الجزائر تحشد جبهة جديدة للدفاع عن أسعار البترول تعتزم الجزائر في الفترة الممتدّة ما بين 7 و9 ديسمبر المقبل تنظيم الدورة التاسعة لقمّة شمال إفريقيا للبترول والغاز موازاة مع استمرار نزيف أسعار النفط في الأسواق العالمية، دورة قد تنجرّ عنها ولادة جبهة جديدة بقيادة الجزائر لشنّ (هجوم معاكس) ومواجهة التكتّل الخليجي القوي وحشد مزيد من التأييد أملا في الضغط على (الأوبك) لخفض الإنتاج تحت سقف 30 مليون برميل يوميا أملا في رفع الأسعار. تعدّ هذه القمّة الأولى من نوعها التي تحتضنها الجزائر -حسب مصادر مطّلعة- فرصة حقيقية لتشكيل جبهة جديدة يمكنها الوقوف بالمرصاد للتكتّل الخليجي القوي بقيادة السعودية، والتي حالت دون إصدار أيّ قرار بخفض إنتاج البترول خلال اجتماع الدول المنتجة والمصدّرة للنفط بالعاصمة النمساوية فيينا مؤخّرا، هذا التعنّت من قِبل الدول التي تكنّى ب (حمائم الأوبك) شكّل صدمة للمسؤولين الجزائريين الذين لم تفلح جهودهم الحثيثة في وقف نزيف أسعار (قوت الجزائريين) المتواصلة. ذات المصادر أكّدت ل (أخبار اليوم) أن المسؤولين الجزائريين لم يفقدوا الأمل بعد صدمة اجتماع فيينا ويصرّون على إثبات صحّة نظريتهم، وهو ما تجلّى من خلال تصريحات وزير الطاقة يوسف يوسفي مؤخّرا، والتي أكّد فيها أن الأزمة الحالية مفتعلة، وأن الجزائر غير مرتاحة للأسعار الحالية، وهو ما فسّره محدّثنا على أنه تأكيد من الجزائر على أنها خسرت معركة فيينا، لكنها لم تخسر الحرب وستدافع عن أسعار النفط المتهاوية ألى أقلّ من 80 دولارا للبرميل حتى الرمق الأخير، علما بأن الجزائر بحاجة إلى سعر برميل يفوق 100 دولار لتجنّب أيّ عجز في الموازنة العامّة. واستشهد ذات المصدر بفنزويلا التي يمثّل النفط 96 بالمائة من صادراتها على غرار الجزائر، هذا البلد اللاّتيني أكّد رئيسه نيكولاس مادورو أوّل أمس أن فنزويلا لن تستسلم وستضغط داخل (أوبك)، وفيما بين الدول المنتجة للنفط غير الأعضاء في (أوبك) للوصول بسعر النفط إلى 100 دولار للبرميل بعدما أدّى تراجع أسعار البترول إلى تفاقم تراجع اقتصادي عام ونقص في العملات الأجنبية وندرة في السلع الأساسية في البلد. للإشارة، تنظّم الجزائر لأوّل مرّة قمّة شمال إفريقيا للبترول والغاز وتمتدّ أشغالها خلال الفترة من 7 إلى 9 ديسمبر، وستجمع هذه التظاهرة الدولية أكثر من 450 خبير في صناعة المحروقات، حيث سيكون الموعد من أهمّ القمم للبترول والغاز في شمال إفريقيا بالجزائر تحت رعاية مجمّع سوناطراك. وستجمع القمّة لمدّة ثلاثة أيّام مختصّين، خبراء وتقنيين في منطقة شمال إفريقيا من المؤسسات الوطنية والعالمية والشركات المستقلّة للنفط والغاز والمستثمرين والموردين للخدمات النفطية والبنوك ومكاتب المحاماة. وتتناول الطبعة علاوة على مناقشة تراجع أسعار المحروقات عالميا وتأثيرها على الدول المنتجة للبترول الأعمال الخاصّة بكيفية الاستغلال والإنتاج على مستوى الموارد الخارجية وغير التقليدية في شمال إفريقيا، بالإضافة إلى تقييم المخاطر غير التقنية المتعلّقة بالاستراتيجية البيئية والاجتماعية، وكذا الموارد البشرية. كما سيقوم المحاضرون في هذا الحدث الهام بمعالجة أسئلة وإشكاليات عديدة مرتبطة بنجاح التعاون المُثمِر بين الشركات البترولية العالمية والشركات الوطنية، وحول طريقة خلق الثروة للمجتمعات المحلّية، ومناقشة الوضع الأمني في ليبيا وتأثيره على الصناعة البترولية والدور الذي يمكن أن تلعبه الجزائر كقائد استراتيجي لتهدئة الوضع.