محج للعائلات من كل حدب والأمن علامة كاملة دهشة أبناء الجالية وإعجاب بإنجازات الجزائر خلال العشريتين في غضون سنوات قليلة استطاع متنزه الصابلات أن يتحول من مكان للمتشردين والمنحرفين إلى قبلة يأتيها الزوار من كل أنحاء الوطن، وبعدما كان المرء يخاف دخوله نهارا، أصبحت العائلات تمضي فيه ليالي بيضاء يقضونها في السمر والاستمتاع بهواء البحر العليل.... تجولت “الشعب” في متنزه الصابلات ليلا لترصد لكم أراء المواطنين الذين أصبح معظمهم يفضلون القدوم إليه ليلا خاصة مع درجات الحرارة المرتفعة. ليلا المتنزه أجمل أحمد بن والي، 50 سنة وجدناه وعائلته مجتمعين حول مائدة العشاء جالسين على العشب الأخضر الذي أصبح يزين متنزه الصابلات، سألناه عن سبب اختياره للمكان فأجاب:«في كل يوم تقريبا، أعود إلى البيت مبكرا، لأحضر عائلتي إلى الصابلات لقضاء الليلة هنا نتسامر ونتبادل أطراف الحديث بعيدا عن ضيق المنزل وحرارته، فهنا يلعب الأطفال بكل حرية دون خوف، فالشرطة موجودة في كل مكان، وكل ما تشتهيه النفس كذلك، فمن أراد السباحة فما عليه سوى نزول درجات فقط ليجد نفسه أمام شاطئ العمود الأبيض، ومن أراد الالعاب فهي موجودة وبأسعار يمكن القول أنها معقولة لرب أسرة لديه طفلان أما أكثر فهي ليست في متناول الجميع، فتذكرة واحدة ب100دج، ومن أراد المشي أو ممارسة الرياضة في الهواء الطلق فالمكان يسع لذلك”. وأضاف أحمد قائلا: “أنا تقريبا اتنقل يوميا إلى هنا من ولاية البليدة مع عائلتي خاصة بعد مجيء أقاربي من أدرار لقضاء العطلة عندنا لذلك فضلت الخروج معهم إلى هذا المتنزه يدل البقاء في المنزل، وقد سعدوا كثيرا بهذا البرنامج الذي سمح لهم بزيارة المكان، ليلا، نتاول فيه العشاء الذي أعدته زوجي باكرا في المنزل، مع بعض المشروبات المنعشة، بل حتى الشاي والقهوة نحضرها كذلك حتى لا نضطر إلى شرائها فهنا كل ما يباع ثمنه مضاعف لأكثر من أربع مرات “. جميلة صوليلي، 45 سنة، التقتها “الشعب” مع أطفالها الثلاث في المتنزه أجابت عن سؤالنا قائلة:« آتي إلى المتنزه مرتين تقريبا في الأسبوع، أحضر مع أبنائي إلى المكان من أجل الاستمتاع ولتمضية ليلة صيفية بعيدا عن جدران المنزل، نحضر معنا وجبات خفيفة ومشروبات ومائدة صغيرة وفراش لنجلس عليه، لأننا وفي كل مرة ناتي فيها نجد كل المقاعد المخصصة للأكل مشغولة، بل البعض يأتي بعد الظهر فقط ليضمن لنفسه مكانا ليجلس فيه ويأكل بكل راحة، ف«الصابلات” اليوم أصبح قبلة مفضلة للكثير من العائلات التي أصبحت تاتيه في فصل الصيف ومنذ الشهر المبارك مساء، لتستمتع بجو الليل المنعش ورغم ان الاشغال لم تنته بعد، ولم يتم بعد تصفية واد الحراش إلا أن ذلك لم يمنع كل هؤلاء من المجيء إلى هنا”. وأكدت جميله في حديثها إلى “الشعب” أن العائلة العاصمية وجدت في هذا المكان ما كانت تيحث عنه لسنوات طويلة، فالمكان واسع ويجمع بين الترفيه والمتعة، فالاطفال يجدون فيه ما يبحثون عنه من العاب ومساحة كبيرة يطلقون فيها العنان لجنونهم الصبياني، والعائلات وجدت الأمن الذي توفره الفرق المتنقلة للشرطة الذين تراهم متواجدون في كل مكان سواء ماشين أو في مركباتهم، ما أعطى المواطن ثقة في انه يستطيع تمضية وقت ممتع، وان عائلته يمكنها الجلوس في هذا المتنزه ليلا بكل أمان دون ازعاج من المتطفلين او المنحرفين”. وجدت جزائر غير التي تركتها منذ 20 سنة؟؟ رضا تاغورت، 40 سنة التقته “الشعب” في متنزه الصابلات” يشتري نسرا طائرا لابنه الذي لم افهم ما يقول في البداية ولكن ادركت انه يتكلم باللغة الالمانية، اقتربنا لنسأله عن المتنزه فقال:«دهشت كثيرا لما آل اليه المكان، فمنذ ما يقارب العشرين سنة لم آت الى الجزائر، والحقيقة انني صدمت لكل الإنجازات التي حققت خلالها فالطرقات والتهيئة العمران واضحان جدا والتحول ظاهر للعيان، حتى زوجتي الالمانية تفاجات بما رأته في الجزائر، وكما ترين أبني اعجبه المكان كثيرا خاصة وان الشرطة متواجدة في كل مكان، ....بالنسبة لي هي المعجزة لان الصابلات كنا لا نجرأ على دخوله نهارا واليوم العائلات تجلس فيه بلا خوف وتقضي فيها سهراتها الليلية”. وأضاف رضا قائلا:«ما زاد المكان جمالا هو معرض الصناعات التقليدية الذي يختزل الجزائر في الصابلات فأنت تجد كل ما تتميز به كل منطقة من الوطن، فمن صناعة الجلود إلى صناعة الفخار إلى صناعة الحلي إلى الطرز والخياطة التقليدية، وكأنك أمام بطاقة تعريف للهوية الجزائرية التي لشتقنا اليها كثيرا في ديار الغربة، وكما ترين اشترت زوجتي “جبة” تقليدية وارتدتها فوق الجينز وهي تتجول وتكاد تطير من السعادة، بل اكثر من ذلك تساءلت عن السبب الذي جعلني أتاخر في إحضارهم إلى الجزائر”. طوابير السيارات ...نقطة سوداء والمصلي مطلب ملح كميليا شكال، 35 سنة وجدناها تساعد ابنها على الجلوس في الأرجوحة ليلعب، سألتها “الشعب” عن مدى استجابة المكان لمتطلبات العائلة الجزائرية الباحثة عن الترفيه والتسلية فردت:« أصبح الزحام في الصابلات سببا في الكثير من الازعاج فكما ترين الساعة التاسعة ليلا والمكان ممتلئ عن آخره وكما تشاهدين الجسر الرابط لبن خروبة والصابلات ساهم في مضاعفة الوافدين على المكان، فالناظر اليه يظن أنها العاشرة صباحا ولكن الحقيقة غير ذلك تماما، فالليل أصبح في الصابلات له معنى آخر، والعائلات أصبحت تأتي إليه ليلا اكثر من الفترة الصباحية ربما بسبب حرارة الصيف”. وقالت أن المتنزه أعطى العائلة الجزائرية خيارا إضافيا لقضاء الليالي الصيفية التي بدأت بالسهرات الرمضانية أين كان مقصدا للكثير من الصائمين للأفطار وتناول وجبة السحور، ولكن أهم ما ينغس هذه المتعة هو الطابور الطويل الذي تشكله السيارات الباحثة عن مكان داخل موقف السيارات الخاص بالمتنزه، فهي تأتي من الرغاية ولا تستطيع الخروج باكرا لأنها تنظر زوجها إلى حين عودته من العمل، وعند وصولنا إلى هنا تكون الساعة تقريبا الثامنة مساء ما يجعلنا نتظر طويل لنتمكن من الدخول إلى المتنزه، وأكدت أنه لولا إصرار أبنائها لما قدمت اليه. وفي سياق حديثها ذكرت كاميليا بأهمية وجود مصلى بالمنتزه، أين تجد النساء أنفسهن مرغمات على تأجيلها إلى حين العودة إلى المنزل عكس الرجال الذين بإمكانهم الصلاة على العشب الأخضر، مؤكدة على أنه مطلب ملح للسيدات حتى تكتمل متعتهن.