دعا الروائي أمين الزاوي يوم الجمعة بتيسمسيلت الشباب للخوض في تجربة الكتابة الروائية لما لها من أهمية في تشريح واقع المجتمع الجزائري. وأكد السيد الزاوي خلال تنشيطه لمحاضرة بعنوان "تجربتي الأدبية" مندرجة في إطار تظاهرة "ربيع الونشريس الأدبي" على أهمية قراءة فئة الشباب للروايات الجزائرية المختلفة سواء القديمة أو الحديثة التي اعتبرها مدرسة اجتماعية بامتياز تعكس واقع المجتمع الجزائري. أما عن تجربته في كتابة الرواية فقد أكد أنها تتميز بالمزاوجة بين اللغة العربية واللغة الفرنسية حيث أن هذه المزاوجة كانت من خصوصيات جيله "الموشك على الانقراض أو كاد ينقرض" حسبه. وأضاف ذات الروائي أن المحافظة على التوازن بين اللغتين هو طبيعة وأنه لا يمكنه تصور أدب أحادي اللغة في بلد مثل الجزائر. "ولهذا علينا المحافظة على هذا الثراء." أما عن كتابته لأدبه الروائي باللغتين العربية والفرنسية فقد أبرز أمين الزاوي أن "مثله مثل الطائر الذي لا يمكنه التحليق بجناح واحدة" مضيفا أنه كان يعمل على المزاوجة وفتح النص المكتوب باللغة العربية على الموسيقى لأن هناك إنصات إلى لغة أخرى داخل اللغة العربية إنصات بنيوي موسيقي حيث يشعر القارئ أنه يقرأ لغة أخرى مضيافة ومخيالا وثقافة للغة أخرى. وانتقد المحاضر الترجمات العربية للأدب العالمي منبها أن اللغة الفرنسية عين على المنتوج الثقافي الإنساني بسبب الترجمة المتواصلة إليها. وقال الكاتب من جانب آخر أن الأديب في اللغة العربية يأخذه أحيانا طابع الفقيه حيث يتحول الدين إلى سلطة إيديولوجية داخل النص مستثنيا الكتاب الجدد الذين انتقلوا إلى البحث عن الآخر بعد الخوف منه. وعن روايته الأخيرة التي جاءت تحت عنوان "قبل الحب بقليل" قال أمين الزاوي بأن "هذا العمل عبارة عن مزاوجة للعشق والسلطة حيث أبرز من خلاله أداء النخبة السياسية من نهاية السبعينات إلى مطلع الثمانينات". وشكل هذا اللقاء فرصة للروائي الزاوي لإعلان البيع بالتوقيع عن روايته الجديدة "قبل الحب بقليل". وللإشارة تتواصل فعاليات الطبعة الرابعة لتظاهرة "ربيع الونشريس الأدبي" في يومها الثاني حيث تحتضن دار الثقافة مولود قاسم نايت بلقاسم لتيسمسيلت بالمناسبة أمسيات شعرية وندوات فكرية وأدبية فضلا على معرض للفنون التشكيلية.