أجرى الرئيس الأميركي، باراك أوباما، محادثات مع المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، في مدينة، دريسدن، تناولت الوضع في الشرق الأوسط والعلاقات مع إيران، ومع روسيا، وكذلك، الأزمة المالية العالمية. وعقدت، ميركل وأوباما، بعد الاجتماع، مؤتمرا صحفيا، أكدت فيه المستشارة الألمانية دعمها لتسوية النزاع في الشرق الأوسط على أساس حل دولتين وقيام دولة فلسطينية، جنبا إلى جنب مع إسرائيل، مشيرة إلى أن ألمانيا ستبذل، أيضا، ما بوسعها للإسهام في حل الأزمة النووية الإيرانية. وأكدت أنها تبادلت الآراء مع أوباما، بشأن برامج التحفيز لمواجهة تداعيات الأزمة المالية العالمية، وكذلك، سبل معالجة التغير المناخي. ومن جهته، أكد أوباما، أنه ملتزم بالمشاركة في حوار جدي ومفاوضات مع إيران بالتنسيق مع القوى الكبرى وألمانيا، مشيرا إلى أنه يسعى لحل هذه الأزمة، ليس بشكل منعزل، بل في سياق واسع لتجنب سباق تسلح واسع في الشرق الأوسط. وأكد أنه سيذهب إلى روسيا لمناقشة تقليص الترسانة النووية في أميركا وروسيا وسبل منع انتشار الأسلحة النووية في العالم. وفي الملف الفلسطيني، أكد أوباما الحاجة لمضاعفة الجهود للوصول إلى تطبيق حل مبني على قيام دولتين تعيشان، جنبا إلى جنب، بسلام وأمن، مشددا على ضرورة تقديم الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تنازلات صعبة لخلق بيئة آمنة تشجع على الحوار، لافتا إلى أن بلاده لا تستطيع وحدها أن تفعل ذلك، وهي بحاجة إلى شركاء مثل ألمانيا وغيرها للمساعدة في تحقيق ذلك. وبشأن مصير معتقلي غوانتانامو، قال أوباما، إن هذا الملف لا يمكن أن يحل خلال شهرين أو ثلاثة، بل يتطلب وقتا أكثر، مشيرا إلى أنه لم يطلب ولم يتلق أي التزام من ألمانيا بشأن هذا الملف. وفي الملف الاقتصادي، أكد أوباما، أن ألمانيا حليفة مهمة في الأزمة المالية، مشيرا إلى أن الانكماش لا يعرف حدودا ويحتاج لعمل مثابر من الجميع. وأكد ظهور إشارات تدل على استقرار نسبي على ضفتي الأطلسي، مشيرا إلى أن واشنطن تعمل بجدية لتطوير الرقابة المالية وتعمل على التنسيق في هذا المجال مع أوروبا. وشدد على أن بلاده ستعمل ما بوسعها لإعادة الحياة إلى الاقتصاد وإبقاء الحدود مفتوحة للشركات من الجانبين. وأشار إلى أنه ناقش مع ميركل، أيضا، التحديات الأمنية في أفغانستان وباكستان، وأكد التزام الجانبين بضمان عدم السماح بوجود ما سماها قواعد إرهابية هناك. وينتظر أن يتوجه أوباما، بعد الاجتماع، لزيارة كنيسة العذراء، وبعدها سيتوجه إلى مدينة فايمار، لزيارة النصب التذكاري لضحايا ما يعرف بالمحرقة النازية، ليكون بذلك أول رئيس أميركي يزور موقعا لمعسكر اعتقال سابق فوق الأراضي الألمانية. وكانت ميركل، اعتبرت، في تصريحات صحفية، أن زيارة أوباما تكتسي أهمية تأريخية، وقالت إن درسدن ونورماندي وبوخنفالد، تعد أمثلة على المعاناة التي لا توصف، التي سببتها ألمانيا النازية لأوروبا. كما ينتظر أن يزور الرئيس الأميركي، بعد ذلك، الجنود الأميركيين الجرحى الذين نقلوا من العراق وأفغانستان لتلقي العلاج في مستشفى لاندستول العسكري، غربي ألمانيا. وسيتوجه أوباما، من ألمانيا إلى فرنسا، حيث يجري مباحثات مع الرئيس نيكولا ساركوزي، قبل أن يشارك في الاحتفال بالذكرى ال65 لنزول قوات الحلفاء في سواحل نورماندي في الحرب العالمية الثانية. وكان أوباما، بدأ جولته الخارجية الحالية بزيارة الشرق الأوسط، حيث التقى العاهل السعودي، الملك عبد الله بن عبد العزيز، في الرياض قبل أن يتوجه إلى مصر، حيث التقى الرئيس المصري حسني مبارك، ثم وجه خطابا إلى العالم الإسلامي من جامعة القاهرة. وفي خطابه، شدد الرئيس الأميركي على الحاجة إلى السلام في الشرق الأوسط، ودعا إيران إلى فتح حوار مع الغرب بشأن برنامجها النووي المثير للجدل.