صّرح الدكتور بوعمران الشيخ رئيس المجلس الاسلامي الأعلى في حديث خص به الشعب خلال »البيع بالإهداء« لكتابه المشترك »الجزائر المستعمرة من خلال النصو ص (1830 1962)« والذي احتضنته مكتبة الراشدية نهاية الأسبوع المنصرم، ان هذا الكتاب هو رد فعل طبيعي للتّنكر الذي يعتري بعض العقول التي لا تولي أهمية لتاريخها وشخصيتها. وقال الدكتور بوعمران عن هذا الكتاب الذي ألّفه باللغة الفرنسية بمعية الدكتور محمد الجيجلي، انه مجهود ثلاثة سنوات من العمل المشترك والبحث المستمر وهو يحتوي كما قال على مقدمة، تشرح دوافع اختيار هذا الموضوع، بالاضافة الى ستة أبواب هي المقاومة منذ زمن أحمد باي، ووظيفة السكان السياسية، والأرض واستيلاء المعمرون عليها، ثم السياسة الدينية (محاربة الاسلام في عقر داره)، ثم بعدها خصص الفصل الخامس للسياسة والتربية والتعليم وأخيرا »المجتمع والثقافة«. وأضاف الشيخ بوعمران، أن الكتاب من حيث هو مؤلف يحتوي على مجموعة من النصوص التي كتبت عن الجزائر منذ 1830 والى غاية الاستقلال سواء كانت من كتّاب أجانب او جزائريين، حيث يتم التعريف أولا بصاحب النص ثم يدرج النص كاملا بعدها ليستفيد القارئ من الأفكار المدونة ويستطيع بعدها المقارنة والتقصي، وهي عادة تدخل ضمن النصوص التاريخية. كما قام الأستاذ محمد الجيجلي بإدراج النصوص الأدبية على قلتها باعتباره مختصا في هذا المجال. وعن الفئة التي وجه اليها هذا الكتاب قال الدكتور بوعمران، انه موجه بالنصوص الى طبقة السياسيين اولا ثم الى الفرنسيين وغيرهم ممن ينكرون التاريخ الجزائري، وايضا الى عموم الأساتذة والطلبة للاستفادة من تاريخ الجزائر أثناء الحقبة الاستعمارية التي دامت 130 سنة كاملة. وحول ما اذا كانت الكتاب سيترجم الى العربية قال الدكتور بوعمران، انه يسعى بنفسه الآن الى ترجمة الكتاب الى اللغة العربية، حيث يتوقع أن ينشر بعد فترة في المستقبل القريب، كما أن الكتاب سيترجم ايضا الى الانجليزية للتعريف به أكثر والاستفادة من مجموع النصوص التي كتبت عن تاريخ الجزائر. وفي الأخير، قال الأستاذ بوعمران أن هذا الكتاب هو لبنة لتنوير العقول التي تتنّكر لتاريخها او لماضيها، خاصة وأن الاستعمار لم تكن له ايجابيات كما قيل ويقال وإنما الاجابيات كانت لمصلحته هو شخصيا دون ان يستفيد منها الآخرون. اما الدكتور محمد جيجلي الذي اشترك في تأليف الكتاب قال، عن مشاريعه المستقبلية انها تنحصر في عملين هامين، يتعلق الأول بمشروع »حياتي« كما قال، وهي مقالات جمعها في مادة »النحو العربي« مع ادخال الألسنية بالنحو العربي، وهو »إدخال« يحدث لأول مرة وسيحدث على حد قوله »ثورة في النحو العربي« وخطو الى الأمام غير مسبوقة. أما عن مشروعه الثاني، ترجمة الى العربية لكتاب »دونيس جيرار« »تطبيق الألسنية« في تعليم اللغات (فن تعليم اللغات)، وهو كتاب كما قال عنه يكمل »كتاب النحو العربي« سالف الذكر. والجدير بالذكر، فان كتاب الجزائر المستعمرة من خلال النصوص (1830 1962) هو من منشورات المؤسسة الوطنية للنشر والاشهار، كما أن البيع بالاهداء للخميس الفارط يعتبر آخر لقاء مع القراء لهذا الموسم، حيث تنوي المؤسسة سالفة الذكر برمجة كتب أخرى مع موسم الدخول الاجتماعي الجديد.