مازال الإعلام يشكل سلاحا فتاكا متقدما يوجه السياسة ويشق لها طريقا داخل المجتمع وخارجه ويعكس صورتها إن سلبا أو ايجابا، ولهذا سمي بالسلطة الرابعة· والحقيقة أنه حسّن مواقعه وأصبح السلطة الأولى من خلاله تتفقد السياسة مقرراتها وإجراءاتها التي تتخذها، ولا تستطيع السياسة أن تقوم بإجراء خطير إن لم تهيئ له الإعلام الذي من خلاله تجس النبض وتحدد الرؤية والهدف، ولأهمية العلاقة والتكامل بين السياسة والاعلام تنظم كلية العلوم السياسية والاعلام بجامعة الجزائر الملتقى الدولي حول موضوع "السياسة والاعلام، المتغيرات النظرية والمعطيات الاجتماعية" يومي 16 و17 من شهر أفريل القادم بفندق دار الضياف الجزائر· ينبني موضوع الملتقى على عدة اشكاليات يتم اقتراحها من عدة أسئلة تثيرها قضية السياسة والاعلام وترسم لها الخطوط المفتوحة على الاستفهامات وحدود الإجابات والمعالجة المتوقعة لها، ومن هذه الأرضية التي تنطلق منها تضع علامات للرؤية متسائلة: "هل هناك رؤية مستقبلية واستراتيجية لتأصيل البحث العلمي وتجديده في حقل الدراسات السياسية والاعلامية؟"· كما تثير هذه الأرضية تساؤلات أخرى تبحث من خلالها على الأدوات اللازمة لفحص مثل هذه المواقع المشار إليها ماهي القراءة النقدية في تحليل مضمون الخطاب الإعلامي والسياسي المعاصر؟ وما هي الرؤى الحديثة لتوظيف مناهج العلوم السياسية والإعلامية للخروج من التخلف والتبعية ومواجهة تحديات العولمة؟·· كما أن الموضوع يطرح جملة من القضايا التي تعرفها المجتمعات وتنتجها التكنولوجية الإعلامية التي أصبحت سوقا اقتصادية، موردا هاما ومؤشرا للتقدم واختراقا للأسواق والمجتمعات الأخرى سواء تلك المتحالفة اقتصاديا أو تلك الممانعة والتي ماتزال تتخبط بين الاقتصاد الموجه والاقتصاد الذي يحاول التخلص من التوجيه والانفتاح ولكن بدرجات متفاوتة ومختلفة·· أمام هذا الواقع الجديد، وإزاء تطور ما يعرف بمجتمع المعرفة يبرز دور علماء السياسة والإعلام في تأطير وتوجيه الخطاب السياسي المتميز بالروح الإنسانية العالية نحو البناء والعمران وحقوق الإنسان والحفاظ على البيئة أمام التحولات والحركات العالمية غير المسبوقة سواء من حيث تغيير المنظومة القيمية أو من حيث السرعة المذهلة والتفاوت الاقتصادي الكبير، زيادة على اتساع الفجوة المعلوماتية والأزمات المستفحلة في المجالات السياسية والإعلامية والاقتصادية والاجتماعية يحاول هذا الملتقى الدولي أن يتناول السياسة والإعلام بالبحث والفحص والدراسة معتمدا على المحاور التالية: "استعمالات السياسة لوسائل الإعلام، المجتمع السياسي وحرية الاعلام، التنمية السياسية ومهام الاعلام، مكانة الإعلام الوطني في ظل عولمة الإعلام، دور الإعلام في رسم السياسات واتخاذ القرار، آفاق تطور الدراسات السياسية والإعلامية· هذه أهم محاور الملتقى الذي سيحتضنه فندق "دار الضياف" بالجزائر يومي 16 و17 أفريل القادم·