كانت انطلاقتنا من محطة الترامواي قهوة الشرقي أين وجدنا عدد كبير من المسافرين في انتظاره، فرغم انه يستغرق سبعة دقائق بين الرحلة والاخرى، الا أن المحطة تبقى مكتظة بالمسافرين، والملاحظ ان اغلبهم من المراهقين الذين تتراوح اعمارهم بين الرابعة عشر والسابعة عشر سنة، كلهم بنفس قصة الشعر، ونفس الملابس تقريبا، أما الفتيات فكلهن امل في قضاء يوم جميل بدريم بارك بقصر المعارض. وصلنا الى قصر المعارض وتوجهنا الى جنة الالعاب والتسلية، والملاحظ ان الحشد كان كبيرا، اطفالا نساء ورجالا جاءوا الى هنا من اجل منح ابنائهم فرصة للاستمتاع بمختلف الالعاب الموجودة بالمكان، خاصة وانه يتوفر على خدمات كثيرة كالامن، الاكل وحتى المصلى للرجال والنساء لمن يرغب في عدم تفويت وقت صلاته. من تيزي وزو إلى “دريم بارك” للاستمتاع بالعطلة أول من سألناه عن دريم بارك كانت عائلة “ايت نوا” من تيزي وزو التي تحدث رب الاسرة والمدعو عمر عنها قائلا: “اغتنمنا العطلة للمجيء الى هنا لان ابنائي الحوا كثيرا لزيارة المكان، فاقاربنا الذين يقطنون بالعاصمة حدثوهم كثيرا عن بارك لاند ما جعلهم يعزمون على حزم امتعتهم والاستعداد للسفر، وبالفعل استمتع الاطفال كثيرا بالمكان خاصة وان الامن متوفر ما جعل العديد من العائلات القاطنة في الولايات الاخرى غير نادمة على المجيئ الى هنا”. واضاف عمر ايت نوا قائلا:« الشيء الملاحظ ان دريم بارك يستقبل الكثير من الزوار من الولايات المجاورة كالبليدة، تيبازة ، بومرداس وتيزي وزو الامر الذي جعل امر توسعته ضرورة، خاصة وان العدد الكبير منهم اصبح منزعجا من طول الطوابير التي يجدها في الالعاب، وفي الاماكن المخصصة للاكل، فاينما توجهت عليك ان تمر اولا بالطابور الذي قد تبقى فيه اكثر من مس وعشرون دقيقة وهذا ممل ومتعب، وينغص استمتاعنا بالمكان” أما كمال زواريم وجدناه ينتظر امام لعبة المقص فقال: “جئت وعائلتي من ولاية البليدة حتى نقضي يوما ممتعا مليئا بالفرحة والمتعة، وكما ترين انا انتظر امام لعبة المقص منذ عشرون دقيقة ولم يحن دور ابني، الذي اصر على ركوبها رغم انها تبدو مخيفة ومرعبة، وحتى انقص من شعوري بالتعب تركت زوجتي وابنتاي تتناولن وجبة الغذاء في انتظار لحاقي بهن”. ويستطرد قائلا: “هي ليست المرة الاولى التي احضر عائلتي الى هنا، ولكن مقارنة بالسنوات الماضية اصبحت العائلات تشعر بامان اكبر، كما ان بعض الالعاب المعطلة تم إصلاحها الى جانب تركيب العاب جديدة زادت من استمتاع الاطفال بها”. اخذنا كمال الى زوجته زوبيدة لنسالها عن المكان فقالت: “المكان رائع ويتوفر على جميع الخدمات التي تعطي الزائر شعورا بامان اكبر، ولكن الملاحظ ان عدد المراهقين المتواجدين بالمكان كبير ما يجعلك تشعر بالتوتر، اما الأطفال الموجودين في الخارج يتوسلون الكبار لإدخالهم الى دريم بارك فحدث ولا حرج”. الترامواي زاد من إقبال المواطنين عليه اما السيدة مونية التي وجدناها مع طفلاها في حديقة الاحلام دريم بارك اكدت ل “الشعب” قائلة: “آتي الى هذه الحديقة كل اسبوع تقريبا لانني اسكن بجوارها، وكذا لانها المكان المناسب للعائلات التي تجلس باحترام، فأعوان الأمن يقومون بعمل هائل هنا فهم يراقبو ن كل شيئ واي مراهق يعاكس فتاة او يقوم بفعل مخل بالحياء يطرد خارجا على الفور فالى جانب الكاميرات التي تغطي كل زوايا الحديقة، ينتشر أعوان الأمن في كل مكان، ليتم الإبلاغ عن طريق أجهزة الإتصال اللاسلكي طالكي والكي فورا عن أي شاب يضايق العائلات أو الفتيات، حيث يشرع في عملية البحث عنه، ليتم إلقاء القبض عليه وإخراجه من الحديقة، مما يبعث الاطمئنان والارتياح في نفوس زوار الحديقة، كما يمكن للعائلات بدورها إبلاغ أعوان الأمن عن أي ممارسات مشبوهة تلاحظها أو مضايقات تتعرض لها، وبين الحين والآخر، يشاهد الأعوان وهم يلقون القبض على مراهق،ويطردونه خارج أسوار الحديقة”. تواصل حديثها قائلة: “اليوم تعرف الحديقة اقبالا كبيرا من الزوار بسبب العطلة الصيفية للاطفال المتمدرسين ما جعل امر تنقلهم سهل اليها، خاصة بعد اطلاق الترامواي فهو ساعد كثيرا سكان العاصمة، ودرقانة وبرج البحري وكل الاحياء المجاورة المعروفة بالازدحام الكبير للسيارات، اصبح بامكانه التنقل في الترام واي المكيف دون تعب لان محطة الصنوبر موجودة في مدخل الحديقة”. واضافت قائلة: “يفضل ابنائي الكثير من الالعاب المتوفرة منها العجلة الدوارة الكبيرة، باخرة القرصان الكبيرة، الباخرة النطاطة، سيارات التصادم الكبيرة والصغيرة، الأرجوحة الكبيرة، والصغيرة كذلك، النجم الناري، القطار ذي العجلات، القطار الكهربائي، فناجين القهوة، القافلة، الهيليكوبتر الدوارة، الكراسي الطائرة،والاكيد انني اشتريه في المدخل ب 30 0دج ولكن عند انتهائها اشتري اخرى لارضي طلبات صغاري لانني بالنسبة لهم الاب والام”. وتشير قائلة: “رغم انها تتربع على مساحة صغيرة إلا أنها تشهد توافدا كبيرا من طرف العائلات خاصة في المناسبات كالعطل المدرسية والاعياد سواء كانت وطنية او دينية لانها الفرصة الذهبية لخروج العائلة مجمتعة للاستمتاع بوقتهم بعيدا عن أي التزامات تعكر صفوهم، وكثير من العائلات تفضلها بسبب تميزها بالامن والنظافة فبمجرد دخولك تجد لافتة مكتوب عليها ان كل من يقوم بسلوك مخل بالاداب العامة سيكون مصيره الطرد، كما يمنع التجول داخلها بلباس غير محتشم، فالصرامة في تطبيق هذه الشروط جعل العائلات تصطحب ابناءها اليها دون خوف من الاصطدام بمناظر محرجة تخدش الحياء”. اما وسيلة ش فقالت: “أعتبرها حديقة مثالية للعائلات، فالى جانب الالعاب المختلفة تتوفر على خيمة ترحل بك الى جو الصحراء الهادئ والساحر في ديكور ينسيك في دقائق المكان المتواجد فيه، ويزيده الشاي الصحراوي عبقا ورونقا مميزا”.