“قبل الحب بقليل” مزاوجة للعشق والسلطة خصّص منظمو الطبعة الأدبية لربيع الونشريس ندوة أدبية نشطها كل من الدكتور أمين الزاوي أستاذ نظريات الأدب بجامعة الجزائر وصاحب التجربة الروائية الكبيرة، إلى جانبه الوزير السابق محمد العيشوبي الذي تحدث عن فواصل مهمة في تجربة الزاوي ، بصفته باحثا ومهتما بكل ما يكتب خاصة الأعمال الأدبية لأمين الزاوي معتبرا التجربة بالناجحة . عرفت مداخلة الزاوي الكثير من النقاشات من القاعة مما أثمرت نوعا من أسئلة الراهن تتعلق جلّها بالثالوث الدين، الجنس والمرأة ، حيث دعا الروائي أمين الزاوي في الندوة التي نشطها الأديب والإعلامي نور الدين لعر اجي بتيسمسيلت الشباب للخوض في تجربة الكتابة الروائية لما لها من أهمية في تشريح واقع المجتمع الجزائري. مؤكدا على أهمية قراءة فئة الشباب للروايات الجزائرية المختلفة سواء القديمة أو الحديثة التي اعتبرها مدرسة اجتماعية بامتياز تعكس واقع المجتمع الجزائري. أما عن تجربته في كتابة الرواية فقد أكد أنها تتميز بالمزاوجة بين اللغة العربية واللغة الفرنسية حيث أن هذه المزاوجة كانت من خصوصيات جيله “الموشك على الانقراض أو كاد ينقرض” حسبه. وأضاف ذات الروائي أن المحافظة على التوازن بين اللغتين هو طبيعة وأنه لا يمكنه تصور أدب أحادي اللغة في بلد مثل الجزائر. “ولهذا علينا المحافظة على هذا الثراء”. أما عن كتابته لأدبه الروائي باللغتين العربية والفرنسية فقد أبرز أمين الزاوي أن “مثله مثل الطائر الذي لا يمكنه التحليق بجناح واحدة” مضيفا أنه كان يعمل على المزاوجة وفتح النص المكتوب باللغة العربية على الموسيقى لأن هناك إنصات إلى لغة أخرى داخل اللغة العربية إنصات بنيوي موسيقي، حيث يشعر القارئ أنه يقرأ لغة أخرى مضيافة ومخيالا وثقافة للغة أخرى. وانتقد المحاضر الترجمات العربية للأدب العالمي منبها أن اللغة الفرنسية عين على المنتوج الثقافي الإنساني بسبب الترجمة المتواصلة إليها. وعن روايته الأخيرة التي جاءت تحت عنوان “قبل الحب بقليل” قال أمين الزاوي بأن “هذا العمل عبارة عن مزاوجة للعشق والسلطة حيث أبرز من خلاله أداء النخبة السياسية من نهاية السبعينات إلى مطلع الثمانينات”. وشكل هذا اللقاء فرصة للروائي الزاوي لإعلان البيع بالتوقيع عن روايته الجديدة “قبل الحب بقليل” وللإشارة تتواصل فعاليات الطبعة الرابعة لتظاهرة “ربيع الونشريس الأدبي” في يومها الثاني حيث تحتضن دار الثقافة مولود قاسم نايت بلقاسم لتيسمسيلت بالمناسبة أمسيات شعرية وندوات فكرية وأدبية فضلا على معرض للفنون التشكيلية.