسحبة»، وأن تجعل من السلطات الولائية والمجتمع المدني، شريكا دائما لها. كما طالب وزير القطاع المؤسسات، التي تنتقد أداء خرجي الجامعات الجزائرية بتوفير مواقع للتربّص والمساهمة الجادة في تعزيز الجانب التطبيقي، الذي لا توفّره إلا هذه المؤسسات المستفيد الأول..''الدولة الجزائرية لم تبخل علينا بالأموال لدعم الطلبة، والتي تخصص سنويا للمنح والنقل والإطعام وغيرها، زيادة على النوادي العلمية وعلى المؤسسة الانخراط في هذا المسار». وقال حجار إنّه «جاء خصيصا لتشجيع هذا المسعى، لافتا إلى أنه ابتداء من السنة الجامعية القادمة سنحيي البطولة الجامعية في مختلف الرياضات». كما ذكر وزير القطاع بالشروع تدريجيا في تجسيد توصيات الندوة الوطنية للجامعات ابتداء من الدخول الجامعي، والتي كانت لتقويم المنظومة الجامعية، منذ انطلاق الإصلاحات سنة 2004، على أن يتم رسميا الإعلان على بعض هذه الإجراءات شهر جوان 2016 ، مؤكّدا أنه يركّز في استراتيجيته على تعزيز الثقة وتوفير جو من الهدوء والاطمئنان داخل المؤسسات الجامعية، وذلك بفتح باب الحوار والتشاور على جميع المستويات. وطمأن الطلبة، بأنّ الجانب الخاص بالخدمات الجامعية، سوف يخصص له ابتداء من السنة القادمة ندوة يشارك فيها جميع الفاعلين، من العمال والسلطات المحلية والطلبة والمنظمات الطلابية.