وريت الثرى بمقبرة لخزارة بحضور ممثلي الجريدة توفيت أمس على الساعة 16:00 بعد معاناة لم يتأخر عمال جريدة “الشعب” صحافيون وتقنيون وعمال، على رأسهم الرئيسة المديرة العامة للجريدة السيدة أمينة دباش، عن التنقل إلى مصلحة الجثث بالمستشفى الجامعي فرانس فانون بالبليدة لإلقاء النظرة الأخيرة على الفقيدة آمال مرابطي، حيث وجدنا فور وصولنا أفراد الحماية المدنية واقفين إلى جانب عائلة المرحومة لمواساتها في مصابها الجلل، بالإضافة إلى مسؤولي المستشفى الذين لم يبخلوا بتقديم كل الدعم والتسهيلات لنقل جثمان الفقيدة في سيارة إسعاف تابعة للحماية إلى مسقط رأسها بقالمة. في هذا الصدد، تقربنا من ياسين المكلف بالإعلام على مستوى مصلحة الحماية المدنية بالبليدة، الذي أكد دق ناقوس الخطر بسبب الارتفاع الرهيب لحوادث المرور بالولاية خلال هذا الشهر، مقدما لنا حصيلة النشاطات العملية لوحدات الحماية المدنية بالولاية، التي سجلت خلال الفترة من 1 جويلية إلى 31 جويلية المنصرم 446 تدخل و308 حادث مرور في شهر واحد، خلفت 6 قتلى و445 جريح. وأوضح ياسين في تصريحه ل “الشعب”، أن هذا الارتفاع المحسوس في حوادث المرور ناتج عن اعتبارات عدة، منها الإفراط في السرعة، التجاوز الخطير، عدم احترام إشارة المرور، استعمال الهاتف النقال أثناء السياقة، إرهاق السائقين، خاصة وأن البليدة هي منطقة عبور تكثر بمحاورها حركة المرور، لاسيما الشاحنات ذات الوزن الثقيلة، في تنقلها نحو الأسواق الأسبوعية أو اليومية أو المناطق الصناعية بالولاية، حيث يتعرق السواق لإرهاق كبير بسبب قلة النوم في غياب السائق الإضافي للتناوب على السياقة، مما يؤدي إلى فقدان التركيز وبالتالي التعرض لحوادث. مؤكدا أن العوامل السالف ذكرها هي من بين العناصر الأساسية في ارتفاع حوادث المرور، خاصة في البليدة. وبلغة الأرقام قال إنه تم تسجيل بإقليم ولاية البليدة خلال الفترة الممتدة من 1 جانفي 2016 إلى غاية 31 جويلية 2016، 1899 حادث مرور، خلفت 27 قتيلا في عين المكان و1899 جريح، أما الفئات العمرية فتتراوح دائما ما بين 19 إلى 31 سنة. في هذا السياق، أشار ممثل الحماية المدنية بالبليدة، إلى أن وحدة الحماية المدنية لدائرة بوفاريك تدخلت بتاريخ 4 أوت الجاري على الساعة 6 و40 دقيقة صباحا على الطريق السريع بوفاريك - الجزائر العاصمة، من أجل حادث مرور يتمثل في اصطدام ما بين سيارتين سياحيتين الأولى من نوع “سكودا” والثانية من نوع “داسيا” (سيارة أجرة) بشاحنة من نوع “رونو” كانت متوقفة على حافة الطريق، خلف على إثرها خمس ضحايا، بينهم الفقيدة آمال مرابطي، وإصابات مختلفة للآخرين، حيث تم إسعافهم وإجلاؤهم إلى مستشفى بوفاريك، كما تعرضت المركبات الثلاث لأضرار خفيفة. من جهته، قال مسؤول بمستشفى فرانس فانون، رفض الإفصاح عن اسمه، إنه تم التكفل الطبي بالفقيدة التي تعرضت لحادث مرور بشكل فوري، حيث نقلت على جناح السرعة إلى مصلحة الاستعجالات بمستشفى فرانس فانون، بعد إجلاء الجرحى من طرف وحدة الحماية المدنية، أين قضت يومين في غيبوبة، نظرا لحالتها الصحية الحرجة، لتلفظ أنفاسها على الساعة الرابعة مساءً بعد توقف قلبها لثلاث مرات. أصدقاء الراحلة على الفايسبوك يواسون “الشعب” وشهد موقع الفايسبوك منذ تلقي خبر الحادث الأليم، الذي نزل على أسرة «الشعب» كالصاعقة، بالدعوة لأمال بالشفاء وعودتها إلى أسرتها سالمة، ليتحول مع ليلة أمس الأول إلى تقديم عبارات المواساة والتعازي لزملاء الفقيدة بالجريدة، داعين الله أن يتغمدها برحمته الواسعة ويسكنها فسيح جنانه، حيث تفاجأ الكثير منهم لما وقع للراحلة آمال التي أثنوا عليها بكل العبارات واتفقوا كلهم على أنها صحافية نشطة ومتخلقة، عرفت بضحكتها الدائمة ومثابرتها في عملها دون كلل. ووجهت رئيسة جمعية الطفولة المسعفة وهيبة تامر تعازيها الخالصة لجريدة “الشعب” في مصابها الجلل، معبّرة عن صدمتها الكبيرة بسماع خبر وفاة مراسلة الجريدة بقالمة. نفس عبارات المواساة قدمها بولنوار حاج الطاهر رئيس جمعية اتحاد التجار والحرفيين. كما شهد موقع التواصل الاجتماعي نشر صور الفقيدة على متن السيارة قبل وقوع الحادث وهي تحمل العلمين الجزائري والفلسطيني في يدها، لإيمانها وحبها الشديد لفلسطين، وكذا صور أخرى لها في عدة أماكن.