قتل 10 أشخاص، بينهم منفذ الهجوم، وأصيب 21 آخرون في سلسلة هجمات استهدفت مدينة ميونيخ الألمانية الجمعة 22 جويلية، وقالت الشرطة إن منفذ الهجوم كان وحيدا وأقدم على الانتحار، يأتي ذلك بعد اعتداء إجرامي مماثل وقع بمدينة نيس الفرنسية خلال الاحتفال بالعيد الوطني الفرنسي، ما يؤكد أن العمل الإجرامي والإرهابي ليس لديه جنسية ولا عقيدة وليست لديه حدود، وعلى المجتمع الدولي أن يتجند لمحاربته دون انتقائية سواء في أوروبا أو إفريقيا أو أمريكا أو أي مكان في العالم. كشف قائد شرطة ميونخ «هوبيرتوس أندريه»، حسب وكالة «نوفوستي» الروسية عن أن منفذ الهجوم مواطن ألماني في ال18 من عمره ومن أصول إيرانية. وأشار «هوبيرتوس» إلى أن الحديث في البداية عن 3 مهاجمين نفذوا العملية كان مغلوطا، إذ جاء بالاستناد على إفادات شهود غير موثقة. وأعلنت شرطة ميونيخ في بيان صدر عنها في وقت سابق، عن عثورها على سيارة المهاجم، مشيرة إلى أن المنفذ كان قد سرق السيارة المذكورة قبل استخدامها في هجومه. ورغم ترجيح وسائل الإعلام العمل الإرهابي في ميونيخ، إلا أن الشرطة الألمانية تتعامل مع الموضوع بحذر شديد، وتقول إنه لا يوجد أي دليل حتى الآن على تورط «إسلاميين» في حوادث إطلاق النار. كما أضافت الشرطة أن طبيعة الهجمات ما زالت غير واضحة المعالم، وذكرت أن «أحد منفذي الهجمات انتحر»، لكن مكتب المستشارة الألمانية «أنغيلا ميركل» لم يستبعد أي فرضية على خلفية الهجمات. وأعلنت الشرطة في وقت سابق أن 3 مسلحين استهدفوا 3 مناطق متفرقة من المدينة هي شارعا «هاناور وريس» ومركز تجاري. وحسب وسائل الإعلام الألمانية فقد أخلت الشرطة محطة القطارات الرئيسة في ميونيخ وأوقفت كل وسائل النقل العام في المدينة، فيما سمع صوت إطلاق نار آخر في محطة المترو. من جهتها، قالت المتحدثة باسم الشرطة الألمانية إن الشرطة أغلقت منطقة كبيرة حول مركز تسوق ضخم وسط مدينة ميونيخ بعد بدء إطلاق الرصاص. وذكرت وسائل الإعلام الألمانية أن اجتماعا عقد لهيئة الأزمات في العاصمة برلين بحضور ميركل التي دعت مجلس الأمن الألماني إلى الانعقاد السبت لبحث الهجمات القاتلة. ويقوم المشاركون في الاجتماع بتقييم الأوضاع الأمنية بعد هجمات ميونيخ، وكذلك عمل القوات الأمنية وفي سياق متصل، أعلنت السلطات في ألمانيا تشديد الرقابة على الحدود مع التشيك، فيما فرضت النمسا إجراءات أمنية على حدودها مع ألمانيا. منفذ هجوم ميونيخ يصرخ «أنا ألماني» تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لمنفذ الهجوم على مركز تجاري في ميونيخ وهو يصرخ «أنا ألماني أنا ألماني» وبدى في الفيديو، أحد المسلحين يصرخ قائلا «أنا ألماني». وذكرت الشرطة الألمانية أن إطلاق النار في المركز التجاري أسفر عن مقتل 9 أشخاص. وكان منفذ الهجوم انتحر بإطلاق النار على نفسه. وأعلنت الشرطة الألمانية أن منفذ الهجوم المسلح في مدينة ميونيخ، مواطن ألماني من أصل إيراني يبلغ من العمر 18 عاما. وقال قائد شرطة ميونيخ هوبرتوس أندريه للصحفيين السبت 23 جويلية إن منفذ الهجوم كان يحمل الجنسيتين الألمانية والإيرانية، مشيرا إلى أن المهاجم عاش في ميونيخ لأكثر من عشر سنوات. وأضاف أندريه أن الدافع وراء الهجوم المسلح غير واضح، دون الإفصاح عن اسم المهاجم أو نشر صورته وكان يعتقد في البداية أن 3 أشخاص ضالعين في الهجوم، لكن الشرطة تعتقد الآن أن شخصا نفذ الهجوم بمفرده. وأكد أندريه أن المسلح قتل تسعة أشخاص من بينهم بعض القاصرين قبل أن يقتل نفسه على ما يبدو. وأعلن في وقت لاحق ارتفاع عدد المصابين في إطلاق النار إلى 21 شخصا بينهم أطفال وكان مكتب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أوضح أن السلطات لا يمكنها تأكيد إن كان حادث إطلاق النار في ميونيخ يمثل عملا إرهابيا. وقال بيتر ألتماير مدير مكتب المستشارة الألمانية «لا يمكننا تأكيد وجود صلة لما حدث بالإرهاب ولا يمكننا تأكيد عكس ذلك أيضا.. لكننا أيضا نحقق في هذا الاتجاه» وفي تفاصيل الحادث بدأ الشاب إطلاق النار مساء الجمعة من مسدس باتجاه الناس عند مخرج مطعم ماكدونالدز، قبل أن يواصل إطلاق النار في مركز «أوليميبيا» التجاري القريب، ومن ثم لاذ بالفرار وفي وقت لاحق أصيب المهاجم بنيران دورية للشرطة، لكنه تمكن من الفرار، لتعثر الشرطة على جثته لاحقا نحو الساعة 18.30 بتوقيت غرينتش، ليتضح لها أنه أقدم على الانتحار برصاصة في رأسه وأنهت الشرطة حالة الطوارئ التي أعلنتها في المدينة عقب الهجوم، لكنها شددت على أنها ستبقى «حذرة». كما أعيد العمل بوسائل النقل العام ليل الجمعة السبت بعد أن كانت توقفت، كذلك أعادت محطة قطارات ميونيخ فتح أبوابها، ما سمح للقطارات العالقة في مناطق قريبة باستئناف رحلاتها من جديد. ويعد هذا الهجوم الثاني في ولاية بافاريا الألمانية، وعاصمتها ميونيخ، خلال أسبوع. حيث هاجم مهاجر أفغاني الاثنين الماضي ركاب قطار في وورتسبورغ مستخدما ساطورا وسكينا ليتبنى تنظيم «داعش» الهجوم في وقت لاحق. لا صلة بين منفذ هجوم ميونيخ و»داعش» - قال هوبرتوس أندريه، قائد شرطة ميونيخ أمس السبت، إنه لا توجد مؤشرات على الإطلاق لوجود صلة بين الألماني ذي الأصل الإيراني الذي فتح النار في مركز للتسوق بالمدينة يوم الجمعة وتنظيم الدولة الإسلامية وأضاف أن الهجوم لا علاقة له أيضا باللاجئين وقال إن السلطات فتشت غرفة منفذ الهجوم ولم تجد أي «مؤشرات على الإطلاق لوجود صلة بالدولة الإسلامية». وأشار إلى أن التحقيقات لم تتوصل إلى أي سبب يدعو للاعتقاد بوجود أكثر من مهاجم، وذكر أنه لا يوجد ما يستدعي تفادي الذهاب إلى ميونيخ أو إلغاء أي فعاليات بالمدينة لاعتبارات أمنية.