بارة: الشعور بالانتماء للدولة الوطنية جنب الانهيار شكلت تجربة الشباب الجزائري في صناعة السلم والمصالحة الوطنية وكذا التنمية الاقتصادية، محور الاجتماع الثالث للهيئة التنفيذية لاتحاد الشباب الإفريقي، حيث تم التأكيد على دور هذه في الفئة في صناعة استقرار القارة وقيادة الإستراتيجية التنموية. أكد وزير الشباب والرياضة الهادي ولد علي، الأهمية البالغة التي توليها الدولة للفئات الشبانية، وقال أن دسترة المجلس الأعلى للشباب دليل على إرادة رئيس الجمهورية في إشراك هذه الشريحة في الحياة السياسية والتنموية، مفيدا بالتزام الجزائر بدعم الجهود الإفريقية للاستجابة لتطلعات الشباب. وقال الهادي ولد علي، خلال إشراف على افتتاح الاجتماع الثالث للهيئة التنفيذية لاتحاد الشباب الإفريقي المنضوي تحت لواء الاتحاد الإفريقي، استعادة الجزائر للسلم والاستقرار تحقق بمساهمة فاعلة من قبل الشباب الجزائري، والذي تحلى حسبه بروح وطنية عالية وامتاز برشد بالغ جعله يختار المصلحة العليا للبلاد ويتصدى للتهديدات التي طالت كيان الدولة. وأكد الوزير، انفتاح الجزائر على الشباب الإفريقي، وانخراطها الكامل في جهود الاتحاد الإفريقي لتعزيز مكانة هذه الفئة وإشراكها في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية، وجعلها عنصرا فاعلا في تنفيذ استراتيجيه النمو لسنة 2063. ونوه ولد بدور الحركات الشبابية الإفريقية في تحرير القارة من نير الاستعمار، واعتبرها بمثابة الشعلة التي قادت النضال التحريري، مضيفا أن الرهانات التي تنتظر الدول الإفريقية مجتمعة يمكن تحقيقها بالاعتماد على حماسة والشباب وحيويتهم. وأفاد بان القادة الأفارقة يدركون جيدا هذا التوجه، ويعلمون دائما على إيجاد الآليات المناسبة، لاستيعاب الشباب ومنحهم المزيد من الفرص للمشاركة الفاعلة في النمو. وأشاد في ذات السياق بالروح العالية للشباب الصحراوي الذي يناضل باستمرار من أجل قضيته العادلة التي تعتبر آخر قضايا تصفية الاستعمار في القارة السمراء، مؤكدا دعم الجزائر الدائم لتطبيق استفتاء تقرير المصير وفقا للوائح الأممالمتحدة. من جهته قال الخبير في الشؤون الأمنية والمستشار برئاسة الجمهورية، كمال رزاق بارة، أن شعور الانتماء للدولة الوطنية للجزائريين جنب البلاد الانهيار الكامل خلال الأزمة الأمنية التي عرفتها سنوات التسعينات. وأوضح بارة، خلال إلقائه محاضرة في الدورة الثالثة للهيئة التنفيذية لاتحاد الشباب الإفريقي، بفندق الهيلتون بالعاصمة، أن «الجزائر عرفت أزمة خلفت نتائج خطيرة على النسيج الاجتماعي والاقتصادي وتوازناتها الكبرى، وخرجت منها بفضل الشعور القوي بالانتماء للدولة الوطنية»، مفيدا بأن هذا الشعور يعود للمقاومة الشرسة التي خاضها الشعب الجزائري برمته ضد الاستعمار الفرنسي. وأشار بارة، إلى تحول الجزائر إلى دولة مصدرة للاستقرار في جوارها الإقليمي، حيث نجحت جهودها الدبلوماسية والسياسية، دفع الفرقاء الماليين نحو توقيع اتفاق السلم والمصالحة الوطنية سنة 2015. وأفاد بارة بأن منطقة الساحل الإفريقي، من أكثر مناطق إفريقيا عرضة للتهديدات الإرهاب بالقارة الإفريقية، إلى جانب غرب القارة أين تتواجد جماعة بوكو حرام الإرهابية القرن الإفريقي حيث تنشط حركة الشباب. وأضاف المتحدث، بأن التطرف والجريمة المنظمة وتدفق تجار المخدرات عبر الحدود تحتل صدارة التهديدات الأمنية بالقارة، ولفت إلى معاناة بعض الدول من حالات لا استقرار ناجمة عن أزمات داخلية راجعة بالأساس إلى عدم التحكم في العملية السياسية والصراع على السلطة وكذا التدخلات العسكرية الأجنبية المباشرة. وذكر كمال رزاق بالجهود التي بدلها الاتحاد الإفريقي لهندسة السلم والأمن، من خلال مجموعة من الآليات على غرار مجلس السلم والأمن الإفريقي ولجنة الحكماء وآلية الأفريبول، التي تعمل جميعها على الاستجابة السريعة للأزمات والتصدي لها. وأشار الخبير الأمني والمستشار برئاسة الجمهورية، إلى أن القارة الإفريقية، تسجل حاليا 8 عمليات لحفظ السلام من أصل 16 تقودها الأممالمتحدة، وترصد لها 5 مليار دولار من 7 مليار دولار. وأوضح أن عدد سكان القارة يقدر حاليا ب1.1 مليار نسمة، ما يستدعي حسبه العمل على تعزيز الديمقراطية والحكم الراشد لمعالجة الأزمات الراهنة وقيادة إستراتيجية تنموية ناجحة. بالمقابل دعت رئيسة اتحاد الشباب الإفريقي، فرنسين ميومبا، القادة الأفارقة إلى تكثيف الجهود من أجل تشجيع انخراط الشباب في الحياة السياسة والمشاركة في كافة القرارات التي تخصهم على الصعيد الاجتماعي والثقافي والاقتصادي. وقالت أن 70 بالمائة ممن يعانون البطالة في إفريقيا شباب، ويتطلعون إلى ضمان تكوين تعلمي ومهني واندماج في سوق العمل، مؤكدة أن مساعدتهم على تجاوز هذه المشاكل يسمح بجعلهم قوة فاعلة في صناعة المستقبل. واعتبرت أن استمرار المشاكل التي يعانون منها جعلهم قنبلة موقوقة، خاصة وأنهم يشكلون نصف إجمال سكان القارة، وثمنت المتحدثة الجهود التي بدلتها الجزائر لترقية مكانة الشباب وإشراكهم في مختلف جوانب الحياة.