لقي انخفاض أسعار البترول خلال الأسابيع الماضية ارتياحا من قبل المستهلكين في حين ارتسمت عتمة المشهد الاقتصادي بالنسبة للدول المنتجة للنفط التي اعتادت على عوائد النفط المتزايدة بصورة كبيرة، فانخفاض أسعار النفط ستتحول بسرعة الى أن يصبح أمرا باعثا للقلق، فعلى مدار الأسابيع الثلاثة الماضية انخفضت أسعار النفط الى الثلث تقريبا وبالرغم من أن هذا لا يعتبر انهيارا. إلا أن سرعة هذا الانخفاض تعتبر مؤسفة بين دول منظمة ''أوبيك'' المنتجة للنفط حيث تخشى من أن تعرض التكاليف المرتفعة للطاقة عملياتها التصديرية للخطر في ظل تباطؤ الاقتصاد العالمي وتقليل المستهلكين لعمليات الاستهلاك الخاصة بهم، حيث أرجع السيد شكيب خليل، وزير الطاقة والمناجم والرئيس الحالي لمنظمة الدول المصدرة للبترول ''الأوبيب''، الوضعية الراهنة للسوق البترولية، الى ممارسات المضاربين مؤكدا أن قرارات الأوبيب المتعلقة بخفض الانتاج اتضح أنها غير فعالة إزاء هؤلاء المضاربين، الأمر الذي ترتب عنه الاضطرابات الحالية، مضيفا في السياق ذاته أن مصالحه لاتعمل ضد العرض والطلب بل ضد المضاربين.من جهة أخرى، وفي إطار الزيارات التفقدية لقطاع الطاقة والمناجم، أكد شكيب خليل خلال زيارة عمل قادته لولاية عين تموشنت أن المشاريع الكبرى الجاري انجازها بالولاية تكتسي أهمية كبرى بالنسبة للجزائر والناحية ومن بين هذه المشاريع ذكر الوزير مشروع ''ميدغاز''، ''نظام GZ ''4 لنقل الغاز من حاسي الرمل، مرورا بأرزيو وبني صاف، علما بأن الشطر الثالث منه الذي كان محل معاينة الوزير سيربط المحمدية وبني صاف على طول 120 كلم.وأضاف شكيب خليل بأن هذا المشروع الذي سيتم استلامه في غضون الثلاثي الأول من 2009 سيمون أيضا المراكز الكهربائية ل »حجيرات النوس« و»تارقة« والمركب المستقبلي للألمنيوم والبتروكيمياء لبني صاف ناهيك عن تزويد محطات التوزيع العمومي.وحول أهمية هذا المشروع أوضح الوزير بأن »ميدج ز4« تهدف الى الرفع من صادرات الغاز الجزائرية وتأمين تزويد أوروبا بالغاز الطبيعي، مشيرا الى أنه سيضمن مداخيل بقيمة ملياري ونصف دولار للجزائر.محطته الثانية خلال زيارته التفقدية قادته الى مشروع انجاز محطة لتحلية مياه البحر بشطة الهلال الذي تقدر طاقته ب 2000000 متر مكعب يوميا والمنتظر أن يساهم في حل مشاكل التموين بالمياه الصالحة للشرب لفائدة الولاية وجارتها وهران ويسجل هذا المشروع الذي أوكل تجسيده الى مؤسسة إسبانية نسبة تقدم تصل الى 73,01 بالمائة، حيث ستنتهي الأشغال به خلال الثلاثي الأول من العام المقبل.ويجدر الذكر أن تكلفة المشروع المندرج ضمن البرنامج الحكومي تبلغ 236 مليون دولار أمريكي. اطلع الوزير خلال هذه المحطة على مدى أهمية العملية الهادفة لتلبية الاحتياجات في مجال الطاقة الكهربائية والتي تشرف على تنفيذها مجموعة »ألستوم أوراسكوم« وسيتم استلام هذه المحطة المتربعة على مساحة مبنية تقدر ب 14 هكتار في سبتمبر ,2011 حيث وصلت الأشغال بها حاليا نسبة 5 بالمائة في حين يتطلب المشروع مبلغا اجماليا قيمته 141,6 مليار دج. كما تفقد الوزير شركة خاصة بتخزين وتوزيع الوقود بحمام بوحجر المنجزة في ظرف 36 شهرا بتكلفة 604 مليون، حيث تتوفر على أحواض للتخزين بسعة 540 متر مكعب.